كشف مقتل الصحافي السعودي، جمال خاشقجي في قنصلية بلاده في اسطنبول، عن أمور خطرة لم تكن مكشوفة او مرئية للعيان وساهمت في جعل الأمور اكثر سوءا بالنسبة للرياض.
فالى جانب الجهود الهائلة المبذولة في سياق تحوير قضية خاشقجي واستخدامها في بازارات السياسة وتحقيق مكاسب معنوية من خلال تسقيط وتشويه صورة المملكة وخلخلة تحالفاتها وعلاقاتها الدولية، انكشفت الدفاعات السعودية في العاصمة الأميركية واشنطن، ومالت الدفة لصالح اللوبيات وجماعات الضغط العاملة خصوصا على خط ايران- قطر.
ولم تكد بوادر الازمة تظهر من إسطنبول حتى اصبح خاشقجي الشغل الشاغل لوسائل الاعلام الأميركية، والمسؤولين في الحزب الديمقراطي واخرين في المعسكر الجمهوري، وتحركت الالة الدعائية كشركات العلاقات العامة وجماعات الضغط في العاصمة الأميركية لتزود وسائل الاعلام بالتسريبات الهادفة الى تضييق الخناق على السعودية وتدمير صورة قيادتها في عيون الاميركيين ودول العالم وتأليب الرأي العام عليها.
على الجهة الثانية ومع الأيام الأولى للمعركة، فقدت السعودية سلاح العلاقات العاملة في واشنطن فخلت الساحة امام المحور المعادي لها، وبدأت الشركات التي تعاقدت معها السعودية لحماية مصالحها في أوقات سابقة بالانسحاب واحدة تلو الأخرى، وبالتزامن مع عودة السفير خالد بن سلمان الى الرياض، لم يخرج من واشنطن سوى صوت مستشار العلاقات الخارجية ابان حملة ترمب الانتخابية، د.وليد فارس الذي تناول قضية خاشقجي في تغريداته واطلالاته الإعلامية، انطلاقا من أمرين أولهما قضائي عدلي حيث طالب بضرورة التحقيق الشفاف ومحاسبة المسؤولين من اجل احقاق العدالة. وثاني سياسي حيث داب على التحذير من استخدام ما يحصل في إطار استهداف السعودية ظاهريا، والمشاريع القائمة بين الرياض وواشنطن في الباطن.
نفسه فقدان سلاح الضغط كشف ضهر الرياض في واشنطن، وجعل الفريق الاخر يصعد من هجومه، دون ان تخرج أي وسيلة اعلام في طول الولايات المتحدة وعرضها للدفاع عن السعودية، او حتى نشر تقارير تطالب بانتظار التحقيق كحد ادنى على قاعدة المتهم بريء حتى تثبت ادانته، لا بل ان حتى الكتاب والمحللين الصحافيين الاميركيين منهم والعرب المقيمين في اميركا والعاملين مع وسائل اعلام سعودية كانوا قد وجهوا انتقادات عنيفة الى السعودية دون انتظار الموقف الرسمي السعودي، الامر الذي يطرح العديد من علامات الاستفهام ويفتح الباب واسعا لإعادة النظر في الاسلوب الذي بنت الرياض على اساسه عناصر المواجهة الاستراتيجية المحتملة والجهات التي اعتمدت عليها لادارة المعارك داخل واشنطن في المرحلة المقبلة.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب
Follow: Lebanon Debate News