رصد

placeholder

LD
الأربعاء 19 أيلول 2018 - 13:24 LD
placeholder

LD

ويبقى السؤال .. بماذا فادتني المواد التي تعلمناها في مدارسنا العربيّة؟

ويبقى السؤال .. بماذا فادتني المواد التي تعلمناها في مدارسنا العربيّة؟

-كارم منذر-

مختلفة هي المواد التي تعلمناها في مدارسنا العربيّة. بدءًا بمادة التربية، التي عرّفتنا على كلمة "حقّ"، وشَرحَت لنا القوانينَ وكيفيةِ تطبيقِها، مروراً بالتاريخِ الذي شهِدَ لنا، نحنُ الطلاب، على أن البلاد العربية كانت موحّدة خلال زمنٍ لم يحدد، نزولاً عندَ رغبةِ الجغرافيا التي اقنعتنا أن ضِمن الحدود العربية الواسعة والتي تتسع للجميع توجد ثروات طبيعية لا تقدر بثمن. وقوفاً عند الأدب، حيث حفظنا القواعد، وقيمة الكسرة، والفتحة، والسكون والشدّة، وقرأنا نصوصاً لأُدباء صنعوا حضارات. تعلمنا كذلك قليلاً من الفلسفة، وروائع تحليلات أرسطو وجملته الشهيرة التي شددت في أولى صفحات الكتاب، على أن الإنسان "حيوان إجتماعي". إنتهاءً بصفوف علوم الحياة المثيرة للجدل، والتي تناقشنا خلالها موضوع التناسل، والجينات وكيف يولد الإنسان.

- يبقى السؤال .. بماذا فادتني هذه المعلومات؟

استفدت كثيراً فحِسُ الإدراك والتحليل تفاقَم بفضلِ ما تعلمتُه، واستنتجتُ أن كتاب التربية الشهير والمكروه من قِبَلِ التلاميذِ، يجبُ تحويله ، وبأسرع وقتٍ، إلى قصّة خيالية افرادها وهميون، لا يمتّون للواقِعِ بصِلة، أما كلمةُ "حق"، فيجب الغائها من قاموس اللغة العربية، فهذه الكلمة مجهولة القيد، عجز لسان العُربِ عن تفسيرها للأجيال.
أما التاريخ، فيستوجب علينا دفنُه مع أجدادِنا، والوقوف على اطلاله. بالنسبة للجغرافيا، فأنا شخصيا لم أعترف بحدودها منذ اليوم الأول، والثروات العربية لا أعرف عنها إلا شيئاً واحداً، أنها بيعت مع فلسطين لأُناسٍ لا نعرف من هم.
للأدب مكانته الخاصة عندي، فمنه تعلمتُ أن البلاد العربية مكسورة، ارضُها مفتوحة للتخلف والمتخلفين، وسكانها لا يضمهم شيء سوى السكون، حتى خلال أوقات الشدّة. أما الأُدباء، فهم يشَكلون جزءًا من التاريخ لكن تم دفن الأخير بين الأسطر القليلة الماضية.
وربما أرسطو، قام بإضافة كلمة إجتماعي بعد كلمة "حيوان"، فقط للتخفيف من وطأة الكلمة الأخيرة، والصورةُ أدناه، خير دليل عن كلامي فهي تتمحور حول قصّة، بطلُها ادعى أنه أسد، فقام بتهجيرِ شعبهِ، حاله كحال حيوانات إجتماعية أخرى تتسلطن فوق عروش الدول العربية أجمع.
نصل للتناسل، هذه الكلمة التي قامت بإلهاء أمّة عربية بأكملها، فبدأت تتشربك فيها الجيناتُ، وبدأنا نُنجِب حيوانات إجتماعية ذو قوة رهيبة، استطاعت تحويل القانون إلى قانون غابةٍ شرعي.
وحتى يولد منك ذلك النجم الساطع، لا بد أن تمتلئ روحُك بالفوضى، فعلى أمل أن يصدُق قول نيتشه ، فأُمَّتي يا أيها الفيلسوف، أصبحت عبارة عن فوضى عارِمة، ونحن ننتظر بفارغ الصبرِ، أن يولَد النجمُ الساطِعُ على شكل ماردٍ، كي يحرّرها من الحيوانات الإجتماعية التي تحكمها.

١٤/٩/٢٠١٨ من مخيم للاجئين في البقاع
بقلم: كارم منذر

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة