المحلية

placeholder

الحياة
الاثنين 27 آب 2018 - 12:27 الحياة
placeholder

الحياة

عائلة كان يُعتقد أنها ذبحت خلال الحرب اللبنانية تظهر بعد 43 سنة

عائلة كان يُعتقد أنها ذبحت خلال الحرب اللبنانية تظهر بعد 43 سنة

ذكرت صحيفة "الحياة"، أن 28 سنة مضت على انتهاء الحرب الأهلية في لبنان، لكن ملفاتها البشعة لم تقفل نهائياً، ولا سيما ملف المخطوفين والمفقودين، ونادراً ما لقيت قضية مفقود نهاية سعيدة كتلك التي حصلت مع عائلة "محسن عبد الحسين رضا" (فريدة).

ولفتت إلى أنه "بعد 43 سنة على اعتقاد العائلة أن ابنتها سميرة التي كانت متزوجة في العام 1975 (تاريخ اندلاع الحرب) من السوري عزت الحلو (مجنس لبناني) وكان لهما خمسة أولاد وابنة وحيدة، قتلت مع عائلتها ذبحاً على يد الميليشيات في منطقة سد البوشرية والتي كانت في ذلك الوقت تحت سيطرة مسلحي الكتائب، إلى جانب عشرات العائلات الأخرى، تبين اليوم أن العائلة لا تزال على قيد الحياة، والفضل يعود إلى وسيلة التواصل الاجتماعي "فايسبوك"".

"قصة أقرب إلى الخيال"، قال القاضي السابق جمال حلو. هي حكاية شقيقة زوجته، "ولو لم تحصل معي شخصياً لما صدقتها من أحد".

يعود حلو بالذاكرة إلى عام 1983 تاريخ زواجه من زينب محسن عبد الحسين رضا. يذكر أن على إخراج القيد العائلي لزوجته أسماء أخواتها وبينهن سميرة وسارة، لكن هاتين الشقيقتين لم تحضرا عرسهما في ذلك الحين، وحين سأل والدة زوجته عن السبب، أجابته بأن سارة توفيت وهي طفلة نتيجة المرض وسميرة قتلت مع عائلتها في بداية الحرب الأهلية.

ويشير حلو إلى أنه "خلال عام 1977 حين توقفت الحرب لسنة في لبنان، توجهت عائلة سميرة مما كان يعرف ببيروت الغربية إلى بيروت الشرقية عبر متاريس ارتفعت على خطوط التماس، وانتقلت إلى محلة سد البوشرية للتدقيق في ما اذا كانت سميرة أو أحد أولادها على قيد الحياة أو فعلاً قضوا في المجزرة التي ارتكبت في يوم مشهور بدمويته في لبنان وأطلق عليه "السبت الأسود".

والتقت العائلة أشخاصاً في المنطقة وسألوا عن ابنتهم وقيل لهم إن جميع من كانوا في هذا الحي قتلوا ذبحاً. وعادت العائلة أدراجها إلى بيروت وهي بدورها كانت تسكن في محلة خندق الغميق التي تحولت خلال الحرب خطوط تماس وهُجر كل قاطنيها إلى أحياء خلفية.

وتعاقبت السنوات من حرب إلى سلم. والدة زينب وسميرة توفيت في عام 2014 وبقي لزينب تسعة إخوة ذكور وشقيقتان. وفي عام 2016، فتح زوج زينب القاضي السابق حلو حساباً على "فايسبوك" قال إنه "من باب التواصل مع الأصدقاء والأقارب من عائلة حلو. وكان ثمة شابان من آل الحلو حسام وسامي يتواصلان معه كل على حدة من دون معرفة مسبقة، ووصفهما بأنهما كانا مهذبين، وكان القاضي السابق حلو كلما نظر إلى صورة أحدهما على الموقع يستغرب كثرة الشبه بين ابنه محمد وبين هذا الشاب الذي يدعى حسام".

