المحلية

placeholder

كرم سعيد أبو شعبان

ليبانون ديبايت
الاثنين 25 آذار 2019 - 18:52 ليبانون ديبايت
placeholder

كرم سعيد أبو شعبان

ليبانون ديبايت

ترشيح ديما جمالي بين مؤيّدٍ و معارض...

ترشيح ديما جمالي بين مؤيّدٍ و معارض...

"ليبانون ديبايت" - كاملة رعد

هل طرابلس فعلاً بحاجة لمن يحاكي هواجس شعبها و يتقن التماهي في خطابه السياسي مع مزاجها ، أم أنّها بحاجة لمن يتقن انتشالها من الفقر المتزايد يومياً ؟

و هل المعيار الأساس لاختيار ممثّلٍ عنها ليشغل المقعد النيابي الخامس الذي أمسى شاغراً يكمن في حنكته الخطابية أم في أدائه عملياً على الأرض ؟

منذ تسلّمت الدكتورة ديما جمالي مهامها كنائب في البرلمان اللبناني و لم تهدأ عن العمل بكلّ طاقتها ، قد يكون ما تقدّمه ليس كافياً لإعادة إيقاف طرابلس على رجليها من جديد و خصوصاً من الناحية الإقتصادية إِلَّا أنّه على الأقل يساهم في ترميم ما هشّمته تراكمات الإهمال على مرّ السنين ، و نسبةً إلى كمّ الإندفاع و التّفاني الواضحان على عملها المتواصل يستطيع المرء أن يستنتج بأنّها ستنجح ولو بعد حين في نشل مدينتها الأم طرابلس من مستنقع الفقر و الحرمان.

البعض يعتبر بأنّها فُرضت على طرابلس لناحية تمثيلها هذه المدينة و يفضّلون استبدالها بمن هو أكثر قدرة منها على المناورة السياسية و أكثر فصاحة في تصويب خطابه السياسي باتجاه الخصوم ، و يصفون خبرتها الساسية بالضئيلة و المعدومة ، و لكن رغم كل الإنتقادات التي طالتها إلا إنها فرضت وجودها على الساحة الطرابلسية و استطاعت بمهلة قصيرة لا تتعدى التسعة شهور أن تساهم في بسط خدماتها على المجتمع الطرابلسي و جذب كمّ لا يستهان به من المناصرين ، و طبعاً من الخصوم و المناهضين .

و لكن من جهةٍ أخرى برزت بعض الإنتقادات الغير مقتنعة بديمة جمالي واصفةً ترشيحها بالغير موفَّق بحجّة أنّها لا تمتلك الحنكة و الخبرة السياسية ، غير أنّ هذه الحجة غير موفّقة ، إذ لو كان معيارا الحنكة و الخبرة هما الأساس لنجاح المرشّح في تمثيل مدينة طرابلس و تنفيذ مطالب أهلها لنجح أصحاب هذه المواصفات في ذلك منذ زمن ، فكم من سياسيٍ مخضرمٍ مثّل طرابلس على مرّ سنوات انصرمت و لا زالت كما هي تعاني من الإهمال و الفقر ، و كم من مزايدٍ على آلام الشّعب مثّلها و لم ينجح في مداواتها، و كم من عنترياتٍ أُطلِقَت لم تتخطى كونها مجرّد فقعات هوائية لم تلبث أن تتلاشى بمجرّد الوصول إلى البرلمان.

البعض وصف إبطال نيابة ديما جمالي بمثابة صفعة وُجِّهَت للرّئيس الحريري و بالتالي فإنّ ردّة الفعل لا يجب أن تكون رضوخاً بل يجب ردّها مباشرةً ليس باستبدال ديمة جمالي بمرشّحٍ آخر بل بإعادة ترشيحها و دعمها ، فالقضية ليست بمن سيشغل المقعد السني الخامس بل بوضع حدٍّ لتلك العقبات المفتعلة و الهادفة إلى إفشال حكومة الرئيس الحريري ، فبالرّغم من كلّ العراقيل التي ساهمت في تأخير ولادة الحكومة إِلَّا أنّ الرئيس الحريري فعلها و استطاع أن يمتص كلّ الضربات بغية الشّروع في تنفيذ مؤتمر سيدر و العمل على انتشال البلد من أزمته الإقتصادية ، و ليس خفيّاً على أحد أنّ كل ما جرى و ما يجري قُبيل تشكيل الحكومة و بعدها ليس سوى مآرب سياسية هدفها إفشال مؤتمر سيدر ، بدءً بمن سموا أنفسهم النواب المستقلين مروراً بمقاطعة العديد من القوى السياسة للقمة العربية و ما تلاها من مسرحيات تحت عنوان مكافحة الفساد وصولاً لنتيجة الطعن بنيابة ديمة جمالي بُعَيد تشكيل الحكومة ، و هذا إن دلّ فإنّه يدلّ على محاولات حثيثة لفرملة إنطلاق مؤتمر سيدر و تحوير الجهود نحو معركة إنتخابية لم تكن في الحسبان .

أمّا بما يخصّ تكاتف كل من الرّئيس نحيب ميقاتي و الوزير محمد الصفدي و اللواء أشرف ريفي إلى جانب الرئيس الحريري فذلك لأنّ الخلافات السياسة في هذه المرحلة الدقيقة لن تجدي نفعاً و البلد لم يعد يحتمل دخولاً جديداً في الفراغ ، خصوصاً أنّ الجميع أصبح على يقين بأنّ موقع رئاسة الحكومة لا يجب أن يكون محطّ استخفاف و الإتحاد هو الحلّ الوحيد للحفاظ على متانته .

طبعاً لا أحد ينكر بأنّ هناك حالة إمتعاض شعبية من الوضع الإقتصادي و خصوصاً في مدينة طرابلس و لكن من الغير منصف أن نتجاهل نجاح الرئيس الحريري في الحفاظ على الوضع الأمني و تحييد لبنان عن الحروب المجاورة فهذا وحده يُشكِّل حجر أساس و دعامة لإعادة الحياة الإنمائية إلى لبنان بشكل عام ، و كما هو معلوم أنّ بلداً لا أمان فيه لا إنماءَ فيه ، و خصوصاً أنّ للسياحة دورٌ لا يستهان به من الإقتصاد اللبناني .

اليوم نحن أمام معركة إنتخابية قد تكون أحادية و قد تبرز مفاجئات غير مرتقبة في اللحظات الأخيرة و هذا غير مستبعد في بلدٍ كلبنان تتغيّر فيه المعادلات بين ليلةٍ و ضحاها ، و بعض الأوساط المقربة من الرئيس سعد الحريري تقول بأنّ الأخير قد اعتاد على الغدر و لا يستبعد حصول أمرٍ غير مرتقب لذلك فالتحضير للإنتخابات الفرعية سارٍ على قدمٍ و ساق إجتناباً لأيّ عقبة مفاجئة ، و هذا ما استدعى من الأمين العام لتيار المستقبل أن يكثّف جهوده لناحية العمل الإنتخابي و يقف إلى جانب جمالي في معركتها الإنتخابية و التي في الحقيقة هي معركة حفاظ على موقع رئاسة الحكومة الذي تكاتفت الكثير من جهود الخصوم ساعيةً لإضعافه بغية شدّ اللحاف صوبها و الإستئثار بقرارات البلد و استحكار المنافع.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة