أكد الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في كلمة له عبر الشاشة تعليقاً على زيارة وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو الأخيرة إلى لبنان، أنه "في الشكل شاهدنا وزير خارجية اقوى دولة في العالم يقرأ نصاً مكتوباً بعد لقاءاته وزيارته إلى وزارة الخارجية اللبنانية وقد ذكر إسم حزب الله 18 مرة و"ايران" 19 مرة في دقائق معدودة".
وقال:"بومبيو اتى وكأنه يريد أن يعطي بلاغ ويمشي وهو ضعف في المنطق ويبرهن عن استعلاء واستكبار".
وجزم أنه "يسعدنا ولا يخيفنا أن يذكر وزير خارجية أقوى دولة مستكبرة في العالم اسم حزب الله وأن تكون إدارة الرئيس الأميركي ترمب غاضبة من حزب الله الى هذا الحد لأن الإدارة الأميركية هي الشيطان الأكبر وهذا يعني أننا اقرب الى الله"، موضحاً أن "غضب الولايات المتحدة منا يجعلنا نطمئن ونزداد يقيناً بسلامة موقعنا وخياراتنا".
وإذ أشار إلى أنه لم يجد في نص بومبيو جملة صحيحة أو صادقة ومطابقة للواقع، كما أنه خلا من أي اشارة إلى "اسرائيل" واعتداءاتها وخروقاتها وتهديداتها، نبّه إلى أن زيارة بومبيو تأتي في سياق المعركة التي تخوضها أميركا لمصلحة اسرائيل.
وأوضح نصر الله أن بومبيو جاهل بما يجري في لبنان وما ذكره في كلمته من معطيات قدمت له من خونة، منوّها إلى أن الشعب اللبناني يحلم بسلامه الداخلي واستقراره وأن لا يكون هناك دولة فيها نهب وهدر مالي، لافتاً إلى أن من يقف عائقاً أمام تحقيق اللبنانيين أحلامهم هو "اسرائيل" ومن يدعمها.
وشدد نصر الله على أن المقاومة ومنها حزب الله هي التي دافعت عن الشعب اللبناني واستعادت الارض، وأن حزب الله جزء من قوى في لبنان يعلق عليه الآمال وهو ممثل في البرلمان، وأن الحديث عن أننا نرهب الناخبين لم يدّعه أحد في لبنان، معتبراً أن توجه بومبيو في كلمته إلى البيئة الحاضنة للمقاومة في لبنان يعبر عن حماقة وأن ذهابنا إلى سوريا كان لحماية كل الشعب اللبناني وليس أبناء منطقة بعينها.
وتوجّه نصر الله إلى بومبيو بالقول: أنتم الذين تنشرون الدمار في المنطقة والعالم يا سيد بومبيو وليس حزب الله، منوّهاً إلى أن اللبنانيين يعرفون جيداً ماذا كان سيحصل في لبنان لو سيطرت "داعش" و"جبهة النصرة" على سوريا، وأن الشعب اللبناني لمس بالمحسوس أن معادلة الجيش والشعب والمقاومة فرضت ردعاً في وجه "اسرائيل".
وأكد أن حزب الله جزء أساسي من صنع معادلة الاستقرار والسلام الداخلي والازدهار في لبنان، وأن لبنان ينعم بالأمن ببركة صواريخ المقاومة التي تمنع أميركا الجيش اللبناني من الحصول على مثلها، مبيّناً أننا في حزب الله أشد الناس حرصاً على الاستقرار والسلام الداخلي والازدهار في لبنان وايران معنا في هذا الأمر، متسائلاً: هل عندما تقوم ايران بعرض تزويد لبنان بالكهرباء والمساعدات تريد ضرب الازدهار اللبناني؟ وهل عندما نطالب بمكافحة الفساد نشارك في ضرب الاستقرار الداخلي؟
وقال إن تحريض بومبيو اللبنانيين على بعضهم البعض يكشف السبب الحقيقي لزيارته فالمطلوب أن نخوض كلبنانيين بدماء بعضنا البعض لكي يرضى عنا بومبيو والسيد ترامب، مضيفاً أن الأميركيين منزعجون لأن لبنان يعيش الاستقرار في حين أنهم شاركوا في تدمير دولنا، مضيفاً أن أكبر مجرم وإرهابي ومهدد للدول والشعوب في العالم أتى ليتحدث ويحرض على حزب الله.