ولم تكن زوجته زينب تشاركه مسألة التواصل على"فايسبوك"، انما لفتها الشبه بين ابنها وبين هذا الشاب الذي يتواصل معه زوجها، لكن الأمر كما قالت زينب لم يحفزها "ولا لحظة واحدة على الربط بين الأمر وبين قضية شقيقتها، باعتبار أن الأمر حسم لدى العائلة بأن سميرة قتلت وعائلتها، وإن لم يكن لدى العائلة ما يوثق القتل ولا حتى وجود جثث، ما أدى إلى عدم تثبيت الوفاة في سجلات الدولة"، ففي ذلك الوقت، يقول القاضي السابق حلو: "كانت آلة الحرب تفتك بالناس ولا يوجد لا هواتف ولا مواصلات ولا كهرباء ولا أحد يسأل عن أوراق أو يهتم لحيازة أوراق. كانت قرقعة السلاح أعلى من أي شيء آخر".

ويضيف حلو أنه "قبل أكثر من شهر تزوج محمد ابني ونشرت صوره على حسابي الإلكتروني وعلق عليها حسام الحلو بالتهنئة وخلال المحادثة قال لي إن أمه لبنانية وإن والده سوري لكنه حصل على الهوية اللبنانية خلال عملية التجنيس في مراحل سابقة. وسألته من أين هي أمك فقال لي من الجنوب اللبناني ولم يحدد لي البلدة وسألته عن عائلتها فسمى لي عائلة زوجتي زينب أي "عبد الحسين رضا". وسألته عن اسم والدها فقال: محسن".

ويضيف القاضي حلو أنه في هذه الأثناء نظر إلى زوجته وبدت كأنها على وشك الإغماء. قالت زينب: "لم أعد أتمالك نفسي، هل يعقل بعد 43 سنة أن أجد أولاد شقيقتي، لكن أين سميرة، والدتي توفيت وفي قلبها حسرة عليها، هل أخبر إخوتي؟ كانت لحظة لا توصف، الدم راح ينبض في عروقي وكدت أغمى".

وروى حسام الحلو أن أهله عندما كانوا في سد البوشرية كان لهم جار من آل زعيتر وهو من منطقة بعلبك- الهرمل وعلى علاقة جيدة بحزب "الكتائب"، وأن أحد المسلحين أبلغه ضرورة مغادرة المنطقة قبل حلول الليل لأن مجزرة ستحصل هنا وسيقتل فيها كل المسلمين في الحي، فجمع عائلته وكان يملك شاحنة وأخبر جاره عزت الحلو بضرورة المغادرة معه. "جمعنا حاجياتنا وانطلقت بنا الشاحنة على الطريق الساحلية باتجاه الشمال، فنزلت عائلتنا في طرابلس وأكمل زعيتر طريقه باتجاه الشرق، أي إلى بعلبك. وانتقلنا نحن إلى معبر العريضة الحدودي مع سورية وذهبنا إلى طرطوس ومن ثم إلى حمص وعشنا لسنوات مع أهل والدي".

وفي هذه الأثناء كان أهل سميرة تهجروا من حي خندق الغميق باتجاه محلة الصنائع في رأس بيروت بعيداً من خطوط التماس، وكان من الصعب على سميرة وأولادها تعقب المكان الذي انتقل إليه أهلها، خصوصاً أن أناساً في خندق الغميق أبلغوهم بأن أهل سميرة ربما قضوا بالقصف وبعضهم هاجر إلى خارج لبنان. وتغير سكان خندق الغميق وحل مكانهم أناس آخرون وهدمت منازل وأبنية، وبعد الحرب جُرفت المنطقة برمتها وانضمت إلى مشروع إعادة إعمار وسط بيروت. وضاع كل أثر.

وكان أهل سميرة صححوا اسم العائلة على إخراج قيدهم وأضافوا اسم"فريدة"، فهذا لقب العائلة في بلدة "بيفليه" الجنوبية كما قال القاضي حلو، "لذلك عندما توجه أبناء سميرة للسؤال عن عائلة والدتهم في قريتها الجنوبية بعد وفاتها، بعدما تبين لهم أن كل العائلة على قيد الحياة من خلال إخراج القيد العائلي لوالدتهم الذي أصدروه بعد وفاته، لم يسأل الأبناء عن عائلة فريدة، فهم لم يتنبهوا إلى ما جاء في إخراج قيد والدتهم من ملاحظة عن تصحيح اسم العائلة، فضاع كل أثر ممكن لمعرفة الحقيقة.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة