المحلية

الجمعة 26 تشرين الأول 2018 - 01:00 LD

السفير الإيراني لـ"ليبانون ديبايت": مستعدون لحل أزمة لبنان

السفير الإيراني لـ"ليبانون ديبايت": مستعدون لحل أزمة لبنان

"ليبانون ديبايت" - المحرر السياسي

لا تربط الجمهورية الاسلامية الايرانية مساعداتها أو مساعي المساعدة التي تطرحها لإيجاد حلول للأزمات اللبنانية من بوابةِ علاقتها مع طرفٍ سياسي دون آخر، بل أن ما تقدّمه يرتكزُ إلى العلاقةِ بين الشّعبين اللبناني والإيراني ولا يأتي من حسابِ فريق سياسي دون آخر أو بالعكس. هي خلاصة كلام السفير الإيراني في بيروت محمد جلال فيروزنيّا أمام وفد إعلامي لبناني زارَ السفارة الإيرانية في بيروت، حيثُ عرض أمامهم إستعداد بلاده للدخول طرفاً حميداً لحل أزمات لبنان في حالِ دُعيت إلى ذلك، كرد على سؤال وجهه "ليبانون ديبايت".

الدّعوة جاءت إلى الوفد على سبيلِ شكره على الزيارةِ التي قامَ بها قبل نحو الشهر إلى إيران، واتطلع خلالها على التكنولوجيا الإيرانية في مجال صناعة الدواء. وذكّر السفير فيروزنيّا الحاضرين أن الزيارة أتت كإستكمال لسلسلة زيارات أُجريت في وقتٍ سابق، وجاءت على سبيلِ العروض المُقدمة إلى لبنان لتحسين وضعه على المستوى الخدماتي.

وكانت قد استهلّت سابقاً في جولةٍ خصصت لقطاع الكهرباء والطاقة وانحسبت اليوم على قطاعِ الدّواء وستأتي زيارات أخرى غداً وتطالُ ملفات أخرى، وفقاً لما وعد السفير.

كهرباء ودواء
وأبدى السفير الإيرانية جهوزية بلاده لمساعدة الحكومة اللبنانية في عدّةِ مجالات حيوية كالطاقة والمياه والدواء، مبدياً استعداد بلاده للتعاون في أيِ ملف. وذكر أن الجمهورية الاسلامية قدمت عروضاً في السّابقِ لحل مشكلة الكهرباء. وقال: "سمعتُ مؤخراً أن جهات أخرى أيضاً قدّمت أفكار"، مبدياً أسفه "لأن الحكومة اللبنانية لم تُقدم على التصرّفِ بجدية تجاه ما يُعرض عليها".

وكشفَ أمام الحاضرين، أن هناك شركات إيرانية عرضت أن تعمل على إنشاءِ معامل ضمن خطط ميسّرة لتأمين الكهرباء وفي فترةٍ قصيرةٍ جداً. وقال إن أحد الخبراء أبلغه بتلك القدرات التي يمكن أن تتم بشكل ميسر وليس من ضمن استثمارات مالية هائلة. وتابع أن كل شيء يتوقف على إرادةِ الحكومة اللبنانية.

ووعد السفير فيروزنيّا أننا "سوف نسعى وعبر القنوات السياسية والدبلوماسية للانفتاح بأقصى حدود ممكنة على الحكومة اللبنانية للتوصل إلى تفاهم حول هذا الموضوع وموضوعات أخرى كالدواء لكونها مسائل حيوية يحتاجها المواطن اللبناني"، معتبراً أن "أقصى طموحات إيران أن تساهمُ بشكل أخوي في رفعِ المشكلات التي يواجهها لبنان".

وفي مسألةِ الدواء، اعتبرَ أن ما يُحكى عن ربط إيران مساعداتها في مجالِ الدّواء بتولي حزب الله الحقيبة "غير واقعي" قائلاً: "سواء كان وزير الصحة من حزب الله أو من غيرهِ لا فرق عندنا. نحن لدينا طاقات متقدمة في مجالِ الدواء و الإستشفاء و أبدينا الإستعداد لتقديمها إلى الحكومة اللبنانية وليس إلى جهة سياسية ما". وعقب على ذلك بأن "أي فريق سياسي لا يمكنه التفرّد بأي قرار ضمن وزارته دون العودة إلى الحكومة".

وكشفَ أمام الحاضرين، أنهم في السفارة الإيرانية، "يعملون على تقليل الحساسية السياسية التي تعتري هذه الملفات (الطاقة، الدواء) إلى اقصى حدود ممكنة، وأن نذلل العقبات السّياسية التي تحولُ دون تحقيق هذا الهدف" موضحاً أن الغاية هي "مساعدة الشعب والحكومة اللبنانية والوصول إلى آلية تعاون واضحة بين البلدين".

مستعدون لمعالجة المشاكل السّياسية
سياسياً رد السفير فيروزنيّا على سؤالِ "ليبانون ديبايت" حول إحتمال وجود خطط إيرانية لمعالجة المشاكل السياسية اللبنانية كما لديها خطط لمعالجة أزمتي الكهرباء والدّواء، مجيباً أن "الجمهورية الاسلامية لم تقصر في حلِ المشكلات السّياسية اللبنانية بشكل حميد" مذكّراً أن سياسة بلاده الخارجية المبدئية تقوم على "عدم التدخل في شؤونِ الدّول الأخرى".

وقال إننا "نحاولُ على الدّوامِ أن لا نكون طرفاً مباشراً يدخلُ في التفاصيلِ السّياسية اللبنانية رغم كل ما نسمع"، لكنه أبدى استعداد بلاده لـ "تأمين مسعى سياسي حميد لحل أي مشكلة سياسية دون التّدخل بتفاصيلها"، مبدياً ثقته بأن "الأطراف السّياسية اللبنانية أوتيت القدرة على أن تحل مشاكلها بيدها من دونِ أي تدخّل". وأضاف: "أنا متفائل جداً بمستقبل العلاقة مع لبنان وأعتقد اننا سنتقدم أكثر".

إقليمياً، أشارَ السّفير الإيراني في بيروت محمد جلال فيروزنيّا، أنه وعلى الرغمِ من صعوبة الأمور، لكن العلاقات العربية الإيرانية ليست بهذا السوء الذي يجري الإيحاء به في الإعلام، شارحاً من خبرةٍ عمرها أكثر من ٣ عقود في العملِ الدبلوماسي في دولِ المنطقة، أن العلاقات بين العرب وإيران تاريخية، كاشفاً عن معلومات تشيرُ إلى حصول تطور هام في العلاقاتِ العربية - الإيرانية ستنعكس بشكل إيجابي في المدى المنظور، دونَ الكشف عن طبيعتها.

وفي موضوع العقوبات الأميركية على بلادهِ، ذكرَ أن "تقييمنا حول العقوبات لا ينبغي أن نكون حجر عثرة للتعاون الإيراني - اللبناني خاصّة في مجالاتِ الخدماتية" موضحاً أن "العقوبات الحالية لا تشبهُ العقوبات التي فُرضت في السّابقِ والتي تبناها مجلس الأمن الدّولي، حيث كان هناك عدد أكبر من الدول التي تبنتُ تلك وواكبت الولايات المتحدة في فرضها. أما الآن فواشنطن تبنتُ بشكل أحادي فرض هذه العقوبات، والاوروبيين فضّلوا فصل المسارات بينهم وبين الأميركيين وهذا ما فُسِّر رفضاً من قِبَلِ العديد من الجهاتِ الإلتزام بهذه العقوبات".

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة