المحلية

الاثنين 08 نيسان 2019 - 15:49 LD

لبنان على خطى الممانعة: إلى جانب نتنياهو والأسد

لبنان على خطى الممانعة: إلى جانب نتنياهو والأسد

"ليبانون ديبايت" - قاسم يوسف

يلهث الجميع نحو استرضاء بنيامين نتياهو. صارت الصحف تُخاطبه بأدبيات الدلع: "بيبي". وصار النظام السوري، بالتكافل والتضامن مع روسيا، مُتخصصًا في تيمشّط القبور بحثًا عن رفات الاسرائيليين ورميم عظامهم. أما ترامب فقد ذهب معه إلى حد الترف أو الجنون: لك الجولان بعد القدس، ولك أن تأخذ حتى ترضى.

آبى جبران باسيل أن يكون خارج إطار اللياقة والواجب، فسارع بدوره إلى تقديم أوراق اعتماده. وعلى سجية من سبقوه في نبش الماضي وتقريشه، نبش العميل فايز كرم بعد طول غياب. ثم زرعه إلى يمينه وهو يتجول على مقربة من الحدود مع سوريا المفيدة. في واحدة من أفظع وأبلغ الرسائل المباشرة إلى نظيره مايك بومبيو، وعبره إلى صنّاع مُستقبله السياسي ومُستقبل المنطقة: ترامب – بوتين - نتنياهو.

بعد هدية الجولان ورفات الجندي القتيل، تنفس النظام السوري الصعداء، ثم راح يصرف انتصاره في شوارع بيروت. يسرح فيها ويمرح. في مشهدية نافرة ومُستفزة ومُقلقة. وكأنه ينتقم من تلك المدينة التي طالما صفعته وأذلته وهزمته، حتى في أوج حضوره وقوته وبطشه.

ما يبعث على القلق في هذين المشهدين هو الغياب المريب لأصوات السياديين ومعهم أولئك الذين يحتكرون المقاومة. وهم إذ يبتلعون ألسنتهم جميعًا ويُحجمون عن المجاهرة بكلام الحق الوطني أمام هذا المزيج الرهيب من الاستفزاز وقلة الحياء، يُعللون انبطاحهم بالمصلحة الوطنية التي تحوّلت إلى شماعة يُعلقون عليها هزيمتهم أو ارتباطهم وقلة حيلتهم.

لم ينبس حزب الله ببنت شفة إزاء استحضار مدروس وممنهج لعميل اسرائيلي من طراز النخبة في جولة جبران باسيل الزغرتاوية، بل استعاض عن ذلك ببيان بديع يُثمن الصورة الانسانية التي قدمها الإيرانيون في مواجهة السيول الجارفة، وهي صورة عابقة بالصبر والثبات والتعاون بين الدولة ومواطنيها على حد تعبيره. فيما تغاضت وزيرة الداخلية، ومعها رئيس الحكومة وكل فريقه السياسي، عن استفزاز موصوف لأزلام الأسد في شوارع بيروت، وهو استفزاز يلامس في خطورته وفي مضامينه الأمنية والسياسية عصبًا شديد الدقة والحساسية، وقد استعاضت عن واجباتها بالهروب إلى ممارسة رياضة الركض في ماراثون أمني، تمامًا كما لو أنها تعيش في ولاية ألاسكا.

بدا لبنان أمس وكأنه ينزلق برمته نحو صورة لا تشبهه ولا تنسجم مع دوره وتاريخه ولا مع حاضره ومستقبله، وهي صورة تعكس جانبًا أساسيًا من مفاعيل الاستسلام الكامل مقابل الحصول على فُتات لا يدوم، فيما تُرمى كل الشعارات والعناوين الكبرى على قارعة التسويات وتقاطع المصالح وسياسة الأمم، وتتحول المبادئ والقيم ضربًا من الحماقة ومن السذاجة، فيصير العميل حاجة رئاسية تتصدر المشهد الوطني بلا منازع أو ممانع، وتصير صور الأسد في الأشرفية علامة فارقة تدل على تُميّز الحالة اللبنانية في تعدديتها وفي تنوعها، وهي لا تستحق بالتالي أي إجراءات عملية أو حتى استنكارات لفظية.

هذا أول الغيث. ومن يزرع الريح سيحصد حتمًا العاصفة.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة