المحلية

الأربعاء 04 أيلول 2019 - 04:00 LD

زمن الفرار من "الجنّة البرتقاليّة".. باسيل يملك العلاج!

زمن الفرار من "الجنّة البرتقاليّة".. باسيل يملك العلاج!

"ليبانون ديبايت" - عبدالله قمح

يجهد وزير الخارجية جبران باسيل في محاولة نزع الاتهامات الطائفية عن تيّاره والتي ترتفع وتيرتها كلما زادت نِسب الخارجين من "الجنّة البرتقالية" من أتباع المذاهب غير المسيحية.

ما زالَ خبر طرد نحو 700 مُسلم شيعي من المُنتسبين الجُدد الى التيار الوطني الحر في محافظة بعلبك - الهرمل، عالقٌ في نفوسِ البعض رغم محاولات "القيادة البرتقالية" تجميل الحادثة والتخفيف من وطأتِها وتقديم وجهة نظر مختلفة تذهب صوب تبرير الأسباب بالركون إلى مواضيع "تنظيميّة وولائيّة"، لكنّ وقعها الصّامد في نفوس من تعرّضوا لها ما زالَ يشير إلى وجود نوايا لـ "تطهير النسل البرتقالي".

المصروفون من "التيّار"، ما زالوا يتحدّثون عن عدم تصحيح المسار مثلما وعد رئيسه الوزير باسيل، بدليل، استئناف مراسم الفصل التي لم تتوقّف لغاية تاريخه، وما زالت التبليغات ترِد إلى المنتسبين وتدعوهم إلى ضرورة المثول أمام "لجنة" أو تقدِّم إليهم نُسخ القرارات التي جرى إتخاذها بحقهم!

وما يزيد الطين بلّة، أنّ دائرة الخارجين عن "التيّار" من اتباع المذاهب الاخرى آخذة بالاتساع أكثر، حيث أنّه وبعدما اختبرها العلويّون ثم الشيعة، تستعد اللائحة لاستقبال المُكوِّن السّني!

في هذا السياق، تشير معلومات خاصة لـ "ليبانون ديبايت"، الى أنّ هيئات "التيّار" في قرى البقاع الأوسط "المُسلِمة" تُعاني من تشظٍ واضحٍ أدى إلى نشوء حالات هجرة ونفور من الصفوف البرتقاليّة، كرَّسها منسِّق بلدة كامد اللوز، أحمد فارس، الذي تلا استقالته وما تحمله من جذور تستبطن مشاعر تتمثّل بـ"المواطنة درجة ثانية" تعم أرجاء "التيّار".

وقد علّلَ أسباب الاستقالة، بأنّ البرتقالي "ليس وطنيًّا كما يدّعي إنما هو تيارٌ طائفيٌّ لا يريد الإسلام فيه"، على حدِّ قوله.

وفي زمن "المُسيّرات"، تريد قيادة التيار الوطني الحر، تمرير رسائل واضحة تضع من خلالها حدّاً لهذه الاجواء وما يترتب عنها، لا بل تريد أن تضعها في نصابها الصحيح، المتّصل بعدم حصول المنتسب "المنشقّ" على خدمات لقاء انضمامه.. فخرَج أو أُخرِج!

لا تخفي أوساط قيادية برتقاليّة، وجود "حملات انتساب" تتعرَّض لها من جرّاء "هجرة المواطنين" من أحزاب مذاهبهم التي لا تقدم لهم الخدمات، وعلى العكس تماماً، يجد هؤلاء "الفارّين" في التيار الوطني الحرّ حزب العهد، أملاً في نيل مكتبسات وملاذاً لهم.

وفي اعتقاد تلك الاوساط، أنّ هذا الامر وإن كان يخدُم التيار الوطني الحر في تحدّي التمدّد خارج الكيانات الطائفية المتوقعة، لكنه يُرتِّب عليه تحدّيات بالغة، سيّما تصفية عقول هؤلاء المنتسبين وجعلهم يسعون خلف الأفكار الحزبية التصحيحيّة لا تلك الزبائنيّة، القائمة على السعي وراء مكسبٍ أو خدمةٍ أو مصلحةٍ.

من هنا، تُفسِّر "طوفان الخارجين" عن التيار. وفي اعتقادها، هؤلاء وجدوا صعوبة لناحية الاندماج في ظلّ عدم تقديم الخدمات لقاء الانتساب أو التأييد.

لكنّ الطرف المُعارض، يجد أنّ حجج "التيّار" واهية، حيث أنّ الغالبية العظمى من المنتسبين الجُدد (المسلمين تحديدًا)، ليسوا من الباحثين عن خدمات من هناك أو هناك، بل انتسبوا بعدما شعروا أنّ هذا التيار ورئيسه يمكن أن يحملوا افكارًا تغييريّة تختلف جذريًا عمّا يطبع الواقع اللبناني من مشهدٍ سياسيٍّ.

وتفاجأ هؤلاء، حين دخلوا رحاب "العالم الحرّ"، أنّه لا يختلف عن غيره كثيرًا، على اعتبار أنّ الأفكار الطائفية متأصّلة وتتفوّق على ما عداها.. لذا كان خيار قسم كبير منهم الخروج طوعًا.

وعودٌ على بدء، تُعيد أوساط "برتقاليّة" التذكير، بأنّها ليست من اتباع الاكتساب من وراء خطاب طائفي أو تصرفات طائفية ضدَّ الغير، داعية الخارجين "عن الركب" إلى اجراء مراجعة لحساباتهم والقيام بعملية تقييم من خارج المصالح التي سعوا خلفها.

إنّما هذه الأوساط، ولتأكيد حسن كلامها حول عدم حملها نماذجٍ طائفيّة، تُشير، إلى أنّ الوزير جبران باسيل، يسعى بإتجاه إدخال تدبيرٍ جديدٍ على هيكليّة التيار الوطني الحر، في الشقّ المُتّصل بالقيادة، من خلال وجود رغبةٍ لديه بتطعيم مجلس القيادة بوجوهٍ صاحبة كفاءة غير مسيحية.

وعلى ما تذكر الأوساط، أنّ باسيل يطمح خلال ولايته الجديدة التي عبَر إليها من خلال "جسر ديمقراطية التزكية"، الى تخصيص موقع على سُلّم نيابة الرئيس لـ"رفيق مسلم"، وهذه فكرة شغلت بال وسائل الاعلام قبل فترة قصيرة من الانتخابات الداخلية، أوحت بأنّ القرار قد اتخذَ فعلاً، لكنّ الحقيقة، أنّ "معاليه" ينكبّ على دراسة هذه الخطوة ولم يُبدِ رأيًا فيها بعد.

وفي تقديرها، أنّ تسريب أجواء توحي باقتراب تسمية "مسلم" في موقع نائب الرئيس، تحديدًا من الطائفة الشيعية، أُريدَ له حمل وظيفة إحراج الوزير باسيل، وإظهاره لاحقًا، أيّ بعد عدم شمول التعيينات مسلمًا، كمن لا يرغب في تبوّء مسلم لهذا الموقع، لكون من أقدمَ على التسريب يعلم أنّ ما طرح ما زال مجرّد فكرة يجري بحثها.

وفي تقدير المتابعين، أنّ باسيل يريد أن يُبيِّن أنه يرمي من وراء إحداث منصب "كبير" للمسلمين داخل التيار، ولو خلال مدة ولايته الجديدة، على أنه ضدّ فكرة "تهريب المسلمين" من حزبه، كما صوِّرَ من وراء قرارات الطرد التي استهدفت المكوِّن الرئيسي في بعلبك - الهرمل قبل أشهر، لا بل أنه ما زال عند رأيه في تحويل التيّار إلى "قوة ثالثة عابرة للطوائف".

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة