تباع الآلة السرية "إنيغما"، التي استخدمها النازيون في الحرب العالمية الثانية في المزاد بآلاف الدولارات، وكانت الآلة أداة لنقل الشفرات والرسائل الغامضة بين أفراد الجيش النازي وتعتبر الأكثر تطورا في ذلك الوقت وبداية لصناعة الحواسب كما نراها اليوم.
أخطأ شخص قبل بضع سنوات وحسب آلة "إنيغما" الألمانية مجرد آلة كاتبة من عصر الحرب العالمية الثانية وقام ببيعها في سوق للسلع الرخيصة والمستعملة مقابل أجر زهيد، لكن لحسن الحظ، تم اكتشافها في نهاية المطاف وتم بيعها مقابل أموال كبيرة في مزاد بسبب قيمتها التاريخية، بحسب "تيكرانتش".
Get hands on at the museum with a real working Enigma machine visiting us from @bletchleypark! Visit on 8th and 9th June to find out about the secret history of the Second World War codebreakers https://t.co/Pvt8XNbM8x #dday75 #dday #dday75portsmouth #ww2 #codebreakers pic.twitter.com/gFLdUefSsL
— The D-Day Story (@TheDDayStory) June 5, 2019
والآلة المعلنة في المزاد يوم 30 أيار من نوع "إم — 3 إنيغما" تبدو جديدة، لكن تحتاج إلى بطارية ومصباح واحد من أصل 26 وتعرض بسعر قدره 200 ألف دولار في مزادات "Nate D. Sanders"، وقد تم بيع الآلة من قبل بـ20 ألف دولار ويبدو أن قيمتها تزداد عبر الزمن.
وجهاز "إنيغما" هو جهاز إنشاء كودات ابتكره المهندس الكهربائي الألماني، آرثر شيربيوس، وتعتبر الآلة نواة لأول حاسوب من نوعه في العالم، إذ كان يحسب بسرعة هائلة الخيارات التي يجب استبعادها من قائمة الاحتمالات. وتعني "إنيغما" بترجمتها من الإنجليزية اللغز، أو شيئ غامض. ومظهرها يشبه آلة الطابعة القديمة، لكنها زودت بلوحة "مفاتيح ضوئية" فوق لوحة المفاتيح التقليدية بالإضافة إلى لوحة مآخذ يقوم بتغيير مشغل الآلة فتجبر العدو أن يبتكر آلة أخرى لخرق الشفرات، واستطاع النازيون التخاطب فيما بينهم بشرط أن يمتلكوا نفس الآلة فالأحرف الموجودة في الرسائل المبعوثة غير حقيقية والآلة تساعد على كشف الأحرف الحقيقية، فمثلا حينما تطبع حرف "ج" الوهمي تضيء المفاتيح حرف "ز" الصحيح، فالأبجدية المشفرة لم تكن مفهومة إلا لمالك هذه الآلة.
وتم إنشاء مئات نماذج للإنيغما واستخدمها الجيش النازي في أواخر العشرينات القرن الماضي، وأنتجت الآلة 103 سكستليون احتمال زوج لستة أحرف فقط وهذا يخلق العديد من النصوص المختلفة الممكنة غير قابلة للكسر.
وفي البداية اخترع المهندس هذه الآلة لحفظ سرية بيانات البنوك والشركات المالية في المراسلات، لكن قرر هتلر استخدامها للجيش النازي.
ولماوجهة الجيش النازي ومعرفة تحركاتهم ومخططاتهم تم تأسيس فريق في المدينة الإنجليزية بليتشلي بارك، عمل على اختراق أشهر شفرة في التاريخ الحديث لآلة "إنيغما"، وكان آلن تورينغ عالم الرياضيات الإنجليزي هو من ابتكر جهازا الذي اخترق شفرة "إنيغما" ويقال أن ذلك قصر الحرب العالمية الثانية لمدة عامين وسمى جهازه "فيكتوري" أي النصر.