أكد الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله أن " التجربة أثبتت أن الادارات الاميركية لا تحترم حتى مصالح حلفائها ففي الاتفاق النووي مصالح الاوروبيين هي في الالتزام بالاتفاق النووي لكن اميركا لم تسأل عنهم"، مشيراُ إلى أن "أي اتفاقيات ومواثيق لا قيمة لها عند الحكومات الأميركية ولا عهد ولا ميثاق لهم ولا يمكن لأحد في العالم ان يثق بالتزامات الادارة الاميركية".
وشدد على ان "الادارة الاميركية تثبت من جديد ان ما يعني اميركا في العالم هي مصالحها ومصالح اسرائيل ونقطة على أول السطر ولا مكان للقيم الاخلاقية والانسانية عندها"،
وحول القصف الاسرائيلي على سوريا والرد الصاروخي السوري، قال نصر الله :"اننا امام مرحلة جديدة في سوريا ومحور المقاومة كله وهناك كسر للهيبة الاسرائيلية في المنطقة بعد اسقاط الطائرة الاسرائيلية قبل فترة، واليوم الرسالة ان سوريا وقيادتها وجيشها ومحور المقاومة يرفضون ان تبقى السيادة السورية منتهكة من قبل العدو وعلينا ان نثبت المعادلة الجديدة في الصراع مع العدو".
واشار نصر الله الى أن "ما جرى في استهداف مواقع العدو في الجولان انه أطلق 55 صاروخا واستهدفت بدقة مواقع العدو وادت الى نزول المستوطنين الى الملاجئ في مستوطنات الجولان وغيرها من مستوطنات الشمال"، لافتاً إلى أن "العدو كعادته تكتم عن خسائره وحاول الرد على الصواريخ وتصدت له دفاعات الجوية السورية ببسالة وتم اسقاط العديد من الصواريخ الاسرائيلية والصواريخ السورية وصلت الى فوق صفد وطبريا ما اجبر العدو على استخدام الباترويت، والعدو في إطار رده وقصف مواقع يعلم انه تم اخلاءها وقد اتصل بقوات الامم المتحدة لابلاغ ان القضية بالنسبة له انتهت اذا قرر السوري التوقف عند هذا الحد".
وأوضح السيد نصر الله ان "ما جرى هو احد اشكال الرد على العدوان الاسرائليي المتواصل في سوريا وعلى من في سوريا سواء من الايرانيين او ايا من الحلفاء"، مؤكداً أن "الرسالة التي أوصلها هذا الهجوم الصاروخي كان مدويا، الرسالة هي ان الاسرائيلي لم يعد بمقدوره فعل ما يشاء في سوريا دون رد، اي ان الرد سيأتي وفقا لتقدير الجانب السوري في الشكل والتوقيت وهذا جزء من الرد ولذلك بدأ الحديث في الكيان عن مدى الجهوزية للذهاب للحرب ومدى القدرة على ذلك، وهذه مرحلة جديدة على الاسرائيلي ان يجري حساباته في سوريا ونحن لدينا معلومات ان حركة الطيران الاسرائيلي باتت مختلفة باتجاه سوريا وأنا لا اقول ان الاسرائيلي لن يفعل اي شيء جديد انما اقول انه سيحسب حسابات قبل فعل اي شيء".
وحول دلالات ما جرى، قال نصر الله إن "هذا الرد الصاروخي حصل في ظل التهويل الاسرائيلي ورفع أسقف التهديد، ومع ذلك حصل الرد ولم يتجرأ الاسرائيلي على فعل اي شيء وقد تم ابلاغ حكومة العدو من خلال جهة دولية انه لو جرى اي رد اسرائيلي فإن الرد سيكون في داخل الكيان الاسرائيلي ولذلك يمكنا ان نقول ان مسألة التهويل والتهديد انتهى"، لافتاً إلى أن "رغم الجهد العملاني الاسرائيلي الطويل والكبير لمنع اطلاق الصواريخ من سوريا فشل لان الصواريخ اطلقت من سوريا رغم كل ذلك، ولم يستطيعوا ايضا ان يمنعوا العدد الاكبر من الصواريخ الموجهة الى المواقع الاسرائيلي على الرغم من كل قدراتهم".
وشدد على أن "هذه التجربة أثبتت الكذب الاسرائيلي حول ان التجربة الداخلية غير جاهزة للحرب لا على صعيد الانسان ولا الملاجئ وغيرها من الامور"، مشيراً إلى أن "حاجة الاسرائيلي للتغطية على حجم ما جرى عبر الاكاذيب حول اعداد الصواريخ والحديث عن القضاء عن القدرات الايرانية في سوريا وغيرها من الاكاذيب".
ولفت الى أن "الموقف الخليجي المعيب حول هذا العدوان كموقف وزير خارجية البحرين الذي اعطى اسرائيل الحق بالدفاع عن نفسه وانا اسمي هذا الامر قبح لانه لا يوجد اقبح واسوا من هكذا موقف عربي باتجاه اسرائيل"، مشيراً إلى أن "يا غبي هذا العدوان جرى في الجولان السوري الذي تحتله اسرائيل"، مستنكراً "هذا المستوى من الخبث والحماقة والغباء من التزلف للاسرائيلي".
وفي الذكرى السنوية لاستشهاد السيد ذوالفقار، أشار إلى أن "الشهيد السيد مصطفى بدر الدين في كل الساحات التي تحمل فيها مسؤوليات خرج منتصرا وشامخا"، لافتاً إلى أن "السيد مصطفى تحمل مسؤوليات اساسية في المجال الجهادي الامني والعسكري بشكل خاص، حيث كان قائد المعركة في مواجهة عدوان 1996 وبعد الـ2000 تحمل مسؤوليات عديدة خصوصا بعد استشهاد القائد الحاج عماد مغنية".
