"ليبانون ديبايت" - كريستل خليل:
وضع المواطن اللبناني اقتصاديا واجتماعيا يرثى له, يشكو ويتذمر طوال الوقت من ضيق الحال وعدم ايجاد منفس للتعويض عن تعبه وجهده في سعيه لتأمين لقمة العيش وحياة كريمة له ولعائلته. والأزمة الخانقة التي يمر بها لبنان لا ينحصر ضحاياها بالمتزوجين فقط بل تمتد على فئة الشباب ايضا في ظل مستقبل مجهول وبطالة وضغوطات في كافة المجالات. وتحت عنوان ألعاب الحظ يؤمن معظم اللبنانيين بأن جائزة اللوتو اللبناني الكبرى قد تنشلهم من ما يعانون منه في هذا البلد, وكلما ازدادت قيمة الجائزة الكبرى تزايدت آمال الربح، وتكاثر أضعافاً مضاعفة عدد البطاقات الموسومة عبر آلات الوسم في المحال التجارية أو عبر الإنترنت من أقطار العالم كافة.
وفي سابقة الأولى من نوعها في مسيرة اللوتو اللبناني, فاز بالجائزة الكبرى البالغة حوالي ثلاثة مليار ليرة لبنانية علي عطاف رجل من الجنسية السورية ومقيم في الامارات يتناوب دائما على اختيار الأرقام عينها عبر الانترنت من بلد اقامته. عطاف توجه الى لبنان للحصول على جائزته من ثم العودة الى الامارات, الأمر الذي اثار امتعاض بعض اللبنانيين, اذ تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي خبر فوز عطاف. وتناقلوه منتقدين السماح لغير اللبنانيين وخاصة اولئك الذين يقيمون خارج لبنان المشاركة في لعبة حظ من المفترض ان تنحصر على اللبنانيين او اقله على المقيمين داخل البلاد.
مدير عام اللوتو اللبناني جورج الغريب ابدى تفهمه للاعتراضات التي طاولت ربح الجائزة الأولى ذات مبلغ مالي ضخم من قبل احد المقيمين خارج لبنان ومن غير الجنسية اللبنانية وسط حال البلد المذري. ولفت في حديثه لـ"ليبانون ديبايت" الى ان التطبيق المخصص للاشتراك باللوتو متاح خارج لبنان لأن القانون لم يحدد حصره على المقيمين داخل الوطن. أضف الى ان الفكرة التجارية من السماح لهذا التطبيق التمدد الى الخارج هو وجود عدد كبير من الجالية اللبنانية في مختلف بلدان العالم, بالتالي يحق لهم المشاركة في لعبة الحظ اللبنانية هذه.
لم ينكر الغريب انه في بعض البلدان لا يحتاج المغترب اللبناني الى اللجوء لجائزة مثل اللوتو, اذ انه في اميركا مثلا لا يلجأ احد للجائزة اللبنانية لما تتيحه الولايات المتحدة من جوائز اعلى. بينما هناك بعض البلدان فاقدة للعبة حظ توازي قيمتها جائزة اللوتو اللبناني من هنا يتاح للجميع امكانية اللعب عبر الموقع الالكتروني او التطبيق. وثمّن اهمية اللعب من الخارج, لما في ذلك ادخال لعدد اكبر من ارادات اللوتو للخزينة التي من جملتها ومن نسبة بيع الشبكات تتحدد نسبة الجوائز وقيمتها.
قارب مدير عام اللوتو فرضية اللعب من خارج لبنان لعملية اشتراك لبناني بجائزة فرنسية مثلا او غيرها عبر موقع الكتروني مخصص لذلك من داخل لبنان. ومنذ أواخر عام 2002 وُجد الموقع الالكتروني "Play Lebanon" الخاص بألعاب الحظ اللبنانية, وكان يتيح للمواطنين المشاركة عبره من لبنان ومن خارجه عبر الاشتراك في الموقع بالتالي امكانية الاشتراك باللوتو من الخارج ليس بجديد, انما تم تسهيله بعد اطلاق التطبيق. اذا اردنا دراسة الأمر من الناحية الحسابية بعيدا عن التعصب والعنصرية, اللوتو لعبة حسابية وكلما ارتفع عدد المشاركين في السحب كلما ارتفع عدد الارادات بالتالي حجم الجوائز.
حوالي اكثر من 90% من رابحي الجوائز ضمن المشتركين من خارج لبنان هم لبنانيين, وفعليا حجم الارادات التي دخلت منذ اعوام من خارج لبنان الى خزينة الدولة عبر الاشتراك باللوتو هو أكبر من حجم الأرباح التي حصدت. ورغم ذلك, اصر الغريب على اخذ الانتقادات الحاصلة يحق السابقة التي حصلت بربح الجائزة الاولى من غير لبناني وكذلك مقيم خارج لبنان بعين الاعتبار. وسيتم دراسة هذا الأمر من قبل لجنة اليانصيب الوطني ولجنة الرقابة واستشارة الوزارة والمعنيين لتقييم هذا الربح واخذ الاجراءات المناسبة بحق امكانية اللعب من خارج لبنان.
قد يكون انتقاد اللبنانيون عنصري كما اعتبره البعض, ولكن تبريره واضح في زمن يعاني اللبناني من واقعا مرا ينتظر فيه تحقيق حلمه بالتغيير عبر ضربة حظ من شأنها رفعه وتغيير مجرى حياته, في زمن ضاعت فيه الآمال والأحلام بالتغيير وبتحسين الأحوال, فكيف اذا اصطدمت بجدار مثل ربح جائزة لبنانية من خارج لبنان ومن غير اللبنانيين؟!
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News