أشارت صحيفة "الجمهورية" إلى أن أوساطاً سياسية وحزبية ضيقة تداولت تشكيلة وزارية جديدة أعدّها الرئيس سعد الحريري وباشر طرحها في غرفه المقفلة مع بعض حلفائه. وفيما تمنى على مَن التقاهم الحفاظ على الحدّ الأقصى من السرّية، تبيّن أنّ هذه التشكيلة تحت سقف ملاحظات رئيس الجمهورية العماد ميشال عون التي كان الحريري تبلّغها منه خلال زيارته الأخيرة للقصر الجمهوري. وعليه فما هو المتوافر من معلومات؟
ليس عبثاً أن يُسرّب خبر زيارة الحريري لعون سرّاً، فقد فضل أن تبقى الزيارة سرّيةً جداً بغية حماية تشكيلة وزارية جديدة يمكن تسويقها لدى حلفائه. فهو يدرك أنّ مواقف عون المتصلّبة وكذلك مواقف حليفيه حزب القوات اللبنانية والحزب التقدمي الإشتراكي تُنبئ بتأجيل التأليف الى ما شاء الله.
فالحريري يدرك اكثر من غيره أنّ رئيس الجمهورية عندما قال كلمته في التشكيلة الأخيرة المعلن عنها في 4 ايلول الماضي جمّد كل أشكال المفاوضات في شأنها وتمسّك بها حتى النهاية مهما طالت العملية، فهو يعتقد أنّ هذه الحكومة هي حكومة العهد الأولى والأخيرة ولا يمكنه التهاون أو غضّ النظر عمّا لا يراه مناسباً ليدير شؤون البلاد والعباد أيّاً كان الثمن على رغم الكلفة الغالية التي يدفعها من رصيد العهد، وقد بات على عتبة الثلث الثاني منه وقد استهلك ربع الثلث الاول الحالي تعطيلاً حكومياً.
على هذه الخلفيات كشفت مصادر واسعة الإطّلاع أنّ زيارة الوزير غطاس خوري لبعبدا في 7 ايلول الجاري التي أنهت السجال حول الصلاحيات الرئاسية في تأليف الحكومة، أطلقت مساراً سرّياً من المفاوضات غاب عنه طباخون كثيرون بغية معالجة ملاحظات رئيس الجمهورية في هدوء لاجتراح صيغة توفّق بين مضمونها وبين ما أراده الحريري من التشكيلة الأخيرة التي استفزّت عون لأنها جمعت العناصر التي لم يستسغها يوماً.
فما عدا حصة الثنائي الشيعي في تشكيلة 4 أيلول والتي لم تكن يوماً موضعَ نقاش أو جدال، هال عون ما اقترحه الحريري من حصة للقوات اللبنانية والحزب التقدمي الإشتراكي وطريقة توزيع "وزراء الدولة" واقتصار المسيحيين منهم على حصته و "التيار البرتقالي"، وهو لم يهوَ يوماً "احتكارَ حقائب" وزراء الدولة، على ما قال يومها أحد القريبين منه.
وتقول الرواية المكتومة في القصر الجمهوري وبيت الوسط إنّ خوري تنقّل بينهما مراراً ناقلاً رسائل الودّ ومقترحات جديدة تعيد النظر في التشكيلة الأخيرة، ومن ضمنها أن يتنازل رئيس الجمهورية مجدداً كما في الحكومة السابقة عن نيابة رئاسة الحكومة للقوات بلا حقيبة توأم، وإعطاؤها حقيبتين وازنتين دون مستوى أيٍّ من الحقائب السيادية ووزارة دولة.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News