"ليبانون ديبايت" - المحرّر السياسي
على مشارفِ المُؤتمر العام الـ١٣ لحركة أمل المتوقّع إنعقادُه نهاية الشّهر الجاري، بدأت رواسب الخلافات الدّاخلية بين بعض الكوادر الكبار المقربين من الرئيس نبيه بري، تظهرُ على أشكالٍ متعددة، الثابتُ فيها أنّها تأتي كتفسيرٍ واضح لصراح الأجنحة الذي ظهرَ إلى العلنِ مؤخراً و أخذ طابعاً صراعياً بين رجالات الحرس القديم في الحركة.
مطلع الشّهر الجاري، استغلّ موقف صدر عن مدير مركز الإرتكاز الإعلامي سالم زهران المُقرّب من حركة أمل، طالَ به دولة الكويت، ليحوّل علاقته بالحركة من ممتازة إلى سيّئة جداً منذُ تاريخ بدئها قبلَ أعوامٍ قليلة لينعكس ذلك على علاقته بعين التينة التي وصلت الى أدنى مستوياتها، ونقلت الجانبين من دائرة الصداقة والقرب والتحالف الى التباعد ، والخصومة التي لامست حدود العداوة، سيّما بعد تسريب مصادر مُقربة من عين التينة، قراراً اتخذه بري برفض استقبال زهران في مقرِ الرئاسة الثانية.
إلّا أنّ القصة، كما وصفت أوساط مراقبة، لم تبدَ بسبب موقف الكويت بل هي ناتجة عن مجموعة تراكمات يقفُ خلفها مسؤولين في الحركة تضرّروا من وجود زهران المحسوب على صهر الرئيس بري، أيمن جمعة، ويُعتبر صديقاً مقرباً جداً من نجله ، من زوجته الثّانية، باسل، بحيثُ أنّ الأوراق تكشفُ أنّ هؤلاء المسؤولين المُصنفين تحتَ خانة الحرسِ القديم، يضرّهم تقرُّب نجلِ برّي باسل من الأجواء السّياسية، ومن ثُمّ قُرب جمعة وزهران منه، فقضى الأمر بإخراجهما من الدّائرةِ من خلالِ إستغلال موقفٍ صَدر عن زهران ثم التّربص لإلتقاط أي هفوة قد تَصدُر عن جمعة للإنقضاض عليه.
وتَعمّد مقربين من بري نسب كلامٍ سلبي عن لسانه بحقِ زهران عبر صحيفة النّهار لقطع طريق المصالحة مع عين التينة، والمزايدة على الخليجيين بالولاء للأمراء تزلّفاً لَهُم و بغُضاً بزهران، صديق باسل ، ويقال أنّه يُدرّبه إعلامياً وهذا ما يُقلق الحرسِ القديم السّاعي الى وراثة بري الثمانيني وإقصاء نجله الشّاب باسل وصُهره والذي شنت عليه وزهران حملة ممنهجة.
في المقامِ الثّاني أتى تسريب التسجيل الصّوتي لعضو كتلة التنمية والتحرير النائب ياسين جابر الذي تعرّض فيه لوزيرِ الطّاقة في حكومةِ تصريف الأعمال سيزار أبي خليل والتّيار الوطني الحر، علماً أن التسجيل كان محض خاص وارسله جابر الى صديقٍ لهُ عبر "الواتس آب" في محادثةٍ خاصّة. اللّافت أنّ هذا الصّديق الذي احتفظ بالتسجيل منذ حزيران الماضي، والمعروف في صفوفِ الحركة، قام قبل أيّام بتسريب التسجيل الذي يبدو و في توقيته أنّه مدروس وذو غاياتٍ مبيتة تصلح للإستخدام ضُد جابر، وفقَ نفس الإسلوب الذي جرّ إليه برّي في مسألة زهران.
لماذا نقولُ مدروس؟ لأنّ جابر يطرح اسمه في الأروقة الدّاخلية للحركة على أنّه مرشح لمناصب مهمّة إن على الصعيد الحركي الداخلي أو الصّعيد الرسمي المحلي، مستفيداً من سلسلة علاقات تربطه مع أطرافٍ عدّة أهمُّها رئيس الجمهورية ميشال عون، فلماذا تسريبُ التّسجيل قبلَ أيّامٍ معدودة من المؤتمر وجعله موقفاً حركياً يعيدُ التشنّج الى العلاقة المأزومة أصلاً بين الحركة والتيّار؟
في المقامِ الثالث يُسمَع صدى "حرتقة" تعمّد البعض رفع صوتها، ترتبطُ بأدوارِ مستشار الرئيس بري، أحمد بعلبكي، خاصّة بعد تسريب خبر أنّه من المرشحين المحتملين لخلافة بري في رئاسةِ الحركة، الذي طالته حملات متعددة الأوجه من قناةٍ تلفزيونية ومن أحدِ النّواب الشّيعة الجدد، مما أسهم في إبعاده عن دائرة الضّوء وإقترابه من دائرةِ وسائل التّواصل الإجتماعي التي زحمت بصور له نشرها بعد الناشطين مع عبارات التأييد والولاء، علماً ان بعلبكي عرف عنهُ أنّه رجل ظل بعيد كل البعد عن الإعلام.. فلماذا يتعمَّد اليوم إظهارَ نفسه وسط هذا الهرج والمرج؟
خلال البحث في بعضِ أوراق حركة أمل، يتبينُ أنّ مقرب جداً من الرئيس بري، كان له مساهمةٌ كُبرى في الحملاتِ التي طالت بعلبكي وزهران عبر تلك الشّاشة، مع الإشارة إلى أنّه وخلال أزمة بري مع هذه المحطة، لم يقطع علاقتهُ بها ابداً، وهذا يحمل إشارات لا بدّ من الوقوف عندها وعند دوره في قطعِ الطّريق على خلافة الرئيس بري.
الأمر لا يتوقفُ عند هذه المجموعة، فخلالَ مراقبة أجواء أمل الداخلية، يتبينُ أنّ أكثر من صراعٍ يدور في السّر والعلن بين أحد الوزراء الذين ينالون بركة رضى بري وبينَ أحدِ النواب الذي ينافسه على نفس البركة، وهذا ينسحب على آخرين.. فهل سيحل المؤتمر الخلافات الداخلية أو سيزيدها انقساماً وصولاً الى ما هو اسوأ من ذلك؟
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News