"ليبانون ديبايت" - علاء الخوري
يمكن القول أن المشروع المزمن للبطاقة الصحيّة والذي استحق لقب المشروع الحلم الصعب المنال، أصبح يلامس الحقيقة بعد عبوره بأمان لجان الصحة والإدارة والعدل وأخيراً المال والموازنة التي أقرت كافة بنوده لا سيما تمويله ليغادر أدراج النسيان والإهمال إلى انتظار إدراجه على الهيئة العامة للمجلس النيابي لإقراره دون أي مفاجآت.
نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة في حكومة تصريف الأعمال غسان حاصباني شكر جميع اللجان ورؤسائها وأعضائها على التعاون والجديّة التي حظي بها المشروع دراسة وتمحيصاً واستفسارات وأسئلة وإجابات جعلت منه قابلاً للإقرار والتطبيق ليستفيد منه اللبنانيون بمختلف فئاتهم بمعزل عن الجهات الضامنة ومتكاملاً معها.
الشكر الذي وجهه وزير الصحة غسان حاصباني يستحق مبادلته بأسمى منه نظراً للرعاية والمتابعة الحثيثة التي أولاها للمشروع إيماناً منه بالفائدة على صحة اللبنانيّين والثقافة الصحية العالية المعايير التي سترفع التصنيف الصحي للبنان إلى مصاف أرقى الدول وفي بعض جوانبه قد يتخطى تلك الدول، فاللبناني يستحق إزاحة عاتق الطبابة والإستشفاء عن كاهله إلى جانب أمور أخرى عسى أن تحمل حلولها الحكومات المقبلة.
صحيح أن مشروع البطاقة الصحية تم طرحه منذ عشر سنوات وتوالى على طرحه وزراء الصحة المتعاقبين ولكنه كان يصطدم سواء بالعراقيل السياسية أو بالمصالح السياسية، فيتوقف على كونه فكرة غير قابلة للتطبيق.
الوزير حاصباني حمل لواء برنامج الرعاية الصحية الشاملة، أو ما يعرف بالبطاقة الصحية منطلقاً من مشروع النائب السابق عاطف مجدلاني فأشبعه درساً مع فريق عمله وأدخل عليه التعديلات ليصبح أكثر شمولية فيطال جميع اللبنانيين ويتكامل مع دور الهيئات الضامنة ليؤدي الدور المطلوب منه لنواحي عديدة ستؤدي في نهاية المطاف إلى تخفيض الفاتورة الطبية والتخفيف من فداحة المرض والتكلفة الباهظة للعلاج بفضل الكشف المبكر للأمراض، كما أنه سينهي أزمة الوقوف على أبواب المستشفيات والنتائج المؤسفة التي تترتب على ذلك أحياناً، وسوف يساهم في ترشيد الإنفاق الطبي لينتظم قطاع الصحة وفقاً لمنظومة متكاملة من الرعاية الأولية إلى الطبابة والإستشفاء.
أما لمن يعتبرون أن المشروع عمره عشر سنوات فالحقيقة أنهم يدينون أنفسهم بفشلهم في إقراره خلال تلك المدة فيما الوزير حاصباني تمكن خلال حوالي عام من بذل الجهود الحثيثة والعمل الدؤوب والمتابعة الجدية ومواكبة اللجان التي درسته من إيصال البطاقة الصحية إلى باب المواطن بانتظار إقراره في الجلسة العامة لتصبح البطاقة الحلم حقيقة ملموسة يحملها المواطن في جيبه يبرزها عند الحاجة حاملة ملفه الطبي وحلاً إستشفائياً في رغد الأحوال وضيقها.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News