المحلية

السبت 02 شباط 2019 - 01:17 LD

هكذا ستتعامل واشنطن مع بيروت

هكذا ستتعامل واشنطن مع بيروت

ليبانون ديبايت - ميشال نصر

انتهت فرحة التأليف وبذات فكرة التقليع لحكومة ينتظر ان يطول عمرها لأربع سنوات، تساوي الحياة المفترضة لولاية الرئيس العماد ميشال عون، الذي يتوج مع افولها حياته السياسية بلقب الرئيس السابق، أياً كانت الظروف السياسية في اللحظات الاخيرة للعهد.

وبعيداً عن حسابات الانتصار التي سارع جميع الاطراف الى نسبها لأنفسهم، باستثناء حزب الله المرتاح للتأليف شكلاً، بما يجافي الواقع والحقيقة، في ظل وجود مهزومين ومنتصرين، تتكفل الايام القادمة بتظهيرهم، يتابع المراقبون باهتمام المواقف الاقليمية والدولية، لتحسس اتجاهات الفترة المقبلة، خصوصا على جبهة واشنطن - بيروت.

صحيح ان الموقف الاولي للإدارة الاميركية فيما خص وزارة الصحة جاء كما كان منتظرا، في ظل شطارة واشنطن في عملية فك الغاز رسالة وزير الحزب الجديد الذي أكد على الاستمرار بمسيرة السلف. كلمات كانت كفيلة بتأكيد المؤكد، ذلك ان الاميركيون يعرفون جيدا، وفقا لمصادر متابعة ان الدولة اللبنانية، بكل اداراتها اوقفت اي عمليات دفع اموال لمؤسسات الرعاية الصحية والاجتماعية العائدة للحزب، وحتى للأطباء العاملين فيها، منذ فرض العقوبات على الحزب.

من هنا فان القلق الاميركي، بحسب مقربين من الادارة الاميركية "شكلي"، في ظل إدراك الجميع لشروط وقواعد اللعبة المستجدة التي يبدأ طرف خيطها من عاصمة الجمهورية الاسلامية ولا ينتهي بالتأكيد في العاصمة اللبنانية. عليه لا تنكر المصادر بان واشنطن وضعت كل خياراتها للتعامل مع ما قد يستجد على الطاولة، رغم تبلغها من المعنيين في لبنان ان حكومة بيروت لن تتعامل بصدامية او استفزاز وأنها مستمرة في التعاون مع الاجراءات الاميركية، التي لا حول ولا قوة في مسالة الرضوخ لها.

من هنا يؤكد دبلوماسيو "عوكر" ان الكلام التحذيري الصادر هو للفت الانتباه، مؤكدين ان على الجميع ان يفصل ويميز بين المستويات الثلاث للتعامل مع الوضع اللبناني. فعلى المستوى الاول، اي السياسي والذي ترتبط به بعض برامج المساعدات فانه سيكون موضع مساومة واخد ورد، خصوصا ان وجود حزب الله كقوة سياسية اساسية يفرض ايقاعه على العلاقات الثنائية على هذا الصعيد.

اما على المستوى الثاني، المرتبط بالقطاع المالي تحديدا، فان المعنيين في الادارة الاميركية مرتاحون جدا لنتائج تقارير المتابعة التي ترفع دوريا وتؤكد على التعاون الكامل للقطاع المصرفي اللبناني وفي مقدمته مصرف لبنان الذي وفى بكل ما يتوجب عليه من التزامات لإبقاء لبنان ضمن النظام النقدي العالمي. اما المستوى الثالث، وهو الامني والعسكري، حيث يؤكد جميع المعنيين بالملف اللبناني في واشنطن، ان الاخيرة غير مستعدة لخسارة استثمارها الامني والعسكري الكبير في لبنان والذي تخطى المليار ونصف مليار دولار حتى اليوم، والذي حقق اهدافه في اطار الشراكة الكاملة مع القوات المسلحة اللبنانية، من هنا الجزم الاميركي بان كل محاولات اللعب على وتر خلق شرخ على صعيد التعاون العسكري والامني القائم، أياً كان مصدره، لن يؤتي ثماره، مؤكدة ان الظروف تغيرت عما كانت عليه في الثمانينات، وبالتالي فان الحسابات مختلفة، داعية المعنيين الى قراءة الامور بتمعن وهدوء لان اي خطوة ناقصة سيدفع ثمنها الطرف المعني بها.

فهل تصدق واشنطن هذه المرة؟ ام انها قصة ابريق الزيت نفسها؟
الاكيد ان الجواب لن تطول الايام قبل كشفه وبيان صحة التوجه والتموضع في ظل خلط الاوراق الداخلي الذي حصل ومهد لكسر التوازنات التي كانت قائمة حتى ما قبل ساعات من التأليف.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة