المحلية

السبت 17 تشرين الثاني 2018 - 20:24 LD

لما اللبناني ينق والكل يركب الموجة

لما اللبناني ينق والكل يركب الموجة

ليبانون ديبايت- وليد خوري:

من عادات اللبناني "النق" عند كل حالة استثنائية تحصل في البلد، راميا بكل "حقده" و"كرهه" ضد الطبقة السياسية والدولة، خالطاً "حابل معاناته بنابل معاداته" لكل شيء رسمي.

لذلك، فانه لم يشذ عن القاعدة يوم الجمعة "عاطي" كل شي عنده مضخما في بعض الحالات ما كان يجري حقيقة.

صحيح ان ما حصل غير مقبول من منطلق مفهوم الدولة المتحضرة، غير انه يعتبر في لبنان امرا وارد الحصول بنسبة كبيرة، لكن غير الطبيعي ان نكون حولنا يوم الجمعة الى يوم "ولادات" او "ازمات قلبية" وطني، والا عندها نكون في كارثة طبيعية.

اكيد لسنا في وارد الدفاع عن دولة تستاهل اكثر من ذلك بكثير، ولكن من منطلق "وطني" لا بد ان نقف عند بعض الاسئلة الاساسية :هل سالتم كم من بين العالقين على الطرقات كان من اهالي العسكريين؟ هل يعلم اللبنانيون ان المشاركين في التمرينات بدورهم علقوا في زحمة السير؟ هل سأل احد نفسه اذا كانت "العجقة" باتجاه وسط البلد من كسروان مفهومة، فلماذا كانت باكثر منها من الكرنتينا باتجاه كسروان؟ لماذا لم تشهد مداخل بيروت الجنوبية الزحمة ذاتها؟ ولاي اسباب فتحت بعض وسائل الاعلام هواءها للتحريض و "صب الزيت على النار"، علما ان بعضها من صلب التركيبة الرسمية ومن ابنائها المدللين؟

الاجابات بسيطة جدا لمن يحب ان يرى ويسمع ويفهم. فما عانى منه اللبنانيون معروف الاسباب ومحسوم النتائج. فلمن لا يعرف اليكم بعضا منها:

1-اهمال اللبناني الذي يتباهى بانه "ما بيحضر الا اخبار وسياسة"لمتابعة البيانات الرسمية التي تصدر وتعمم على وسائل الاعلام من قبل الجهات المعنية حول الطرقات التي قد تكون عرضة للاقفال، والاهم عدم متابعة مواقع التواصل الاجتماعي والتطبيقات العائدة للجهات المعنية لاتباع الارشادات عند حصول طوارئ معينة، رغم انه" رب التلفون والتكنولوجيا وفايسبوك وغيرها".

٢-رغبة بعض وسائل الاعلام والاعلاميين بتسجيل بطولات على حساب امور لا يجوز ان تكون مكان "حرتقة وتصفية حسابات" او للضغط باتجاهات معينة املا في كف شرها. رغم انه يسجل لبعضها وهي ممن تصنف "بعيدة" من قبل البعض موقفها المشرف والمسؤول.

٣-استثمار ما حصل من قبل بعض المتضررين من مسار المؤسسة العسكرية الجديد ومن بينها نتائج الكلية الحربية والانجازات العسكرية، محاولين الانتقام عبر صب حقدهم في اتجاه تحميل المؤسسة ما ليست مسؤولة عنه، رغم انها عمدت الى تلقف كرة النار معتذرة متخذة الاجراءات الللازمة.

٣-ثغرة التنسيق القائمة دائما عند كل حدث يشارك فيه اكثر من جهاز في الدولة وفي مقدمتها القوى الامنية، حيث تبقى الخطط والقرارات حبرا على ورق فيما التنفيذ على الارض في مكان آخر. فهل يعقل مثلا ان يغيب رجال قوى الامن الداخلي عن الطرقات؟

4-بطء التعامل الذي يحصل عند وقوع الحوادث وهو ما ترافق مع حادث انقلاب الشاحنة عند جسر انطلياس والذي لولا عكيبة من الله لكان تسبب بكارثة.

٥-تساقط الامطار وغرق الشوارع كما العادة، وهو بالتاكيد زاد من حجم المعاناة في ذلك اليوم المشؤوم.

غير انه في المقابل ووسط تلك "الفضيحة" الوطنية برز عامل تفاؤل، حيث انبرى المواطنون في حملات دفاع عفوية عن المؤسسة العسكرية رافضين التجني متعاملين بواقعية مع ما حصل، مظهرين حسا وطنيا عاليا، اسمى من بعض" الحرتقات" ومحاولات الاستفادة من صغائر الامور ما لا يليق بمواقع البعض.

في كل الاحوال، احدا لن يبرر ما حصل، ولكن احدا لن يقبل التجني المقصود والممنهج الذي حصل عن سبق اصرار وتصميم، والذي سيكون اللبنانيون على موعد معه العام المقبل بالتاكيد لان "ريما ما بتغير عادتها القديمة"، ولان وقاحة البعض تدفع الى القول "استحيوا الي ماتوا"، سواء كانوا مواطنين او غيره.

غدا "البلاك فرايداي" وبعده الاعياد وسلسلة لن تنتهي من المناسبات التي سينعم معها اللبنانيون، الذين تضيق بهم الطرقات بزحمات سير.فتىى من سترسو القرعة في المرة المقبلة؟

كنا طالبنا باستقالة الوزراء المعنيين والحكومة، كما طالب احد النواب السابقين، لكن للتذكير لا حكومة في لبنان ولا وزراء في الايام العادية فكيف في زمن تصريف الاعمال؟
فيا "ام استقلال" (لكل من وضعت ولدها بالامس في ازدحام السير) ولكل من "انحشر يكرز قلبو مبارح" ولكل "يلي بيركبوا الموجات" "ليعنوا ويبقوا".... الله يصبركم..... وكل عيد وانتم بخير في اليوبيل ال ٧٥ للاستقلال.... ولآخر الدني.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة