المحلية

الخميس 18 كانون الثاني 2018 - 02:00 LD

"كرسي إعتراف" بين باسيل وفرنجية

"كرسي إعتراف" بين باسيل وفرنجية

"ليبانون ديبايت" - عبدالله قمح

فجأةً، وطأة قدم رئيس تيّار المردة النّائب السّابق سليمان فرنجية أرض بكركي مشاركاً في القمّة المارونية التي جمعت رؤساء الأحزاب والكتل والنواب والوزراء الموارنة، التي دعا إليها البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي. قبل ساعات، كانت إحتمالات حضور فرنجية شخصياً منعدمة قبل أن تتلاشى عند أسوار الضرورات.

حضر فرنجية وفي باله أن يزيل الأجواء التي طغت قبيل الدعوة، التي ادعت أنها تأتي في خدمة توجهات رئيس التيّار الوطني الحر الوزير جبران باسيل. أعد فرنجية قراءة نموذجية عن الأحوال السّياسية التي يخوضها حليف الحليف، ورأيه بها، مقرونةً بسلالة رسائل صاغها بدقة، كزوادة مواجهة، تأتي مفاعيلها في اللّقاء، فكاد أن يحولهُ "بيك زغرتا" إلى لقاءٍ عاصف.

كانت علامات العصف تلوحُ في الأفق قبل ذلك بأيام متزامنةً مع مغادرة "نورما" وحلول "ميريام" مكانها، فخط بكركي - بنشعي و بكركي - ميرنا الشالوحي كان نشطاً إلى درجة السخونة رغم برودة الطقس، حيث أراد الراعي أن يكلّل الإجتماع بمصالحة لا تقارب صورة المصالحة بين فرنجية وجعجع، بقدر ما تلامس المصارحة المتبادلة بين حليفين ابتعدت تكتيكياً وليس استراتيجياً.

أكثر من مصدر أكد لـ"ليبانون ديبايت" توفر نيّة لدى البطريرك من أجل عقد لقاء بين باسيل وفرنجية على هامش القمّة المارونية، وفي سبيل ذلك، نشطت اتصالات تولى الراعي قسماً منها، وآخر خاضه مكلفون آخرون.

تلخصُ المصادر الخاصة اللّقاء الذي اقترح بأنه عبارة عن "خلوة مصارحة" يُجلسُ فيها الراعي المتخاصمان على كرسي إعتراف، وفي باله أن تختتم الجلسة بتصفية قلوب سياسية، لا تعيد الأمور إلى سابق عهدها بل تنهي حالة عداوة متنامية بين فريقين أساسيين، لكن صاحب الضيافة اصطدم بجملة "فيتويات" كان مصدرها فرنجية، الذي لم يظهر أنه متشجع لخوض غمار رحلة من هذا النوع، بل وجد أن ظروف مثل هذا اللّقاء لم تنضج بعد. أما من جهةِ باسيل، فلم يُظهر أنه متهم أو غير مهتم، بل تصرّف مع الطرح بدبلوماسية عالية لم يقدم خلالها أي إجابات واضحة.

عمل الراعي، كما تقول المصادر، على تبديد أي أجواء سلبية آملاً في حصولِ اللّقاء، لكنه وجد نفسه أخيراً أمام واقع صعب، وهو خلو الأجواء من أية مشاعر أو أحاسيس يمكن إستثمارها في أمرٍ مماثل.

وعند تكرار عبارات الرّفض الملفوفة باقتراحات تأجيل مصدرها الأكبر فرنجية، اقتنعَ الراعي بصعوبة الخطوة مقرّراً تأجيلها إلى وقتٍ لاحق، لكنه فرض -إن جاز التعبير- حصول مصافحة برعايته وتحت إشرافه بين الرجلين، ولو أنها أتت باردة، كتعويض عن خطوة كان يأملُ حصولها.

بعض المصادر قدّمت تصوّرها لـ"فشل المساعي" معتمداً على "عمق الهوة" التي باتت تفصلُ بين الرجلين، فإن خوض حملات قاسية على مراحلٍ ليس بالأمر السهل الذي يمكنُ محو آثاره بلحظة، بل أنه يحتاج إلى سياقٍ طويل من العمل.

إلى جانبِ ذلك، ثمّة أمور تعكر صفو أي علاقة يمكنُ أن تنشأ بين باسيل وفرنجية، وأشياء أخرى تتصلُ بعدم تأهيل البيئتين لامرٍ كهذا، فحصول اللّقاء دون إجراء عملية فحص وتأهيل قد تنتجُ عنه مفاعيل عكسية تبقي الخصومة والصراع والتأزيم عند مستواها بل قد تنقلها إلى مستوياتٍ أعلى.

الإستنتاج إذاً أن لا فرنجية مُستعد ولا بيئة المردة، كذلك الأمر بالنسبة إلى باسيل وبيئة التيار، وعلى نحوِ ذلك، فإن الأمور مرشحة لتبلغ مستويات أعلى من المواجهة، كلما اقتربت الأيام من إنتهاءِ مُدة ولاية الرّئيس ميشال عون.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة