تعاني السوق اللبنانية من أزمة شحّ في الدولار لم تعد تسمح للسلطات بتجاهلها عبر التظاهر بأنها مُبالغ فيها، إذ عمدت إدارات بعض المصارف اللبنانية إلى التعميم على فروعها بعدم إيداع الدولارات في أجهزة الصراف الآلي كافة، بل الاكتفاء حصراً بإيداع السيولة فيها بالعملة اللبنانية، مجبِرة العملاء على السحب بالليرة حتّى في حال كان حسابهم المصرفي بالدولار، علماً أن عمليات السحب النقدي الفردية للعملاء من داخل البنك، ما زالت ممكنة بالدولار لكن بمبالغ محدودة جدّاً.
وتزامن هذا التعميم مع معلومات كثيرة تقاطعت في الساعات الماضية عند التأكيد أن انقطاع العملة الخضراء في السوق اللبناني، يعود إلى محاولات لتهريبه من لبنان إلى سوريا عبر شبكة منظّمة مؤلفة من لبنانيين وسوريين وفلسطينيين وجنسيات أخرى، مقرّبين من النظام السوري، تقوم بعمليات سحب كثيرة من الصرّاف الآلي في سبيل تحويلها إلى سوريا لمدّها بالعملة الصعبة التي تُعاني من ندرتها جرّاء العقوبات الأميركية المفروضة عليها، إمّا نقداً أو عبر شراء محروقات ومواد أوّلية وبضائع عن طريق التهريب عبر معابر غير شرعية.
وفي هذا السياق، أكد نديم القصّار مدير عام "فرنسَبنك" وهو من كبرى المصارف في لبنان، في حديثه لـ"العربية.نت" مع الصحفية جوني فخري، "وجود عمليات سحب مُريبة للدولار في الفترة الأخيرة من أجهزة الصرّاف الآلي (ATM) التابعة لمصارف عدة يقوم بها مودعون مجهولون بالنسبة للمصرف الذي يسحبون منه".
وشرح ذلك قائلاً: "منذ مدة يُقدم أشخاص مجهولون على عمليات سحب للدولار، وبكثرة عبر أجهزة الصراف الآلي (ATM) التابعة لمصارف غير مصرفهم الذي يودعون فيه أموالهم، واللافت أنهم لا يسحبون إلا الدولار، وهذا ما دفعنا كمجموعة مصارف إلى اتّخاذ قرار يمنع كل مودع من سحب دولار من مصرف لا يتعامل معه وإنما فقط العملة الوطنية الليرة اللبنانية".
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News