أكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون على أن "اللبنانيين، بتعدديتهم الدينية والثقافية يعيشون حواراً دائماً في ما بينهم، آملاً أن تبقى عيون الكنيسة ساهرة على لبنان وتساعده سياسياً وثقافياً، لأن المشرق يعيش في خطر دائم إلاّ "أننا نتمتع بمقاومة نفسية تساعدنا على الاستمرار والبقاء".
كلام الرئيس عون جاء خلال استقباله قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا، رئيس المجلس البابوي لتعزيز الوحدة المسيحية الكاردينال كورت كوخ، إضافة الى الاسقف المساعد لأبرشية لوس انجلوس للأقباط الارثوذكس المونسينيور كيرلس، ومندوب الكنيسة الارثوذكسية الارمنية (ايتشميادزين) في اوروبا الغربية رئيس الاساقفة خاجاك بارساميان، وراعي ابرشية صربا المارونية المطران بولس روحانا، والاب هياسنتي دستيفلي، وذلك بمناسبة انعقاد مؤتمر الحوار اللاهوتي بين الكنيسة الكاثوليكية والكنائس الارثوذكسية الشرقية في لبنان بضيافة كنيسة انطاكيا للسريان الارثوذكس في العطشانة بين 28 الى 31 الجاري.
وتحدث في مستهل اللقاء الكاردينال كوخ شاكراً الرئيس عون على استقباله للوفد، وقدم لمحة عن عمل اللجنة ومهامها وقال" نعمل على تعزيز الوحدة يبن الكنائس بعد انقسامها في القرن الخامس، وقد أعددنا في المرحلة الاولى وثيقة تتعلق بالمهمة الكنسية لكنائسنا، أما الوثيقة الثانية فتناولت التواصل خلال القرون الخمسة الاولى، ومن ثم كرّسنا عملنا للاّهوت الاسرار.ولهذه الغايات تعقد اللجنة جمعية عامة بشكل دوري بضيافة بطريرك السريان الارثوذكس مار افرام.".
ولفت الكاردينال كوخ الى أن اللجنة تعقد كل سنة اجتماعين احدهما في روما والآخر في دولة مشرقية وقد اختارت لبنان ليكون مركزاً لاجتماعها الثاني لهذا العام.
وقال، " إن لبنان يواجه العديد من التحديات والصعوبات، نصلي ونأمل أن يتخطاها"، مؤكداً أن"هذا البلد يجسد مثالاً للحوار ويتمتع بتعددية ثقافية ودينية هي محط اهتمام، ولا بديل عن الحوار ونحن من هذا المنطلق نرحب بالمبادرة الرئاسية القاضية بإنشاء "اكاديمية الانسان للتلاقي والحوار" في لبنان ونتمنى لها النجاح والمستقبل الباهر".
وردّ الرئيس عون مرحباً بالوفد متمنياً له النجاح في مهامه، لافتاً الى أن "لبنان يجمع مختلف الكنائس المتفرعة من الديانة المسيحية التي تؤمن بالانجيل وبالسيّد المسيح"، مؤكداً "اننا في الكنائس الشرقية نعيش حواراً دائماً وهذا النموذج الذي نعيشه يتفاعل ايضاً مع المسلمين في لبنان الذين يتشكلون بدورهم من جميع فروع الديانة الاسلامية".
وشدد رئيس الجمهورية على اهمية الحوار الدائم بين مختلف الديانات في لبنان، وأمل أن تبقى عيون الكنيسة ساهرة على لبنان وأن تساعده سياسياً وثقافياً، "لأن المشرق يعيش في خطر دائم، إلا أننا في المقابل نتمتع بمقاومة نفسية كي نستمر ونبقى".
واضاف رئيس الجمهورية،" لأننا نؤمن بالحوار وبالتلاقي، تقدمنا الى الامم المتحدة بمبادرة ليكون لبنان مركزاً لأكاديمية الانسان للتلاقي والحوار، وذلك بهدف تعارف الشعوب على مختلف الثقافات والديانات والقيم، وتطوير ونشر المعرفة ما من شأنه أن يساعد على توطيد السلام."
وتابع،" نحن الآن في طور تحديد معالم هذه الاكاديمية والبدء بتنفيذها عبر الذين يرغبون بالمشاركة فيها. وقد نالت في الجمعية العامة للامم المتحدة 165 صوتاً من اصل 167 بعدما امتنعت كل من الولايات المتحدة واسرائيل عن التصويت لصالحها. ونتمنى منكم العمل على تشجيع الجميع للمساهمة في إنشاء هذه الاكاديمية".
واستقبل الرئيس عون رئيسة الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية السيدة كلودين عون روكز التي اطلعته على بدء تنفيذ خطة العمل الوطنية لتطبيق القرار رقم 1325 الصادر عن مجلس الامن الدولي والذي يحدد المسار نحو مجتمع العدالة وعدم الاقصاء من خلال برنامج عمل حول المرأة والسلام والامن.
وأشارت السيدة عون روكز الى أن قرار مجلس الامن الرقم 1325 ابرز الدور الذي للمرأة ان تلعبه في تحقيق شروط السلام والامن في المجتمعات الانسانية فاعترف بأهليتها التامة للمشاركة اسوة بالرجل في بناء هذه المجتمعات وفي قيادتها في المسار الاصلاحي توصلاً الى حالات السلام والامان. ولفتت الى أن الهيئة تعمل على تطبيق هذه الخطة.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب
Follow: Lebanon Debate News