"ليبانون ديبايت"
نضوب سياسات "الأمر الواقع" الانمائية في الجنوب جعل من بعض أركانها يبحثون عن ملاذات أخرى تسد الرمق، ليجدوا أخيراً في مكب النفايات بالكفور الدواء الشافي لهم.
على أنقاض الارض التي تطورت في مجرى الزمن من معمل فرز ومعالجة نفايات الى مطمر، عثر بعض المقاولين على مساحة قد تستثمر في عملية "تصحيح الوضع" الذي ساد منذ نشأت الازمة حين توقفت الشركة المشغلة عن اعمالها كنتيجة ليس فقط لقرار إقفال معمل فرز الكفور بعد اثبات التجاوزات، بل من جراء دخول البعد السياسي على الملف، وتوفر نية لدى جهة واحدة على الاقل من أجل استثمار المعمل والموقع في آن.
الجدل كان يتفاعل مراراً وكاد يصل الى مستوى الانفجار داخل غرف "اتحاد بلديات الشقيف" الذي اوكل لنفسه مهمة اجتراح الحل وخاض جولات من النزاعات و مباريات التلزيم، من دون جدوى. يعود السبب في ذلك الى الصراع السياسي - المقاولاتي الذي خيض لفترة طويلة على قاعدة من سيفوز بقطعة جبنة تلزيم المعمل ولصالح اي شركة.
وبعد سلسلة محاولات فاشلة وجد بعض المعنيين حلاً للازمة الناشبة كمن في تحوير لفكرة المعمل ونقلها من مطمر الى محمية! هكذا وبشخطة قلم ومن دون المرور في دراسة لسبل معالجة "الأزمة البيئية واثارها" التي تكونت من جراء الازمة الاساس، او دراسة إذ ما كان المسطح الارضي المسمى اليوم محمية يصلح لانشاء محمية من عدمه، إتخذوا قرارهم!
يقال ان عقيلة رئيس مجلس النواب السيدة رندى عاصي بري، كان لها الدور الاساس في ايجاد حل لتلك المعضلة، لكن كيف واستناداً الى ماذا جرى نقل توصيف المنطقة من مطمر الى محمية؟ لا جواب واضح!
قبل فترة قصيرة حلت السيدة بري ضيفة على الكفور، معلنة البدء بمشروع المحمية من خلال إزاحة الستارة عن النصب الذي يؤرخ يوم تحول المكب الى محمية، وعلى ايقاع النشوة، تأهبت بلدية الكفور للقيام بورشة التحويل وبناء المحمية التي خصصت لها ميزانية ميسورة، لكن لم تمر سوى أشهر قليلة حتى تبين ان موضوع المحمية برمته كان عبارة عن عملية غش للرأي العام، وسط مخاوف تستبطن ما قد تخفيه عملية الغش هذه.
فقد وصل فيديو الى "ليبانون ديبايت" يظهر بوضوح عدم اهلية المكان للتحول من مكب سام يفتقد ادنى المعايير البيئية الى محمية صحية كاملة الاوصاف، لسبب وجيه يكمن في عدم معالجة صحية للنفايات المدفونة اسفل التربة، والتي تتحول مع الأيام الى قنابل موقوتة لسبب يعود الى تفاعل الغازات السامة مع بعضها.
ويظهر الفيديو وبوضوح كيفية انبعاث غاز الميثان السام بوضح النهار من قعر الأرض الى السطح، مسبباً روائح كريهة، وسط تلميح ناشطين بيئيين إلى ان هذه الانبعاثات وبهذه الدرجة، قد تتحول في الفترات الزمنية القادمة الى انفجارات باطنية تزيد الطين بلة، هذا ناهيك عن رواسبها التي لها ان تتسرب الى المياه الجوفية.
فضلاً عن ذلك، فإن ابسط مقومات التحول الى محمية تكاد معدومة، بشهادة الاشجار المزروعة حديثاً والتي يظهر بوضوح انها لم تستطع مقاومة الحقول السامة، فذبلت وماتت وأصبحت "عيدان خشبية مغروسة في الأرض".
عملية الغش الحاصلة في مطمر الكفور سابقاً وتحويله الصوري الى محمية، اريد منها خداع الراي العام واهالي البلدة وايهامهم ان المكب صار محمية، ما دفع بنشطاء بيئيين إلى التحرك للإضاءة على ما يحصل والتحذير من وجود مشروع "خفي" يأخذ من قصة المحمية ثوباً لإخفاء ما يتم تجهيزه خلف الكواليس.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب
Follow: Lebanon Debate News