ليبانون ديبايت - عبدالله قمح
الخروج الإعلامي للمرشّحة المفترضة لـ«تيّار المستقبل» عن المقعد السنّي في طرابلس، النائب المطعون بولايتها ديما جمالي يوم أمس على الشاشة الزرقاء، لم يشفِ لا غليلها ولا غليل تيّارها السياسي، بحيث تبين أنّ الظهور بالشكل الذي جرى إخراجه، كان لزوم ما لا يلزم وكشف المزيد من العورات.
لم يعد سرّاً أنّ «المستقبل» أنتفض بأمّه وأبوه نصرةً لـ«جمالي» في استعادة مقعدها النيابي «المسلوب» في أدبيّات التيّار، كذلك لم يعد سرّاً أنّ دائرة الاعتراض على إعادة ترشيح جمالي تتسع داخل التيّار نفسه على نحوٍ بات يُهدّد فرص استرجاع نيابتها، بل بات يؤسس لشروخٍ لا تحمد عقباها مستقبلاً. من هنا جاء الاستنجاد بتعويذات أحمد الحريري!
ثمّة تهديد آخر للتيّار الأزرق لا يقلّ جديّة عن موضوع التجاذبات الداخليّة، يعود إلى غياب الحماسة لدى المرجعيّات الطرابلسيّة، التي وإلى اليوم لم تتعاطَ مع موضوع الانتخابات الفرعيّة كما يجب.
أكثر ما ينقّز المستقبل هو برودة النائب نجيب ميقاتي في التعاطي مع الشأن، فإلى اليوم، لم يصدر عن «شيخ العزم» ما له أنّ يريح «المستقبل» من محنته، لا بل أنّ ميقاتي يتناول الموضوع ببرودة تامّة ما يزيد حالة الارباك في صفوف «الحريريّن».
يسرّب أنّه وفي آخر اجتماع عُقد بينه وبين رئيس الحكومة سعد الحريري، لم يقدّم ميقاتي أي علامة تمكّن الحريري من الاعتماد عليها في رسم خريطة تحالفاته، بل أنّ ما جرى تناوله زادَ من خشية الحريري، الذي لم يأخذ إلّا بيعة واحدة من الوزير السابق محمد الصفدي!
ويتردّد نقلاً عن أوساط متابعة، أنّ ميقاتي يرمي من وراء دعمه للحريري في المعركة القادمة لأن يأخذ إمتيازات سياسيّة إضافيّة على صعيد طرابلس وعلاقته مع الحريري، وإن تقديمه الدعم الآن له اثمانه المنفصلة عن الأثمان التي أخذها ميقاتي سابقاً، ما يعني أنّ تعامله مع قضيّة الانتخابات الفرعيّة منفصل عن القضايا الاخرى.
وتبعاً لذلك، يراوح الحريري مكانه، لكن الوقت لا يسعفه حيث أنّ التحضيرات على الطرف المقابل لا يُمكن تجاهلها، ومن وجهة نظر متابعين للتفاصيل الشماليّة، يبدو الحريري «الحلقة الأضعف» في المعركة رغم أنها ستجري على قاعدة القانون الأكثري.
في المقابل، الجبهة الاخرى لا تعيش على ثبات رغم انتزعها من الحريري هامش الافضليّة، فلا يبدو أنّها تعيش على نفس مستوى الضغط الذي يرزح تحته «تيّار المستقبل».
في المعلومات، أنّ «جبهة 8 آذار» لم تنهِ تقديراتها بعد بخصوص المعركة التي يغلب عليها الطابع السُني، لكن لديها تصوّر أوّلي يفيد أنّ المواجهة قد لا تصل إلى مستوى المعركة في ظل غياب حماسة الشارع الطرابلسي. وفي قراءة هذا الجانب، يعود الأمر إلى عدّة أسباب بينها عدم وضوح هويّة المرشحين، إلى جانب تسريب أنباء عن أنّ المرشحين لن يكونوا من الشخصيّات الوازنة التي لها القدرة على استقطاب الشارع.
فعلى جبهة 8 آذار، هناك أكثر من معلومة تتحدّث عن احتمال كبير لعزوف الفائز بالطعن النيابي، المرشّح السابق عن جمعيّة المشاريع، طه ناجي. وفي الأسباب التي يجري تناولها، أنّ ظروف المواجهة الحاليّة مختلفة عن ظروف المواجهة الماضية، لناحية القانون وطبيعته.
ثمّة من يشير إلى نصيحة أسديت إلى ناجي بالنأي بنفسه عن المواجهة، والتبرير يعود إلى اعتبار ناجي أنه «مرشّح فائز في الانتخابات مع وقف التنفيذ». وفي ظل احتكام المعركة الحاليّة إلى القانون الاكثري وغياب المعلومات الواضحة عن شكل ومزاج الناخبين، قد لا يجد ناجي ظروفاً مناسبة للفوز كما حصل في المرّة الماضية، لذا من الأفضل بقائه مرشّحاً فائزاً وينكب على تحضير إنتخابات 2022!
وفي حال صدقت المعلومات، من سيكون بديل 8 آذار لخوض المعركة؟
أكثر من علامة تدلّ إلى إحتمال أنّ يقع خيار الفريق السُنّي المعارض على شخصيّة لها ثقل وتتمتّع بعضويّة الفريق، ونسبة إلى أنّ الزعامات السُنّية المحسوبة على هذا الفريق باتت في حكم الممثّلة نيابيّاً، يصبح اللجوء إلى الدائرة الصغرى عاملاً يفرض نفسه.
تتحدّث معلومات عن طرح رئيس التيّار العربي، شاكر البرجاوي، نفسه مرشّحاً عن هذا الفريق، علماً أنّ البرجاوي نفوسه وجذوره «بيروتيّه». وفي المعلومات الخاصة، أنّ الموضوع سيجري طرحه بشكل رسمي ومباشر على فعاليّات الفريق السُنّي المعارض في طرابلس.
وتشير معلومات خاصة لـ«ليبانون ديبايت» أنّ البرجاوي ينطلق من دائرة مهمة في طرابلس نسبة إلى أنّ والدته طرابلسيّة ومن عائلة تقليديّة كبيرة، فضلاً عن ذلك، تتحدّث أوساطه عن اتفاق مبدئي تمّ بينه وبين رئيس الحزب العربي الديمقراطي، رفعت عيد، قضى بقبول الأخير تجيير أصوات «البلوك العلوي» المقدّرة بأكثر من 6000 صوت، معنى ذلك أنّ «أبو بكر» ينطلق من حوالي 10.000 صوت. بهذا المعنى يرى نفسه «مؤهلّاً» لخوض المعركة.
وفي إتصالٍ أجراه «ليبانون ديبايت»، أكّد برجاوي وجود نيّة لديه بالترشّح، لكن ذلك يعود إلى مدى تأييد فريقنا السياسي له. وأشار البرجاوي إلى أنّ الموضوع «يُطرح سياسيّاً ويجري بحث كافة جوانبه، وإن القرار النهائي به يعود إلى المشاورات».
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب
Follow: Lebanon Debate News