الحريري بنسخة جديدة

تراقب مجالس سياسية عن كثب حركة رئيس حكومة تصريف الأعمال المكلّف تشكيل الحكومة سعد الحريري منذ حادثة الاستقالة من السعودية في تشرين الثاني من العام الماضي وحتى اليوم.

ويبدو ان هذه المجالس قد جمعت العديد من المؤشرات التي تدل على اجراء الحريري لتعديل نمطي وبنيوي وموضعي في مسيرته السياسية، حيث تجلى ذلك بوضوح خلال الفترة التي تلت انتهاء الانتخابات النيابية.

ومن قبيل الاشارة، يتضح ان من بين هذه التعديلات عودته للانضواء تحت كتلة تلهج بذكر نهج 14 آذار الماضي لكن بشكل مختلف عن ذلك الذي ظهر عليه بين اعوام 2005 - 2011، اي اعادة تموضعه الى جانب كل من القوات اللبنانية والحزب التقدمي الاشتراكي، وابتعاده عن الخيارات التي اعتمدها منذ عام 2016 للتقرب من حلفاء حزب الله كالتيار الوطني الحر وتيار المردة.

وفي الاستخلاص الاولي، يتبين ان الحريري آخذ في اعادة دوزنة تحالف 14 آذار السابق على نحوٍ يبقي على العلاقة قائمة مع اطرافه الكبرى مقابلة الاطاحة بالعلاقة مع الاطراف الصغرى كحزب الكتائب والمستقلين السنة والمسيحيين على وجه التحديد.