أكّد النائب نهاد المشنوق أنّ "بيروت مدينةٌ عصيّة على الاستسلام، مدينةٌ لا تتعب، مدينةٌ لا تيأس، يصيبها الإحباط أحياناً، لكنّها تخترع نفسها من جديد"، مشيراً الى أن "هذا ليس كلاماً عاطفياً، بل هذا هو سياق التاريخ. فهي مدينةٌ صلبةٌ، تشبه صخرةَ الروشة، جذورُها ضاربةٌ في التاريخ، ورأسُها شامخٌ في الأعالي. مرت علينا أعاصير وحروب وأعلام وألوان لكن بيروت خيمة العرب، وبيروت نجمة العرب أيضاً".
وشدّد المشنوق، خلال لقاء تكريمي لقادة صمود بيروت بدعوة من "رابطة أبناء بيروت"، على أنّ "بيروت محاصرة من زمان وليس بجديد وربما هو أطول حصار في التاريخ: منذ 37 عاماً لا تزال بيروت مُحاصرة".
واستذكر "كيف خرج منها المحتلّ الإسرائيلي في 1982، لكن بقي السلاح وبقيت الحروب الصغيرة"، مشيراً الى أن "خرج السلاح بعد اتفاق الطائف، وحاول رفيق الحريري أن يخرجها من الحصار إلى إعادة الإعمار، لكن جاء حصار الوصاية السورية وظلّت محاصرة حتى افتداها الرفيق الشهيد بدمه وعمره في 2005 وبعد خروج القوات السورية حوصرت بيروت بالاغتيالات وبعدها حوصرت بالحرب الإسرائيلية مجدّدا في 2006 ثم اغتيالات وتفجيرات ثم حاصر حزب الله السراي الحكومي في 2007 ثم نفّذ حزب الله 7 أيّار في 2008 وبعدها كان حصار سعد الحريري وإسقاط حكومته في 2011 وإلى اليوم لا تزال بيروت مُحاصَرة بالاعتداء على اتفاق الطائف، الذي دفعنا ثمنه الكثير من الدماء، خصوصاً في بيروت".
ونقلاً عن الشاعر محمود درويش ردّد المشنوق: "بيروت من تعبٍ ومن ذهبٍ، وأندلسِ وشام. فضّةٌ، زبدٌ، وصايا الأرض في ريش الحمام".
وتابع: "وأهل بيروت كريش الحمام، يحملون وصايا مدينتهم في داخلهم أينما ذهبوا ويحملون وصايا حريّتها وتحريرها، أهل بيروت مثل ريش الحمام يحملون وصايا مدينتهم بداخلها وأينما ذهبوا والأهم يحملون معهم حريتها".
وذكّر المشنوق بأنّه "في صيف 1982، صمدت بيروت، وحاصرت محاصريها، وبعض الإخوان الموجودين معنا هنا كانوا مؤمنين بما قاموا به مقاومة على المتحف أو على الأوزاعي ورأس النبع وعلى جبهات مختلفة وكانوا مؤمنين وصادقين ولا يزالون بأنها ليست فقط مدينتهم وبأن بيروت عربية عربية عربية. ولاحقوا الإسرائيليين في شوارعها، وقتلوا الكثيرين منهم، حتّى رفعوا مكبّرات الصوت، وخرجوا طالبين وقف إطلاق النار: "يا أهالي بيروت ، لا تطلقوا النار، نحن منسحبون". خاطب الإسرائيلي "أهالي بيروت" خاطب الناس، وليس العسكر لأنّ كلّ بيروتيّ كان سلاحاً وكلّ لبناني فيها كان بيروتياً وكلّ عربيّ فيها كان لبنانياً".
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News