هل يُغتفر ذنب فضل شاكر تدريجيًا؟

"ليبانون ديبايت" - كريستل خليل:

في صدمة طاولت اللبنانيين، يعود فضل شاكر إلى الساحة الغنائية في شهر رمضان، مشاركا بغناء شارة مسلسل "لدينا أقوال أخرى" للممثلة المصرية يسرا. الأمر الذي أشعل رواد مواقع التواصل الاجتماعي الذين انقسموا بين مؤيّد ومهاجم غاضب من عودة شاكر الى دائرة الضوء.

ما لا شكّ فيه ان اختيار شركة "العدل غروب" للإنتاج الفنان فضل شاكر لغناء شارة المسلسل الرمضاني خطوة جريئة وذكية لاستقطاب الأنظار والدعاية منذ اللحظات الأولى على اعلان الخبر. لكن اللافت أكثر، محاولة خروج المحكوم عليه غيابيا تدريجيا من قائمة الاتهامات الموجّهة اليه، والعودة الى الساحة، مجمهرا حوله مشجعي فنّه، المستعدون ان يغفروا له من دون تردد، وهم بانتظار كل جديد يطلقه، وفقاً لما تمّ رصده عبر هذه المواقع.

وعلى الرغم من وجود شاكر حالياً في مخيم عين الحلوة، ينتظر صدور العفو العام الموعود به بعد الانتخابات، رافضا تسليم نفسه الى الأجهزة الامنية حتى لا يصار الضغط عليه في التحقيقات ويدخل مجدداً في نفق مع القضاء، يأبى الرجل ان يمضي كل تلك الفترة مكتوف الأيدي، اذ يحاول خطوة تلو الأخرى اظهار براءته لجمهوره وللشعب اللبناني وكسب عاطفتهم.

يراهن شاكر على استعادة محبة جمهوره، ما يزيد من اصراره على عدم تضييع أي فرصة أو اطلالة لإبراز فنه والاعتذار عن كل خطأ أو هفوة ارتكبها في إحدى المراحل، معترفا بذنوبه لا بالاتهامات الموجهة اليه. انطلقت مرحلة السعي الى نيل شاكر مغفرة الشعب اللبناني من خلال 3 أجزاء لوثائقي عن حياة فضل شاكر "حكاية طويلة" بثته قناة الجديد، الذي تضمّن رسائل متعددة وأوضح نقاط وحقائق كان يجب ان تُكشف.

يمتلك شعبية فنية كاسحة، هزّتها التهم الموجهة اليه لكن لم تكسرها. بقي لدى الجميع فضول لمعرفة الاسباب والدوافع التي أدّت إلى التصاق اسم شاكر بالإرهاب وبأحمد الأسير وبقتال الجيش، وتم استيضاح التفاصيل من خلال الوثائقي. واللّافت كان ما أثارته "رندحة" شاكر لأغنية فيروز "بحبك يا لبنان", اذ ضجّت في اليوم التالي مواقع التواصل الاجتماعي بالتسجيل.

وشاع صيت الوثائقي بعدما أطلق شاكر أغنيته الجديدة بعنوان "ليه الجرح" التي نالت، على الرغم من الأخطاء الغنائية ونسيان الكلمات، نسب مشاهدة تخطت المليون. وبعدها انتشر خبر غنائه لشارة مسلسل رمضاني، مع احتمال ان تبصر أغنيته الجديدة "شبعنا من التمثيل" النور في الساعات القليلة المقبلة، وهي من كتابة مدحت العدل وألحان عمرو مصطفى.

غضب رواد مواقع التواصل الاجتماعي من هذه العودة التدريجية يقابله تقبل وانتظار من قبل الجماهير لعودة فنية لشاكر. فهل هذه هي الاستراتيجية المتّبعة لمغفرة خطاياه؟