وحذّر نصر الله من أن العين الأميركية على اثارة فتنة وحرب اهلية في لبنان لمصلحة "الاسرائيلي"، ورأى أنه لولا وجود حزب الله لما اعترف بومبيو بلبنان ولا اتى لزيارته، وأن مشكلة بومبيو وأميركا مع إيران وحزب الله أننا عقبة في وجه صفقة القرن وتصفية القضية الفلسطينية..
وأشاد نصر الله بوقوف إيران إلى جانب الشعب الفلسطيني في المحافل الدولية والموقف الميداني والثقافي والتسليح في حين أميركا تعمل على خنق وتجويع هذا الشعب، مبيّناً أن إيران والحاج قاسم سليماني لهما فضل كبير في مساعدتنا على حماية الشعب اللبناني حين قاتلنا "داعش"، وأننا بالاسلحة الإيرانية قاتلنا الجماعات الارهابية التي اوجدها الأميركيون وحررنا ارضنا من "اسرائيل".
ولفت نصر الله إلى أن بومبيو كذب حين تحدث عن استعداد الولايات المتحدة للمساعدة في عودة النازحين السوريين، مشيراً إلى أن السوريين في مخيم الركبان يريدون العودة إلى قراهم والدولة والسورية وافقت على ذلك لكن الأميركيين يعرقلون ذلك.
وكشف عن أنه حسبما نُقل لنا فإن بومبيو قال ان اسرائيل لن تشن حرباً على لبنان، مشدداً على أن الذي يمنع ذلك فعلاً قوة الردع عند المقاومة، فالأميركيون جاهزون لتغطية أي شيء تقوم به إسرائيل اذا كان لمصلحتهم.
وتوجّه نصر الله بالشكر للرئيسين عون وبري ووزير الخارجية جبران باسيل عما قالوه لممثل الشيطان الأكبر، معتبراً أن موقف باسيل مهم جداً حيث قاله مباشرة على الإعلام في وجه بومبيو بشكل يتماهى مع موقف الرئيسين عون وبري.
كما توجّه بالشكر إلى القوى التي لا نتوقع أن تدعمنا لا في العلن ولا في السر لكن عندما لا تتجاوب مع التحريض وتقدم المصلحة الوطنية على التحريض الأميركي فنشكرهم على مواقفهم، مؤكداً أن من يمنع اسرائيل من شن حرب على لبنان وحدة الموقف اللبناني والمعادلة الذهبية.
ودعا اللبنانيين للحفاظ على السلم الاهلي والتعاون لبناء دولة مقتدرة والاستفادة من مواردها، مضيفاً إننا أشد اقتناعاً بمسارنا واشد التزاماً باستقرار لبنان والتعاون والوحدة الوطنية وتجاوز الخلافات.
ونبّه نصر الله إلى أن قلب أميركا لا يخفق لأحد من اللبنانيين ولا يعنيها أحد منهم وما يعنيها هو اسرائيل فقط لأنها جزء من الهيمنة الأميركية، قائلاً: إذا اراد الأميركي استكمال موضوع العقوبات فليكمل طالما لا يمس لبنان ونحن نتحمل التبعات.
وتعليقاً على قرار ترمب ضم الجولان السوري المحتل الى اسرائيل، أكد أن "الإعتراف الرسمي الأميركي بالسيادة الإسرائيلية على الجولان المحتل هو حدث مهم جداً ومفصلي في تاريخ الصراع العربي - الإسرائيلي وفي المخاطر التي تتهدد حقوقنا".
واعتبر أن "الاعلان الاميركي يدلّ على استهتار ترمب وإدارته بالعالم العربي والاسلامي وبالمؤسسات الدولية لمصلحة إسرائيل".
نصرالله رأى، أنّ "ترمب بخطوته هذه وجّه اليوم ضربة قاضية لما يسمى عملية السلام في المنطقة"، معتبراً أن "صمت العالم العربي على مصادرة الرئيس الأميركي للقدس جعله يتجرأ على موقفه بشأن الجولان المحتل".
الأمين العام لحزب الله الذي لم يستبعد أن يعترف ترمب بالسيادة "الاسرائيلية" على الضفة الغربية بعد قراره بشأن الجولان المحتل. أكّد أن "الخيار الوحيد أمام السوريين واللبنانيين والفلسطينيين لاستعادة أرضهم وحقوقهم هو المقاومة".
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News