ليبانون ديبايت - فادي عيد
أين تكمن المشكلة؟ سأل مصدر سياسي بارز، يواكب عملية تأليف الحكومة هذا السؤال أمام مجموعة إعلاميين من دون أن ينتظر الإجابة، ليضيف، المشكلة تكمن في عدم جدية وزير الخارجية جبران باسيل، تمثيل الأطراف جميعها، وخصوصاً "القوات اللبنانية"، والذي يسعى للإفتئات عليها، والمشكلة تكمن في أن رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، يطلب تنازلات من الأطراف الأخرى، ولا يطلب من فريقه السياسي، والمشكلة الثالثة تكمن في أن باسيل يريد احتساب حصّة رئيس الجمهورية مرتين، ليضاعف حصّته الوزارية، والمشكلة الرابعة تكمن في أن باسيل، فتح المعركة الرئاسية قبل أوانها، ولا نعرف إذا كان ذلك برضى رئيس الجمهورية أو لا.
أما المشكلة الأخطر، تابع المصدر السياسي، فتكمن في إصرار الوزير باسيل أيضاً، دون سواه من الشخصيات والكادرات العونية، على إعادة إحياء زمن الصراع الأخوي بين "القوات اللبنانية" و"التيار الوطني الحر" لاستخدام ذلك داخل "التيار" بهدف وضع يده كاملاً عليه، وتخفيف سيطرة كادرات عديدة، أبرزها كريمة رئيس الجمهورية ميراي عون وصهره النائب شامل روكز.
ورداً على سؤال، قال المصدر السياسي نفسه، إذا كنت أنا غير المسيحي أرى كل هذا الجنون وأعتبر، فلماذا لا يعتبر المسيحيون، ويستفيدون من فرصة استثنائية جعلت منهم الأقوى في لبنان، فحيث فشل سمير جعجع في اسقطاب القرار السياسي الآذاري نحوه، والحصول على عدد أكبر من الوزراء، وحيث فشل ميشال عون في تحقيق أي تقدم، بالرغم من حصوله على 10 وزراء في حكومة الرئيس الأسبق نجيب ميقاتي، أتى اتفاق عون ـ جعجع ليمكّن رئاسة الجمهورية من استعادة صلاحيات الجمهورية الأولى، ولو من دون نص، أي أن اتفاق عون ـ جعجع جعل النصف المسيحي للحكومة في مقابل ستة سنّة وستة شيعية وثلاثة دروز، مما يجعل من هذا النصف قوة فاعلة عددياً، وقبلها سياسياً، والدليل أن اتفاق عون ـ جعجع مكّن المسيحيين من إحياء نظرية الرئيس الراحل صائب سلام "توازن الجناحين اللبنانيين" في شراكة متوازنة وندّية.
وهنا السؤال الكبير، ما الذي يجبر باسيل على تدمير هذه المعادلة عبر نكله ب"اتفاق معراب"، ومحاولة إعادة عقارب الساعة إلى الوراء، وإحياء الشياطين النائمة، كما بدأت تفعل قناة "أو ـ تي ـ في" منذ يومين، عندما فتحت دفاتر الماضي؟.
وبعد جلسة استمرّت لساعتين، كان فيها ما فيها من النقاش الوطني والسياسي هذه زبدته، ختم المصدر بالقول، "الويل لكم أيها المسيحيون، إن لم تضعوا حدّاً لجشع بعضكم، حتى لا يعود التاريخ إلى الوراء".
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News