المحلية

الجمعة 24 أيار 2019 - 14:56 LD

٢٥ أيار بسطة في سوق الأحد

٢٥ أيار بسطة في سوق الأحد

ليبانون ديبايت - روني ألفا

٢٥ أيار. تكاد تُباع الذكرى بالمزاد العلني. كثر من تفهاء السياسة يعرضونها على بُسط في سوق الأحد وفِي أكشاك من خشب التصاريح المسقوفة بِخِيم إترنيت. كثر أيضاً يمهرونها بختم " غير مطابق للمواصفات". المزايدون كُثُر. الشهداء فقط يفوزون في المزاد. هم دفعوا السعر الأعلى. دماؤهم نقداً وذكراهم بالتقسيط المريح.

أما الألعاب النارية في الإعلام وأبطال تويتر السيادة فأشبه ببنات فكر المتنبي: من مديح سيف الدولة إلى هجاء كافور بأسرع من طرفة عين. سأدخل في الخامس والعشرين من أيار كوخاً بعيداً منصوباً على تخوم تلال الغُربَة. كوخٌ مصنوعٌ من دموع الأمهات. سأدخلُ رجاءه وأُصَلّي. سأعتذرُ بشَديد اللهجةِ من السنة الطقسية. صلاتي ستكونُ بلغة التنهّد. سأرسمُ في خاطري غرفةً سماوية فيها عشرات آلاف الصور من الشهداء.

بنادق "تَقَرأَنَ" جهادُها. بسماتٌ تسخر من إسدال الستائر. سهولٌ من الحرية على كل الجدران. حياةٌ تدبكُ للحرية وموت يولولُ للهزيمة. هذه غرفتي وسطَ وطنٍ فيه زواحف كثيرة وأسواق أحد كل يوم في الأسبوع. كل ٢٥ أيار أسلطِنُ على فكرة واحدة: التحافُ الكلمات بمزايا جديدة. مخرزٌ يُفقَئُ وعينٌ تَثقُب. قليلٌ من السماء يهطلُ على مظالم الأرض ومطامرها. انتصار الشهادة أبرز دليل أن الله يحبُّنا.

في ٢٥ أيار، سأُسدِلُ ناموسيّةً على نوم الشهداء. تحميهم من بعوض السياسة. من عقصة غدر. دماء الشهداء نبيذ الوَطَن. جلجلة محسوبة على القيامة في اليوم الثالث. أجسادُ الشهداء كعكة حلوى سماوية. وسط عجقةِ أراكيل الموازنة العامة تأخذ الأضرِحةُ الخاصة نَفَساً إلهياً. لا رسوم على الأضرِحة. لا ضرائب على الجثامين. لم تَطلها الموازنة ولا قطع الحساب ولا قطع الأرزاق.

يا أمهات ٢٥ أيار. إليكُنَّ أهدي الذكرى. وحدكنَّ لا تُتقِنَّ كار الفينيقيين. وحده أرجوانكُنَّ بلون دماء الشهداء. لم تنقلنَهُ عبر البحار لتجار الأوطان. لم تعرضنَهُ بالعملة الصعبة. أحييكنَّ من كوخٍ على تخوم تلال الغربة. غربَةٌ جميلة تستحقُّ أن تُستَقَلّ. أن تشعرَ أنك مستفرَدٌ دون أن تأبه.

يكفيك أنك وقعّت معاهدة تفاهم مع الله. حاملات طائرات تواجه سورة فاتحة واحدة. الفاتحة أقوى. الفاتحة حاملة ثائرات. ثائرات من طراز أمهات. هنّ يحمِلنَ صكّ ملكية العيد. أما مستأجِرو المواقف بحسب إتجاه حاملات الطائرات فلا فاتحة لهم ولا خاتمة. أضرِحتهم تنام على أرق وتصحو على قلق. ٢٥ أيار. وطنٌ تختّمَ بالعقيق وتوضّأ بالحرية.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة