المحلية

السبت 09 آذار 2019 - 02:00 LD

ميقاتي وطعن حزب الله

ميقاتي وطعن حزب الله

ليبانون ديبايت - عبدالله قمح

تقريباً، تشكّلت نواة معركة طرابلس الفرعيّة، الرئيسان سعد الحريري ونجيب ميقاتي قرّرا الجلوس في قاربٍ واحد -بحسب توصيف الأخير-. الوزير السّابق محمّد الصفدي حجزَ مقعداً لهُ في المركب، اللواء أشرف ريفي يمضي أو يكاد إلى السّباحة عكسَ التيّار، أمّا فريق ٨ آذار فما زالَ منكباً على التنقيبِ و «فحص» درجة حرارة المياه؛ هل نجلس على اليابسة متفرّجين و «عمرها ما تكون» أمّ «نشكُ شكّةَ رجلٍ واحد» وليكن ما يكون؟!

أساساً فريق ٨ آذار يعتبرُ نفسه فائزاً في الإنتخابات بمفعولٍ رجعي بفعل وقوفهِ خلف الطعن الذي أدّى إلى إسقاطِ ولاية ديما جمالي، ثمّ حصوله على اقرارٍ من المجلس الدستوري بتفوّق مرشّحه، طه ناجي، نسبيّاً بعدد الأصوات. ما الداعي لها ما دُمنا فائزين؟! بهذا المعنى كان التوجّه لدى جانب رئيسي منه بإتجاه النأي بالنفس عن المعركة!

إلّا أنّ تطورات الساعات الأخيرة، خاصةً كلام أمين عام تيّار «المستقبل» أحمد الحريري حول «كسر حزب الله وحلفائه في طرابلس» ودائرة التحامل والتحدّي العريضة، أوجبَت على هذا الفريق إعادة التفكير مرّة جديد، خاصة وإنّ عدّة أمور توفّرت لديه ولها أنّ تجُبره على المضي قُدماً في خيارٍ بديل ما دامَ المرشّح الفائز طه ناجي عازمٌ على عدم الإشتراك في هذه الحفلة!

لم يكن من شك في أنّ ميقاتي سيسيرُ إلى جانب الحريري في معركته. الرّجلان يتقاسمان خبز السّياسة منذُ انتهاء فصل الإنتخابات النيابيّة، يأكلان من نفس الصحن وكلٌّ منهما يسلّف الآخر موقفًا. من هنا تموضع ميقاتي قبل أنّ يُعلن ذلك رسميّاً إلى جانب مرشّحة التيّار الأزرق، ديما جمالي.. والباقي كان عبارة عن إستدراج عروض.

هذا مفهوم لطبيعة ثابتة، أنّ المواقف في السّياسة لا تُسلّف مجاناً ولكل شيءٍ ثمنه، لكن ما هو غيرَ مفهوم سكوت الرّئيس ميقاتي عن التهجّم على حزب الله والطعن والقدح والذم به من قبل أحمد الحريري في طرابلس، وهو أكثر العارفين أنّ لا «شُعب وبُقع» للحزب في عاصمةِ الشّمال، وأكثر ما يكون هو عبارة عن مجموعة مؤيّدين! على هذا النحو ما هو ثمن القبول «الميقاتي» بهذا الخطاب وكيف يُصرّف على الصعيد الداخلي؟

هناك من يسألُ عن مدى قبول ميقاتي المحسوب «وسطيّاً» لخطاب يجري إقحام حزب الله فيه من أجل نوايا استغلاليّة واضحة تُجيّر في معركة انتخابيّة من جانب حليفه المستجد على الخط الآخر، حيث باتَ من الواضح أنّ معركة المستقبل وفق أدبيّات الحريري المعلنة، تقوم على عنوان «رد الطعن» و «كسر الحزب».. فأين يتموضع ميقاتي الذي صلّح مؤخّراً علاقته بالضاحية، وهل هو موافق على مضمون المعركة تحت هذه العناوين؟

هناك عدم وضوح في الرؤية من جانبِ ميقاتي الذي ولغاية الآن ينأى بنفسه عن الخطاب الانتخابي في منطقته ما ينعكسُ سلباً على جمهوره الذي ظهر في الساعات الماضية كمن يتخبّط على نفسه.

وسائل التواصل غصّت في ظلِ غياب الموقف من أدبيّات الحريري بمحاولات خاضها نشطاء «العزم» لتبرير موقف ميقاتي من الخطاب من دون جدوى، ففاقد الشيء لا يعطيه! قابلهم موجة اعتراض واسعة قادها ناشطون من «الكرامة» و «المشاريع» هؤلاء وجدوا في كلامِ ميقاتي «طعناً في ظهر حلفاء الأمس كرمى لحيلف اليوم»، حتى أن «الرّيفيّون» المتموضعين على الجانب الآخر من البحيرة، لم يجدوا تبريراً واحداً لخطاب الحريري وسكوت ميقاتي عنه إلّا «المزايدة على موقفهم».

على الضفّة الأخرى، أعادَ كلام أحمد الحريري تنشيط دوائر 8 آذار باتجاه البحث عن مرشّح ليس من الضروري أن يكون «حصاناً رابحاً» بمعنى أنّ قراءة أوراق المعركة الحاليّة بظل تظافر جهود ميقاتي - الصفدي - الحريري على قاعدة القانون الأكثري، تحول دون إمكان حصول الخرق أو الفوز.

من هنا، ثمّة قراءة تقول بوجوب دخول فريق ٨ آذار المعركة «ولو شكليّاً» لاثبات الوجود. أكثر من ذلك، هناك من يطرحُ داخل الفريق أفكاراً تدور حول ترشيح «شخص استفزازي»، لكنَّ هذا الواقع قد ينعكس سلباً ويعطي مصداقيّة لخطاب أحمد الحريري ما قد يؤثّر على حركةِ الإقبال على الصناديق، التي يجد أكثر من متابع أنّ احتمالاتها متدنّية. من هُنا جاءت إستعانة الحريري بخطاب حزب الله!

هناك مشكلة إضافيّة تلخّصها مصادر متابعة لأجواء المعركة الفرعيّة، لا ترتبط بمشكلة سياسيّة في المدينة بل في مشكلة ماليّة، إذ أنّ من هُم اليوم على رأسِ الجبل الساخن لا يبدو أنّهم مستعدّون لرش المال، وهذا ما يفسّر إستخدام سلاح التجييش على نحوٍ واضح. وفي المعلومات، أنّ رعاة الفريق الحريري والسّيادي لم يظهروا إلى الآن أي اهتمامٍ جدّي في المعركة الفرعيّة، وهذا يسحبُ إحتمالات توفّر الدعم المادي الذي يُعد عصب المعارك الإنتخابّية.. انطلاقاً من كل ذلك يتبلور سؤال: «على ماذا يُراهن ميقاتي في كل هذا..؟».

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة