"ليبانون ديبايت" - عبدالله قمح
عملية ملاحقة حزب الله مستمرّة، وفي كل يوم تفرّخ اشكال جديدة توحي بممارسة عمليّة محاصرة منظّمة لم تعد محصورة في الخارج بلّ يتفرّع منها شقوق آخذة بسلوك مسارات اجرائيّة في الداخل.
احدى هذه الملاحقات تستبطن في أجواء عمليّة تأليف الحكومة على شكل حرب ضروس لا زالت تخاض على الحزب من تحت الطاولة، غايتها حرمانه من تولّي حقائب خدماتيّة محدّدة، وهذه الحرب، وفق ما يبدو، مرشّحة للتصاعد وللاشتباك من فوق الطاولة كلّما اضيف إلى تأخير عمليّة التأليف يوم زيادة.
في بال بعض الدول الغربيّة، أن على حزب الله أن يحافظ على تمثيله الوزاري ضمن الحدود السابقة التي سلّمت بها الدول الأوروبيّة، أي تمثيله بعدد وزاري لا يخرج عن قاعدة الوزيران، وألا يصل إلى تولي حقائب خارجة عن المفهوم العام الذي اتّبعه منذ عام 2005.
ولا يخفى أن ممثليّة دبلوماسيّة في بيروت، بعثت برسالة غير مباشرة إلى حزب الله تمنّت عليه حصر تمثيله الوزاري دون اجراء اي تعديل على قاعدة تمثيله السابقة، وان يصرف النظر عن تولّي وزارة الصحة العامة.
بلغت دوائر مقرّرة محليّة معلومات واضحة، حول أن ملاحقة حزب الله انتقلت إلى داخل لبنان على شكل انماط منتقاة بدقة تتظلّل في عمليّة تأليف الحكومة. واللافت أن الملاحقة لا يمكن فصل مساراتها عن مسار العقوبات الماليّة الخاضعة في كل يوم لاحتمال رفع المنسوب، وذلك تبعاً للظروف.
هناك معلومات متوفّرة عن عمل نشط بدأ قبل مدة لإلزام حزب الله تولّي وزارات مُعيّنة. المراد من وراء ذلك تحديد هذا التمثيل وتقليمه والعمل ألا يتعدّى الحدود المرسومة له، وهذا الجو آخذ في التصاعد كلّما ارتفع منسوب التفاوض على الحقائب الوزاريّة بين الأفرقاء الداخلين.
الغاية العامة وفق ما استخلصه المعنيّون هو قطع الطريق على تولّي الحزب حقيبة خدماتيّة أساسيّة، كوزارة الصحّة أو ما يوازيها.
يرصد حزب الله هذه الاجواء ويحيطها بكثير من العناية بغية دراستها وفهم مضامينها والمستوى الذي قد تصل إليه، وذلك لمعرفة كيفيّة المواجهة وبناء الاستراتيجيّة على أساس التحرّكات.
وفي نفس الوقت، يرصد الحزب مدى تأثير المواقف الدوليّة التي تقودها بعض الدول الغربيّة على مسار عمليّة التأليف، هل ثمّة أذن صاغية محليّة تأخذ الطلبات وتلبيها، أمّ أن الحركة الغربيّة لا تغدو أكثر من ملاحظات أو مواقف لا تقدم ولا تؤخر.
وعلى منسوب أقلّ، ترصد دوائر الحزب ما إذا كانت التدخلّات الغربيّة تنسحب على قرارات متّخذة ويجري تعميمها على المعنيين المحليين في عمليّة التأليف على شكل شروط أم أنها ملاحظات فقط، وهل هناك رفض أم إذعان لها؟
قبل أيّام بلغ إلى دوائر حزب الله، أن جهات دبلوماسيّة غربيّة في بيروت، نقلت إلى زوّارها ما يشبه الأوامر مصدرها دولها، تحث الزوّار النقل إلى مرجعيّاتهم مخاطر جسام مترتّبة عن عمليّة توكيل وزارة الصحّة العامة إلى وزيراً حزبياً بحزب الله، على أن تتكفّل هذه المرجعيّات بنقل الاشارات إلى الحلفاء والاصدقاء.
تزامن ذلك مع ظهور مؤشّرات حول اعداد حملة اعلاميّة، يبدو واضحاً أنها جُندت للاستخدام في المعركة عند إطلاق صفارة بدايتها. وفي معلومات "ليبانون ديبايت"، أن قناة إخباريّة عربيّة مقرّها الامارات العربيّة المتّحدة، أجرت اتصالات بصحافيين شيعة يحسبون على خط معارضة حزب الله من أجل استضافتهم في تقارير تلفزيونيّة لإبداء الراي بملف يتعلق بإدارته عمليّات تهريب أدوية إلى سوريا.
وما يعد لافتاً أن هؤلاء الصحافيين رفضوا الطلب لشح معلوماتهم، لكن المتصل قال إنه يمتلك معطيات يمكنه مشاركتها معهم.
تزامن الاتصال وسريان مفعول خبر "تهويلي" يدعي أن حزب الله سيقوم بفتح الاسواق اللبنانيّة امام الدواء الايراني الذي يبحث عن خطوط توزيع بعدما سدت بوجهه اسواق حيوية كنتيجة للعقوبات على إيران.
اما الذي يؤخذ على قدر من الاهمية هو ما التقطته جهات مسؤولة من اشارات توصل الى معلومات حول وقوف حزب القوات اللبنانية خلف موضوع ترويج التخويف وتسويق عمليات الترهيب في حال تسلم حزب الله حقيبة وزارة الصحة.
وعلى خطٍ موازٍ تمارس جهات دولية نوع من انواع التهويل على الدولة اللبنانية يأخذ شكلاً تصاعدياً، بدأ عبر الادعاء بان الاتفاقات مع شركات الادوية الأوروبية والاتفاقات المعقودة مع الاتحاد الأوروبي لتأمين الدعم لأنواع محددة من الادوية قد تتعرض للضرر في حال تولي حزب الله الحقيبة نسبة لان الحزب موضوع على لوائح العقوبات، وصولاً الى ترويج معلومات ان عدداً من الشركات قد ينسحب من اتفاقات.
وفي اعتقاد مصادر قريبة من حزب الله، ان دولاً معينة لا تريد أن يشغل الحزب وزارة حيوية خدماتية على تماس مباشر مع الناس كي لا يقدم خدمات من خلال الدولة "تجذب الاهتمام اليه وترفع من تأييده".
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب
Follow: Lebanon Debate News