تابع وكيل وزارة الخارجية الاميركية للشؤون السياسية ديفيد هيل زيارته للبنان ولقاءاته مع المسؤولين، فزار الرؤساء: العماد ميشال عون ونبيه بري وسعد الحريري ووزيري الخارجية جبران باسيل والمال علي حسن خليل والسفير السعودي في بيروت وليد بخاري.
وسجّلت مصادر متابعة لزيارة هيل، الملاحظات التالية:
1- زيارة هيل للبنان، على رغم وجود وزير الخارجية الأميركية مايك بومبيو في المنطقة يجول على الدول المحيطة به، تعني انّ لبنان ليس بين الاولويات الاميركية الساخنة. لكن تطور الموقف الاميركي في ضوء تصريحات الرئيس الاميركي دونالد ترامب وبومبيو، وحتى تصريحات هيل، من شأنها إعادة لبنان الى واجهة الاهتمام الاميركي.
2- بدت زيارة هيل كأنّها جولة تفقدية على المؤسسات، إذ لم يكتف بلقاء المسؤولين السياسيين، انما زار الموظفين الأمنيين والعسكريين والاقتصاديين الكبار، اضافة الى لقاءات ليلية مع شخصيات من فريق 14 آذار. فأمس التقى عدداً منهم في عشاء أقامه على شرفه رئيس «حركة الاستقلال» النائب ميشال معوض.
3- إكتفى الموفد هيل، حتى الآن على الاقل، بأن ينسب المواقف الاميركية التي بحث فيها مع المسؤولين اللبنانيين الى وزير الخارجية بومبيو، لا سيما في ما يتعلق بايران و"حزب الله" وسوريا. وكان لافتاً، انّ البيان الاساسي عن الزيارة صدر بعد اجتماعه مع رئيس الحكومة وليس بعد لقاءيه مع رئيس الجمهورية ووزير الخارجية.
4- لاحظ المسؤولون الذين التقوا هيل، انّه يتفهّم جيداً صعوبات الوضع اللبناني وما يعترض الدولة لبسط سلطتها على كل الاراضي اللبنانية، كونه كان سفيراً في لبنان حتى عام 2016. لكنه في المقابل كان أميناً في نقل موقف ادارته المتشدّد حيال الدولة اللبنانية، التي تعتقد واشنطن أنها "تساير" حزب الله بمقدار واسع. كذلك كان واضحاً في نقل لائحة مطالب إدارته، التي تتضمن ضرورة أن يتخذ لبنان سريعاً تدابير تنفيذية على الأصعدة الأمنية والديبلوماسية والاقتصادية والمالية. إذ انّ الادارة الاميركية، وإن كانت تعرف تعقيدات الوضع اللبناني، لا تستطيع ان تحيّد لبنان كلياً عن معركتها المفتوحة ضد ايران وحزب الله في سوريا ولبنان.
5- خرج بعض المسؤولين والقادة الذين التقوا المبعوث الاميركي بانطباع أنّ الادارة الاميركية تبلّغ لبنان ضرورة ان يختار موقعه في النزاع الدائر في المنطقة، وهي تريده الى جانب الاستراتيجية الاميركية، علماً أنّ لا أحد بعد، حتى في واشنطن، يدرك ما هي هذه الاستراتيجية التي تتبدّل من يوم الى آخر. لكن كل ما هو معروف انّ هناك قراراً اتخذته الادارة الاميركية ونقله هيل، وهو أن واشنطن عازمة على «طرد ايران من سوريا وتحجيم دورها في المنطقة ووضع حدّ لدور «حزب الله» المتنامي والمستقوي بسلاحه في لبنان».
لكن حتى في هذا الاطار، لم يكشف هيل عن الآلية التنفيذية لهذه السياسة غير الحديث عن تشديد العقوبات وتوجيه تحذيرات جدّية الى «حزب الله» لكي يعيد النظر في سياسته في سوريا من جهة، وفي الداخل اللبناني من جهة اخرى.
ولم تستبعد مصادر مطلعة على تطوّر الموقف الاميركي، أن تعمد الولايات المتحدة الاميركية الى ضمّ الاجواء اللبنانية الى منطقة عمل قوات التحالف الدولي ضد الارهاب الذي يقتصر حالياً على سوريا.
وفي هذا الاطار، عُلم من فحوى حديث هيل مع الذين التقاهم، أنّ واشنطن "لن تسمح بأن يكون لبنان جزءاً من الجاذبية الروسية، وهو ما تسعى روسيا الى تحقيقه منذ بضعة أشهر".
كذلك عُلم انّ غالبية المسؤولين اللبنانيين شدّدوا امام مساعد وزير الخارجية على ضرورة تفهّم الوضع اللبناني، إن بحكم تركيبته الداخلية، وإن بحكم جواره، وبالتالي فإن المسؤولين طالبوا هيل بأن تعمل إدارة بلاده على تحييد لبنان ومساعدته على القضايا التي يشكو هو منها، وليس فقط على القضايا التي تشكو واشنطن منها. وفي هذا السياق طرح رئيس الجمهورية ووزير الخارجية موضوع إعادة النازحين السوريين الى بلادهم وحسم موضوع استمرار اللاجئين الفلسطينيين على اراضيه في شكل استيطاني، ودعم لبنان اقتصادياً وعدم ممارسة ضغط عقابي عليه بسبب ايران أو حزب الله وكذلك مواصلة الادارة الاميركية دعم الجيش اللبناني.
ويبدو من خلال المعلومات المتوافرة، انّ الجواب الواضح الذي اعطاه هيل يتعلق بإلاستمرار الاميركي في دعم الجيش، على ان تمارس الدولة اللبنانية سياسة واضحة حيال حزب الله ووقف اي تنسيق بينها وبينه.
وفي المحصلة، ترك هيل انطباعاً لدى اكثر من مسؤول مفاده أنّ "واشنطن حريصة على استقرار لبنان ومستعدة لدعم الدولة اللبنانية، شرط ان تدعم الدولة نفسها، إذ لا يُعقل ان تستمر البلاد بلا حكومة ناجزة يقع على عاتقها التواصل مع الولايات المتحدة والمجتمع الدولي".
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News