المحلية

الجمعة 03 آب 2018 - 02:00 LD

صدام خطير يلوح بالأفق

صدام خطير يلوح بالأفق

"ليبانون ديبايت" - عبدالله قمح

لم يعد يجد المعنيون بتشكيل الحكومة ما يجمعهم. دخل الجفاء على خط العلاقات. جفاء بين الرئاستين الاولى والثالثة. جفاء بين الرئيس المكلف ووزير الخارجية. جفاء بين الاخير وشركائه المفترضين في وثيقة معراب. حتى ان الجفاء مد يده الى العلاقات الثنائية بدليل "المصافحة الباردة" بين رئيس الجمهورية ميشال عون والمكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري خلال احتفال عيد الجيش، مقابل أخرى تلقاها الحريري ساخنة بين رئيسي الجمهورية ومجلس النواب التي تدل على عودة الحرارة الى خطهما.

وإن دل الجفاء على شيء فإنه يدل على انسداد الامور الحكومية التي بلغت الحائط المسدود. ومع وصولها الى هذا الحيز وسط قطع طرق بين قصور ذات العقد، تحرك الوسطاء واستدلوا الى شجرة في ساحة الاحتفال العسكري بالفياضية واستظلوا تحتها تخللها دردشة لم تدم أكثر من 10 دقائق، استعيضت عن لقاء ثلاثي كان يفترض ان ينعقد في قصر بعبدا طبقه حكومي عدل عنه في اللحظات الاخيرة بذريعة "الارهاق".

الا ان هذا الارهاق يطبع البحث الحكومي الذي دخل عنق الزجاجة ولم يجد طريقه الى المرتجى باعتراف مصادر معنية أعلنت عبر "ليبانون ديبايت" سقوط حراك الـ48 ساعة الذي كانت نفس المصادر قد عولت عليه قبل ساعات وتوقعت ان ينتج شيئاً ويسهم في انضاج طبخة ما.

وتصارح "ليبانون ديبايت" ان "أي تقدّم لم يحصل والامور باقية على حالها الا إذا حصل تدخل من الله". وفي استتباع للمقصود حول الكلمة وهل يقصد بذلك حزب الله، شاءت المصادر ان تعقب بالقول: "حزب الله غير معني وضع حصته وانصرف الى شؤونه".

واستدلت في رأيها الى نتائج اللقاءات الثنائية التي عقدت على أكثر من محور خلال الساعات الـ48 المنصرمة، والتي لم يخرج منها شيء سوى مزيداً من التشدّد في المطالب من خلال تبادل تحميل مسؤولية رفع سقف الشروط التي حاول رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع الذي تناول العشاء على طاولة الرئيس المكلف مساء أمس الاول ان ينفض يده منها بدليل الرسالة التي بعث بها الى الرئيس عون بواسطة وزير الإعلام في حكومة تصريف الأعمال ملحم الرياشي أمس والذي حط في بعبدا حاملاً وعداً بـ"تساهل قواتي".

ويبنى على النتائج أن سقوط هذه المرحلة من المشاورات بالاستناد الى الجو الذي استتبعت به، يعرض الاتفاقات الهشة اصلاً والوضع الداخلي المتأزم الى مزيد من التأزيم، محذرةً من انه إذا لم يجرِ تشكيل الحكومة من الآن وحتى نهاية شهر ايلول ودخولنا الشهر الذي يلي دون حكومة، فإن مؤسسات الدولة بما فيها الوزرات على وجه الخصوص، ستلاطمها ازمة مالية وحيوية ولوجستية قاحلة ستزيد تصحرها تصحراً".

وفي استنتاج المصادر، ان الازمة سببها مالي من جراء نفاذ صلاحية ميزانية 2018 وعدم اقرار ميزانية 2019 ما يعيدنا الى الصرف على القاعدة الاثنى عشرية التي حذر منها وزير المال علي حسن خليل قبل ايام، بالإضافة الى وجود قرارات عالقة بحاجة الى تواقيع وزراء تصريف اعمال الذين لا يناوب غالبيتهم على دوام العمل في وزاراتهم".

وعلى الرغم من ذلك، فإن شيئاً من الايجابية لم ينبعث في الافق، سوى ما بدأت مجالس سياسية بتداوله من معلومات حول "الاتفاق السري الثلاثي" الذي كشف عنه "ليبانون ديبايت" قبل ايام، بين معاوني كل من الرئيس سعد الحريري، الدكتور سمير جعجع والنائب السابق وليد جنبلاط، والقائم على نظرية المساندة الجماعية للمطالب الثلاثية والدخول سوياً الحكومة، والذي بدأ يعتمد كإشارة موضوعية تدل على اسباب التشدد وغياب الحلول.

وقد بعث في الساعات الماضية لدى المجالس، ان تسريب بعض مضامين الاجتماع الثلاثي اوقع بشرخ بين التيار الوطني الحر من جهة وتيار المستقبل من جهة اخرى، الى حد "وقف" العلاقة بينهما عن التحرّك، توازياً مع تسريب معلومة هي الآن قيد التداول في عدد من المجالس فحوها قطع قنوات الاتصال التيار مع معراب وبيت الوسط، مقابل اعادة تفعيل دورة الحياة على خط عين التينة.

ولوحظ ان قصر بعبدا دخل على خط الاستطلاع، إذ ينقل زواره استغراب سيده لـ"التلكؤ الحاصل وعدم دفع دولاب التشكيل، والتريث الذي يعتمده الرئيس المكلف الذي لا يبادر الى فعل ما توجب اللحظة عليه فعله، وكأنه يستبطن من وراء ذلك غايات يلتزمها ولم نعد نجهلها".

واللافت ان الزوار نقلوا الى مجالس خاصة ان "الرئيس ميشال عون ضاق صدره، وهو يدرس مصارحة الناس في لحظة مناسبة، والكشف امامهم عما يجري منذ أكثر من 70 يوم، لكن لا زال يتريث بالاستناد الى مشورات ترد اليه".

وبحسب الاستنتاج العام، فان تسريع الحركة على خط عين التينة – ميرنا الشالوحي كان من أبرز عوامله (فضلاً عن ادوار الاصدقاء المشتركين) قراءة موضوعية خلص اليها معنيون تعبر عن مأزق يواجه العهد (بدليل تصريح الرئيس بري شخصياً)، لذا يتحتم على الشالوحي اعادة درس خياراتها والانتقال الى خطوط تأمين عالي بضوء المعطيات المتوفرة حول وجود محاولات لتكبيل مرجعيتها الاولى في بعبدا، بما معناه انها تتحضر لمواجهة "أقصى وأشمل" في المدى المنظور في حالة بقيت الأمور تراوح مكانها.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة