دعوا الشهداء في ملكوتهم... القوات تلاحق جان الياس

ليبانون ديبايت - المحرر الامني

الوقوف عند رهبة الموت من صميم عاداتنا وتقاليدنا، فترتفع الصلوات لراحة نفس الميت وتسقط الخلافات تحت وطأة الغياب، قِيَم إن فقدناها نفقد صفة إنسانية ونتمرّد على مشيئة الله، لم يحدث أن تناول أحد الموتى بالسوء مهما كانت الخلافات، فكيف الحال إزاء الشهداء الذين ضحوا بحياتهم دفاعاً عن قناعاتهم ومبادئهم وإن كانت الجبهات مختلفة.

ما حدث في الأيام الأخيرة من استهداف للشهداء أمر يندى له الجبين ولا يقبل به شرع أو عقل أو دين وكاد أن يؤدي إلى ما لا تحمد عقباه لو لم تبادر "القوات اللبنانية" إلى تعميم بيان أصدرته الأمينة العامة للحزب شانتال سركيس تطلب فيه من المحازبين عدم الإنجرار خلف الردود مهما كانت محقة ورغم حجم الإساءة التي طالت الشهداء قبل أيام من إحياء ذكراهم في قداس تقيمه القوات في أيلول من كل عام تكريماً وتخليداً لذكراهم وعلى رأسهم رئيس الجمهورية الشهيد الشيخ بشير الجميل الذي يشكل أيقونة لدى المسيحيين ويحيا في وجدانهم رمزاً لوجودهم وبقائهم وكرامتهم على هذه الأرض.

التعميم القواتي الذي يدعو إلى التهدئة لا يعني التنازل عن قدسية الشهداء، فبادرت القوات إلى تقديم شكوى ضد مرتكب الإساءة إيماناً منها بأن الخطأ لا يعالج بخطأ آخر بل بالإحتكام إلى القانون للحصول على العدالة، فالإساءة لا يمكن أن تطال سوى مرتكبيها، أما تكريم الشهداء فسوف يتم بالصلاة لأجل راحة أنفسهم في معراب يوم التاسع من أيلول.