المحلية

الخميس 29 آب 2019 - 02:00 LD

حزب الله لرئيس الجمهورية: شكرًا جنرال

حزب الله لرئيس الجمهورية: شكرًا جنرال

"ليبانون ديبايت" - علاء الخوري

في الحروب، نادرة هي اللحظات التي تسبق فيها الدبلوماسية الميدان.. وغالبًا ما تكون الكلمة الفصل للبندقية التي تتقدَّم على حساب "المنابر" ومعها يصبح كلّ موقف أو نصيحة من دون أي قيمة معنوية وحتى مادية.

في الحالة التي مرَّت على لبنان قبل ايام، استبقت الدبلوماسية الميدان، وخرجت الدولة بصوتٍ واحدٍ كي تقول لاسرائيل "انت العدو ومن حقنا جميعًا محاربتك".

لم يستعِن "ميشال عون" بقاموس اسلافه حتى يعطي موقفه الواضح بوجه "حرب اسرائيل المُسيّرة" بل عاد الرجل بالزمن الى الوراء حين كان يُطلِق من "قصر الشعب" مواقفه بالبزّة العسكرية، غير آبهٍ لأي ردّ فعل يعتبره مَسَّاً بالسيادة الوطنية وفق منطقه العسكري.

وابعد من ذلك، دفع موقف الرئيس عون المتقدِّم برئيس الحكومة سعد الحريري، الى مجاراته لناحية التشديد على أنّ حزب الله مكوِّن لبناني وأنّ اللبنانيين موحَّدين ضدّ العدو، وهي نقطة جوهرية بالنسبة الى الحزب الذي قطف أوّل ثمار ما زرعه في بعبدا.

كيف لا والحريري غرَّد برأي "حارة حريك" خارج السرب الخليجي في موقفه، ويكفي ايضًا انه "أغاظ" معراب ليؤكِّد رئيس الحكومة اليوم، أنه يستعيد "بعضًا" من والده يوم كانت قريطم والضاحية قلبًا واحدًا، وهذا الامر تعوِّل عليه الضاحية الجنوبية بل تقرأه بتمعن كي يُبنى عليه.

منذ أن خرج رئيس الجمهورية قبل سنتين بتصريحٍ لـ"التلفزيون المصري" يؤكِّد فيه اهمية حزب الله كقوةٍ مقارنة مع الجيش اللبناني، تتعقب مراكز الرصد الغربية تصريحات "العماد" وترجمتها في أي لحظة يمكن أن يستعين بها حزب الله، جاء اعتداء الضاحية ليُكرِّس الرئيس عون كلامه، الذي كان استبقه قبل ايام بموقف متقدِّم حول الاستراتيجية الدفاعية أثار فيه بلبلة استوجبت توضيحًا من مكتب قصر بعبدا الاعلامي. كلّ ذلك وحزب الله ينظر الى عون كقائد اساسي في الحزب وبمهمات استثنائية.

في البُعد السياسي لمقام رئاسة الجمهورية بالنسبة الى حزب الله، فإنّ معايير دعم أي مرشح واضحة وبسيطة وهي تتعلق باستراتيجيته الوطنية لاحتضان الحزب كمدافعٍ عن لبنان بوجه العدوَّين "الحاليَّيْن": اسرائيل والتكفيريين، وهذه الاستراتيجية يتم تطبيقها اليوم.

الشق العسكري يتبنّاه الحزب، أما ذاك السياسي، فمنوط برئيس الجمهورية القادر برأيه على حسم أي خلاف يندرج في اطار الطعن بالحزب، بل أنّ الرئيس عون يحاول اليوم "استمالة" الحريري والتحضير لما هو قادم خلف الحدود.. هناك حيث يتم التحضير لكسر الجليد بين الولايات المتحدة وايران، ولبنان من ضمن هذا "الجليد".

مصادرٌ في حزب الله، تؤكّد، أنّ الحزب وجَّهَ أوّل ضربة لاسرائيل تمثّلت سياسيًّا وكان قائدها رئيس الجمهورية حين قال للمجتمع الدولي أنّ الدولة تتقدم على حزب الله بالرد على العدو وما يصيب الحزب يصيبنا وكلنا نقاتل دفاعًا عن سيادتنا، مشيرةً، الى أنّ "عون فَضَّل الإمساك بهذا الملف منفردًا كي لا يدخل في "بازار" المزايدات الداخلية، وهو كرّس الشرعية للحزب كـ"مكوِّن لبناني" يحق له الدفاع عن الأرض الى جانب الجيش اللبناني.

وتعطي المصادر معركة فجر الجرود، مثالًا على ذلك حين كان حزب الله الى جانب الجيش اللبناني على أرض الميدان وكان التنسيق في اعلى مستوياته، ما أثمر انهاء المعركة بأقلّ الخسائر وبسرعة قياسيّة شكَّلت محل اهتمامٍ دولي.

في الضاحية تختم المصادر، "كان الرئيس أميل لحود بعد العام 2006 رئيس المقاومة والتحرير، أما اليوم فكثيرة هي الألقاب التي يطلقها جمهور حزب الله على الرئيس ميشال عون الأخ الصديق والحليف الذي يخاصم بشرف ويحالف بشرف".

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة