وقفة احتجاجية في صور رفضا للتعديات على المحمية

أعلنت جمعية "الجنوببون الخضر"، في بيان، انها نظمت و"ملتقى شباب الثقافي" وقفة احتجاجية في مدينة صور، رفضا "للتعديات على أراضي محمية صور الطبيعية، واحتجاجا على عدم إزالة المخالفات رغم مرور قرابة العام عليها"، شارك فيها "جمع من شباب المدينة وفاعلياتها وممثلو الجمعيات الأهلية والثقافية وأعضاء من المجلس البلدي".

وألقى رئيس "ملتقى الشباب الثقافي" عضو الهيئة الإدارية "للخضر" فادي سويدان، كلمة شدد فيها على "ضرورة إزالة التعديات من دون إبطاء"، مؤكدا "متابعة القضية حتى تحقيق ذلك".

ثم تلا الرئيس السابق للملتقى حسين غدار بيانا، بإسم "الخضر وملتقى الشباب والمعتصمين"، دعا عبره القضاء والمدعي العام المالي ووزارة البيئة إلى "التحرك واتخاذ الإجراءات، لرفع التعديات المتواصلة على محمية شاطئ صور الطبيعية، منذ قرابة العام، على الرغم من الإخبارات، التي وجهها الخضر للسلطات المختصة".

وجاء في البيان: "الحضور الكريم: بعد مرور قرابة العام على المخالفات، التي طالت أراضي محمية شاطئ صور، ورغم الإخبارات التي وجهتها جمعية الجنوبيون الخضر، إلى كل من المدعي العام المالي ووزارة البيئة والادعاء من قبل بلدية صور، والتحركات المواكبة لتجمع الجمعيات الأهلية في صور، فإنه، وباستثناء قيام الجيش اللبناني بإزالة إحدى المخالفات في حزيران الماضي، فإن أي إجراء لم يتخذ لغاية الآن، بحق كبرى هذه التعديات، التي تضمنت إقامة مبنى مساحته تتجاوز الدونم والنصف، على العقار رقم 1547، التابع للمحمية وتصوينه، والأسوأ من ذلك، المباشرة منذ فترة، بإضافة تحسينات عليه وشغله في إصرار على المخالفة وتكريسها.

في المحصلة، يعتبر ذلك تعديا غير مسبوق، على موقع فريد لأنه مصنف من محيط بيئي، هو الأكثر حساسية وتعقيدا بين النظم المختلفة، ألا وهو الأراضي الرطبة، الذي يعد أحد أربع مواقع في لبنان. فضلا عن أن كامل الموقع، هو من المواقع التاريخية القديمة المعروفة، وبالتالي يشكل جزءا لا يتجزأ من هوية مدينة صور الطبيعية والتاريخية.

كما أننا نذكر بأن القسم الزراعي من أراضي المحمية، مازال عرضة للاستغلال والمنفعة الشخصية وبشكل غير قانوني، منذ عقود، ومن دون أي ترخيص أو مراعاة لشروط استخدام أراض تعود إلى المحمية، وتخضع لقانون إنشائها رقم 7081998، ولعدد من الاتفاقيات الدولية، من بينها اتفاقية (رامسار) لحماية الأراضي الرطبة ذات الأهمية الدولية. وهذا الأمر يتعلق بعشرات الدونمات من الأراضي الواقعة ضمن نطاق المحمية، بل إن بعضها يؤجر من قبل مستخدميه من غير مسوغ قانوني.

وانطلاقا من وقفتنا الاحتجاجية، التي لن تقف عند هذا اليوم، أو ستتغاضى عن كل محاولات البعض، لتلميع وتبيض صورة المخالفين، ورفضا لممارسة الضغوطات السياسية من أي جهة كانت، لتكريس هذه المخالفات كأمر واقع، فإننا نناشد القضاء اللبناني والمدعي العام المالي ووزارة البيئة، للتحرك الفوري لاتخاذ قرار بشأن هذا التعدي على أراضي الدولة اللبنانية، والذي إذا ما تم السكوت عنه، ولم تتم إزالته من مكانه، فإنه سيشجع كل من تسول له نفسه، على ارتكاب المخالفات والمبادرة إلى اقتطاع أراض من المحمية وغيرها لحسابه. وفي الوقت نفسه، نطالب نواب المدينة وبلديتها، التدخل العاجل واتخاذ ما يلزم من إجراءات، لمنع شرعنة هذا الإنفلات السافر على أراضي صور.

من هذا المنطلق، فإننا في جمعية الجنوبيون الخضر، وملتقى الشباب الثقافي وتجمع الجمعيات الأهلية في المدينة وشبابها وفاعلياتها والناشطين فيها، ندين كل هذه المخالفات، التي ألحقت الضرر بمواقع صور الطبيعية والتاريخية، ونرفض كل التعديات على هذه الأراضي أو غيرها. مع التأكيد أننا سنكون في حالة مواكبة دائمة للتطورات لاتخاذ الخطوات المناسبة، بالتشاور مع أبناء المدينة وفاعلياتها، لإزالة كل هذه التعديات، أينما كانت، ولاتخاذ موقف حاسم في وجه كل من يريد العبث بالمدينة ووجهها الحضاري والتاريخي.

ختاما، نشكركم على حضوركم معنا، في هذه الوقفة الاحتجاجية، فمعا نمنع الإساءة لمدينة صور، ونعمل سويا على رفعتها وإعلاء شأنها".