كشفت الانتفاضة الشعبية قناع حزب الله في يومين، وفي 10 أيام كان كل المشهد واضحاً، الى درجة أنّ الأمين العام لحزب الله لم يَجهد في الاختفاء خلف الدولة بكل مواقعها الدستورية، من بعبدا الى السراي وساحة النجمة.
بَدا نصرالله حارس هيكل منظومة السلطة، وفق معادلة: الرئاسة رئاستي، والحكومة حكومتي، والمجلس مجلسي، أمّا الشارع فهو الآن خصمي الذي يجب إجهاضه. وذلك بحسب مقال للكاتب اسعد بشارة في صحيفة الجمهورية.
وفي خطته لإجهاض الانتفاضة إنتقل حزب الله من مرحلة الى مرحلة، ولا بد من أن تكون المرحلة المقبلة أكثر قسوة. فمن تحذير الرئيس سعد الحريري والنائب وليد جنبلاط من الاستقالة، الذي فعل فِعله حتى الآن، الى تعهّد وقف الاعتصام لشركائه في السلطة، الى خطوات أخرى متوقعة، يكون الحزب قد حدّد موقعه وخصوماته وأصدقائه.
ويبدو حزب الله، في تَصدّره مواجهة الانتفاضة، أكبر المتضررين من دون أن يكون المتضرر الوحيد. والاسباب لا تعود الى التمسّك بالرئاسة والحكومة والمجلس فحسب، بل مردّها الى الخشية الكبيرة من النموذج العراقي الذي انتقل الى البيئة الشيعية في لبنان، وهذا أكثر ما يُقلق الحزب، الذي يعتبر أنّ أحد أبرز عناصر قوّته يكمن في إقفال الطائفة الشيعية أمام أي اعتراض، فضلاً عن إقفال الساحة اللبنانية أمام الاعتراض العابر للطوائف والمناطق، الذي يسقط معادلة يستفيد منها حزب الله في ترسيخ دولته ونفوذه.
وبحسب المقال، لن يتردد حزب الله في استعمال الوسائل كافة لحماية المنظومة السياسية التي سعى لبنائها منذ عام 2005 والى اليوم، مروراً بكل المحطات التي شهدها لبنان. ولهذا، فإنّ الايام المقبلة سوف تحمل الكثير من التطورات الدراماتيكية، لأنّ الحزب قرّر أن لا إمكانية لاستمرار الدينامية الشعبية، لأنها ستجرف التسوية بكل مفاعيلها.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News