المحلية

الجمعة 15 شباط 2019 - 02:00 LD

"إنزال أميركي" في بيروت.. نكاية!

"إنزال أميركي" في بيروت.. نكاية!

ليبانون ديبايت - عبدالله قمح

تتقمّصُ الإدارة الأميركية اسلوب دونالد ترامب "الفج" على نحوٍ فاقع! تصرفاتها خاصّة في فنزويلا ولبنان تدلُ إلى مدى تراجع "العم سام"، من نموذج الخطط إلى الضرب العشوائي الغير منظّم، سياسات تصيبها بضرر، ضرر سمعي وضرر نظري، وتدلُ إلى مدى التأثير السلبي لهذا الرجل على الصورة السّياسية لبلاده التي باتت في الحضيضِ وسمتها الحالية الخفّة وعدم النضوج. يحدث هذا للمرة الأولى في تاريخ الولايات المتحدة التي يخرجُ إعلامها يومياً يحصي الأضرار المترتبة عن تصرفات ترامب.

ويبدو أيضاً أن العدوى انتقلت إلى بيروت، إذا أضحت ممارسات السّفارة الأميركية لا تقل خفّة عن ربيبتها في واشنطن، وفي بعض الحالات تفوقها بنسب شتى.

من كان يظنُ أن تلجأ السفارة يوماً إلى استقاءِ معلوماتها حول زيارات المبعوثين الخارجيين الرسميين، من صحافيين ومرتادي صالونات؟ طوال عمرها كانت تشتهرُ بتجنيد السّياسيين وأخذ المعلومات منهم عقب اتصال واحدة..! الآن، وفي ظل إدارتها الحاليّة، باتَ على موظفي السّفارة أن يصرفوا جهداً اضافياً وان يركضوا خلف بعض الصحافيين من أجل معرفة ما يجري. الحري بهذه الدبلوماسية إذاً أن تعيد حساباتها.

لم تسعف كل العلاقات التي نسجتها السّفارة مع سياسيين محليين من أن تعطي معلومة "وافية" واحدة حول ما بحثه وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف سراً في بيروت، جل ما حصلت عليه هو "كلام بالعموميات" ما دفعها إلى تعميمِ "أمر اليوم" باتجاه البحث عن المعلومة ولو كلّف ذلك نزول السّفيرة على الأرض وتجنيدها سفراء آخرين..!

أكثرُ من ذلك، باتت السفارة في نسختها الحالية تعتمد اسلوب "النكايات" واستنساخ السّياسيات بعد أن اشتهرت في ما مضى بوضع الرؤى وإنتاج السياسات! وقد باتَ همُها الأول محصور بالـ events وسبل حشد دعم الإعلام لها للدلالة إلى أن سياساتها في بيروت لم تصب بأي أذى، ناهيك عن الركض الدائم خلف الجيش بنية تغطية فشلها، تماماً كما تفعل السّفارة السعودية.

هذا ما حدث يوم أمس الأول، إذا لم يمضِ على مغادرة الوزير الإيراني ساعات، حتى أسقطت الطائرات الأميركية إنزالاً عسكرياً فوق بيروت مؤلفاً من عتاد حربي لصالح الجيش اللُّبناني عبارة عن صواريخ ذكية متطورة دقيقة موجهة بالليزر. وبحسب بيان السّفارة الأميركية، تتجاوز قيمة الحمولة ١٦ مليون دولار.

غير صحيح أن السفيرة إليزابيث ريتشارد اتخذت من كلام الصحف حول إقتراحات المساعدات العسكرية الإيرانية دليلاً حسّياً على إحتمالِ حصوله، ثم ذهبت تراسل إدارتها في واشنطن وعلى وجه السرعة تبلغها بفحوى الكلام مستوضحة رأيها في "تسريع آلية المساعدات" وتأمين "طلبية عاجلة" إلى الجيش عبارة عن "صواريخ ذكية" لقطع الطريق على السّلاح الإيراني!

طبعاً لا تريد السّفارة إظهار نفسها بأنها ترد على المعلومات حول إقتراحات الدعم السخية التي يحملها الوزير الايراني، عسكرياً واقتصادياً، والتي أغرق بها الاعلام على مدى يومين، ولا الرد على مضمون دعوة السيد حسن نصرالله للدولة أن تسمح بجلب السّلاح من إيران "حتى لو ذهب شخصياً"، ولا هي محرجة وتندفع لقاء إخفاء حرجها إلى زيادة تسليح الجيش.. لا! حفنة الدعم الأميركية الجديدة المخصصة لطائرات "إيه-٢٩ سوبر توكانو" الهجومية، أتت في معرض الهبات التي تقدمها واشنطن دورياً للجيش!

وعلى نفسِ الوزن، لا يمكنُ فصل «المكرُمة الملكية السعودية» التي حملها المستشار نزار العلولا وأذاعها السفير وليد بخاري، عن جملة العروض الإيرانية المقدمة إلى لبنان ونية الرد عليها، وهي طبعاً ليست بعيدة عن "نموذج النكاية الأميركية" المعتمد.

الفرق بين "النكاية الاميركية" و "النكاية السعودية" أن الاولى قدّمت السّلاح، بينما الثانية اكتفت برفع حظر السفر عن السعوديين حتى لا يظهر أن الموفد الملكي لا يحمل بيده شيء أو أي جديد ليقدمه كبديل عن "المكارم الايرانية"، حتى ولو كان إقتراح بفك الحجز عن هبة الثلاثة مليارات السعودية لشراء السّلاح من فرنسا والتي جمدت بقرار أميركي!

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة