المحلية

روني الفا

روني الفا

ليبانون ديبايت
الثلاثاء 10 تموز 2018 - 00:39 ليبانون ديبايت
روني الفا

روني الفا

ليبانون ديبايت

لا تُقلِقوا راحَة الحَلقوم...

لا تُقلِقوا راحَة الحَلقوم...

"ليبانون ديبايت" - روني ألفا

المسؤولون السياسيون اللبنانيون بِمجمَلِهم مُصابون بانفلونزا لُغَوية حادة مَصحوبَة بِمكروب سلطَوي خَبيث، أصابَا الحنجرَة وأقلَقَا راحَةَ الحَلقوم (الحُلقُومُ : تجْويفٌ خلْفَ تجويف الفم وفيه سِتُّ فُتحَاتٍ : فُتْحَة الفَمِ الخلفية، وفُتْحَتا المنخِرَيْن، وفُتْحَتا الأُذُنَيْن، وفُتحة الحنْجَرة، وهي مجْرى الطَّعام والشَّراب والنَّفَس)،وضَرَبَا البلعومَ واللوزَتَين.

كلماتُ قبيلَةِ بَني سائِس في بَلَدي، هَواوينُ برؤوسٍ متفجّرَةٍ، تَصريحاتُهُم مِن طِراز هوكِر هَنتِر وميراج أيام عزِّهما، خارِقَة لِجدارِ الصّوت...والأخلاق.

يلوِّحونَ بسيفِ ذو الفِقار ويبزّونَ عَمر بن العاص حنكَةً وَدَهاءً فيعتقلون المرتَدّينَ عَن الدّين ويتّهِمون الخائِنين ويثرثرون على المثَرثِرين، يلتّون النارَ بالبارود، يعجِنون الفتنَة، يَخفِقون الإستِقرار بِزَلالِ التّحريض وصَفارِ الوجوه، والكَلِماتُ جَواريهُم والحروفُ حَواريهُم.

ينصبونَ على الناس، يَجرّونَ إخفاقاتِهم، يَفتَحونَ مقابِر الماضي، يَضُمّونَ َألف كِذبَة في ربطَة بيانٍ واحِدَة،بِخُطابٍ واحِدٍ يُعيدونَ فِلَسطين إلى أصحابِها ويهزّونَ عرشَ مَحمود دَرويش شِعراً ونثراً إذا خَطَبوا، يَهدُمونَ المستَوطنات بِموقِف عَلى مِذياع، يختَرِعونَ طرازاً جديداً من جرّافات البديعِ والبيان ترتَعِدُ لِها فرائِصُ الأعداء، يرشقون البيت الأبيَض بِطماطِم أبو الزّلُف، يلقّنون أتاتورك تركيا دَرساً في الأخلاق، يَقتلونَ الدِبَّ الروسيَّ ويَبيعونَ جلدَهُ في ملاحِم خَبريّات جِحا أو إسمَع يا رِضى، قبلَ أن يُضرِموا برج إيفَل بِفِرقَيعَة جَبل نار يفجّرونَها تَحَتَ عدسات المصوّرين ويَعودونَ إلى بيوتِهِم وقَد نالوا بضعَة رَسائِل نصيَّة تُهَنِّئهم على إنجازهم الإعلامي الّذي تَفَوّق على إنجازات ثَعلَب الصَّحراء رومَل وعلى وَزير الإعلام في عَهد صَدّام حسين المَغفور لَهُ حَيّاً سيدُّ العلوجِ بلا منازِع الفَريق أوَّل الوَزير محَمّد سَعيد الصَحّاف!

لم يَعد هناك شيئ يتحاور عليه السياسيون اللبنانيون في زَمِن التّكليفِ إلا رَفعِ التّكليف، وبعد أن استَحال كلّ شيئ بِفَضلهم أرقاماً وأسعاراً: للمنقوشَة سِعر،لِبِطاقَةِ الشَّرَف سِعِر،للسيارَة،للتابوت،للثياب.لَقد بات لكلّ شيئ سِعر،إلا المواطِن اللبناني الّذي نَزَع عنه السياسيون حتّى سِعرَه وكتبوا على جَبينِه:" مُباحٌ مباع".

التواضُع هو الفقيد اللبناني الأبرز في مواجَهَة ديوك السياسة.

الكَراسي وأكواب المياه والميكروفونات والصبابيت حلّت مَحل "إنَّ وأخواتِها" في حِوار أهل السياسَة.

نشهَد على كلّ هَذا دونَ أن يُسمَحَ لنا بِفَتح أفواهِنا إلا على كَراسي أطبّاء الأسنان.حَقاً كل شيئ في لبنان مَرفوع،العَتَب مَرفوع،والدّعم مَرفوع،والأسعار مَرفوعَة،إلا اللبناني مَنصوبٌ عليه،ومَضمومٌ إلى الشّعوب المَضحوك عَلَيها،وَمَجرور إلى ذلّهِ يَوميّاً!

عندَما نستَمِع إلى بَعضِ الّذينَ يَرفَعونَ حَجَر الطّاحونَ ويُشهُرونَ صبابيتَهم أمامَ الكاميرا ويَتحاوَرونَ بطالِع الزّنّارِ ونازِلِه،أتمنّى أن يأتي يَومٌ قَريبٌ تُعدَمُ فيه اللغَةُ العريبَّةُ بِرصاصَةٍ في الجَبين وأن يُرقَّصَ تابوتُها من بوّابَة فاطِمَة إلى وادي خالِد قبلَ أن يُنفى جُثمانُها إلى بلادِ العلوج حيثُ يستَجِمُّ ويَستَحمُّ مَحمَّد سَعيد الصَحّاف...هناكَ فَقَط لا تُقلَقُ راحَةُ الحَلقوم!

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة