رأى الصحفي عماد مرمل في مقالٍ له في صحيفة "الجمهورية"، أنه "للمرّة الثانية، ساهم حزب الله في انقاذ الرئيس سعد الحريري من ورطة كبرى، من ورطة كبرى، أقلّه حتّى الآن، المرة الأولى، عندما واجه رئيس تيار المستقبل أزمته الشهيرة في السعودية، والثانية حين انتفض الناس على الوضع الاقتصادي مطالبين بإسقاط الحكومة. ما هي حسابات الحزب؟ ولماذا تصرّف على هذا النحو؟".
ووفق "المقال"، "لعله يمكن القول إنّ العلاقة بين "حزب الله" والحريري انتقلت بعد "معمودية الشارع" من مرحلة "ربط النزاع" الى مرحلة "التحالف". وإذا كان الشائع أنّ الصديق عند الضيق، إلّا أنّ الحريري اكتشف في لحظة الحقيقة أنّ بعض أصدقائه المفترضين في مجلس الوزراء شدّوا عليه الخناق وتخلّوا عنه في إحدى أصعب مراحل حياته السياسية، بينما هبّ من يقف على الضفة الاستراتيجية الأخرى لنجدته وأصرّ على البقاء معه في المركب نفسه".
ويشير إلى أنه "هناك من يلفت الى أنّ الحريري اختبر مرة أخرى نمطاً غير مألوف من السلوك السياسي لدى الحزب، الذي لم يتهرب من تحمل المسؤولية، مع أنّ حصته منها هي الأقل، قياساً بعمر مشاركته في السلطة وحجمها، فيما كان الأسهل عليه ان يقفز من مركب مثقوب ومهدّد بالغرق، خصوصاً أنه لم يكن المتسبّب في تصدّعه".
ويرى مرمل أنه "ليس أمراً بسيطاً أو عادياً أن يقرر حزب الله الزجّ بكلّ ثقله السياسي والمعنوي للدفاع عن الحريري ومنع سقوطه، خلافاً للمزاج السائد في تظاهرات الشارع. لا يعني ذلك أنّ الحزب في موقع المعترض على الانتفاضة الشعبية، بل هو أحد أكبر الرابحين من ديناميتها، لكنه في الوقت نفسه يتمايز عنها في سقف مطالبها، انطلاقاً من اقتناعه بأنّ الخسائر التي ستترتب على رحيل الحريري ستكون أكبر من بقائه في السلطة".
وتعتبر أوساط متابعة، أنّ مجموعة من الأسباب الحيوية دفعت الحزب الى اتخاذ هذا الموقف الذي شكّل مظلة حماية للعهد والحكومة، ويمكن تعدادها كالآتي:
"تجنّب محظور الفراغ الذي يختزن مخاطر جمّة على كلّ المستويات.
منع الاخلال بالتوازنات الداخلية القائمة والحؤول دون ضرب المعادلة التي أرستها التسوية السياسية - الرئاسية الشهيرة.
إحباط محاولة بعض القوى السياسية توظيف الحراك الشعبي لخدمة أجندتها السياسية، وتحديداً لقلب الطاولة على العهد بدءاً من حكومته وصولاً الى رئيس الجمهورية، خصوصاً أنّ هذه المحاولة تتعارض وموازين القوى السائدة في الإقليم والداخل على حدّ سواء.
إفشال رهانات جهات خارجية تزعجها الخيارات الاستراتيجية لرئيس الجمهورية والواقعية السياسية التي يتحلى بها رئيس الحكومة في تعامله مع عون و»حزب الله»، وهذا ما عكسه نمط تغطية بعض وسائل الإعلام العربية للانتفاضة الشعبية وسعيه الى توجيهها نحو استهداف العهد والحزب".
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب
Follow: Lebanon Debate News
