ليبانون ديبايت - فادي عيد
ما فعله البطريرك بشارة الراعي بجمع القادة الموارنة الأربعة، كان ليرفضه البطريرك الراحل نصرالله صفير، ورفضه طيلة فترة ولايته، فهو كان يعتقد، وعن قناعة، أن القادة الموارنة لا يمكن أن يرثوا زعامة أو أن يورّثوها، بل ستدخل الصراعات عليها حتماً، ولأسباب ترتبط بالطموح الشخصي والجموح الذي بلغ في بعض الأحيان حدّ الجنون إلى السلطة.
وما أكثر الدلائل، تصالح الرئيس ميشال عون والدكتور سمير جعجع في أكبر مصالحة في تاريخ المسيحيين الحديث، لينكل جبران باسيل بتوقيعه على كامل صفحات الإتفاق على توزيع السلطة، وينتهي الوضع بين "القوات اللبنانية" و"التيار الوطني الحر" إلى ما هو عليه.
وتصالح الوزير السابق سليمان فرنجية والدكتور جعجع، ولم تدخل في خلفية المصالحة تلك الدوافع السياسية نتيجة التباعد بين الخطين وبعديهما الإقليميين، وتصالح النائب سامي الجميل وجعجع وبقيت العلاقة في مدّ وجزر.
صراعات الأقوياء لن تنتهي ولن تصل إلى نتيجة، وهذا ما كان يدركه تماماً البطريرك صفير ويرفض التورّط فيه، وهو العالم أن قوة المسيحيين في وحدتهم، وما وصول العماد عون إلى الرئاسة إلا دليل على ذلك، وما إخفاقات باسيل في التسليم بحق الشراكة إلا الدليل الأسطع على الإنهيار الحالي وما يعيشه العهد اليوم.
واليوم وبعد رحيله، نستذكر هذه المحطات لنخلص إلى أن لا أمل إلا بالإتحاد، لأن الوحدة وراء قائد مرفوضة بالمبدأ، وفاشلة في التطبيق في الغد كما الأمس!
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News