وقال السيد نصر الله في كلمة له خلال الحفل التأبيني الذي اقامه حزب الله في الذكرى السنوية لاستشهاد السيد مصطفى بدر الدين (السيد ذوالفقار) إن "السيد مصطفى تحمل مسؤولية ملفات او جبهات حساسة جدا منها المواجهة الامنية مع العدو الاسرائيلي وايضا في الملف الفلسطيني ودعم فصائل المقاومة وتطوير امكاناتها وقدراتها، ساحة العراق حيث كان لاخواننا شرف المساهمة الحقيقية لاطلاق فصائل المقاومة لمواجهة الاحتلال الاميركي خاصة بعد استشهاد القائد الحاج عماد مغنية ولاحقا ساحة المواجهة مع داعش في العراق وصولا الى ساحة سوريا التي تحمل مسؤوليتها منذ اليوم الاول حتى تاريخ استشهاده"، لافتاً إلى "أننا لا نقول ان للانتصار صاحبا واحد وانما كل جهد الجماعة اسهم بهذا النصر او ذلك النصر".
واعتبر أن "جهود جبارة ومتكاملة تصنع النصر ولكن الرأس الذي يقود يكون له الفضل الكبير الى جانب اخوانه خاصة في العمل العسكرية لوصول الى النتيجة المطلوبة"، مؤكداً أن "السيد مصطفى خرج شامخا بمواجهة الشبكات الامنية المتعاملة مع العدو وفي ملف تبادل الاسرى وفي ملف العمليات الامنية بمواجهة الشبكات الارهابية التكفيرية لتفجير الوضع في لبنان وفي العراق ايضا بالمساهمة بالانتصار العراقي الذي ادى الى خروج الاميركيين من العراق في 2011 ولاحقا في الانتصار الاخير على داعش وصولا الى الجبهة التي اعطاها في السنوات الاخيرة التي اعطاها كل وقته وحياته واليوم يكتشف العالم كله ما تعرضت له سوريا خلال السنوات الماضية".
وخاطب السيد نصر الله السيد ذوالفقار بالقول " يا سيد يا اخي وعزيزي لقد عدت شهيدا وحاملا للواء النصر وانت في عليائك يمكنك ان تكون مطمئن البال ان الانتصارات الكبرى التي كنت تخطط لها ها هي تتحقق، ودماؤك الزكية اعطت دفعا قويا لكل اخوانك في المزيد من الحضور في الجبهات واخوانك وابناؤك واحباؤك لهم مساهمتهم الكريمة في هذه الانتصارات وانا دائما اؤكد ان الانتصار الحقيقي في سوريا صنعه السوريون، القيادة والجيش والشعب".
وتوجه نصر الله الى عائلته الشريفة فردا فرادا للتعزية والتبريك بهذه الشهادة والوسام الالهي الرفيع، وتابع: "عندما نتحدث عن هؤلاء القادة نقول هم كانوا يعيشون ظروفا خاصة بحسب طبيعة المهمات التي يعملون فيها وتفرض عليهم اخفاء اسماءهم ووجوههم وكان يفرض عليهم ان يكونوا جنود الله المجهولين في الارض المعروفون في السماء ولذلك في حياتهم نقول السيد ذوالفقار والحاج رضوان، وبعد شهادتهم أحب ان نتحدث بأسمائهم الحقيقية ونعرض صورهم لحفظهم وليصبحوا معروفين في الارض ولتترسخ صورتهم في الوجدان وأفضّل ان استخدم اسم السيد مصطفى من هذه الحيثية للتوجه النفسي والوجداني والثقافي".
ولفت نصر الله الى أنه "منذ البدايات عندما ذهب السيد مصطفى الى سوريا ذهب معه عدد من القادة والكوادر الاساسيين ومن جملتهم الشهيد علي محمد بيز(ابو حسن) وتصادف الذكرى السنوية لاستشهاده ايضا اليوم وهو من قدامى المضحين من بلدة مشغرة واستشهد قبل ايام احد اقاربه واتقدم لهذه العائلة الكريمة بمشاعر المواساة والتبريك"، مشيراً إلى أن "السيد مصطفى كان من اوائل من اسس للعمل الجهادي بالحالة الاسلامية في لبنان، وقد اسسه بالميدان وبالفعل مع اخوانه الذين استشهد بعضهم وبعضهم ما زال على قيد الحياة ولكن لظروفهم يفترض ان تبقى اسماؤهم مخفية ووجوههم كذلك وفي يوم من الايام يجب ان يسجل اسماء هؤلاء بالذهب من قضى شهيدا او من بقي على قيد الحياة، السيد مصطفى كان ممن قضى عمرهم في هذه الساحة وفي هذا الطريق".
وأشار نصر الله الى انه "في البعد الشخصي فإن هذا النوع من القادة يصبح الانطباع عن القادة العسكريين ان لديهم قسوة وشحصية جامدة وصعبة، في القادة الجهاديين الذين ينتمون الى المسيرة الجهادية توجد فيهم ميزة انهم اشداء ورحماء، اشداء على المعتدين والاعداء ولكن فيما بين الاخوة تحكمهم الرحمة والعطف، وهذا ليس تناقضا لان الشدة ترتكز على الايمان وكذلك الرحمة والعاطفة، فهو سيق قاطع وحازم في المعارك لا مكان للتراجع والخوف والوهن".
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News