صنفت منظمة الصحة العالمية في الحادي عشر من آذار الجاري، فيروس كورونا المسبب لمرض "كوفيد 19"، وباء عالميًا (جائحة)، في الوقت الذي تجاوز فيه عدد المصابين بالفيروس جميع التوقعات.
الوباء كلمة مفزعة، لكن العالم شهد من قبل أوبئة أسوأ من كورونا، كان أكثرها فتكا خلال المائة عام الفائتة؛ "جائحة الإنفلونزا عام 1918"، والذي غالبا ما يُشار إليه خطأ باسم "الإنفلونزا الإسبانية".
"أكبر جائحة في التاريخ"
في 1918 أصاب وباء الإنفلونزا حوالي نصف مليار شخص (500 مليون شخص أصيبوا بالعدوى وأظهروا علامات إكلينيكية واضحة،)، ويُعتقد أن ما بين 50 و100 مليون شخص لقوا حتفهم، أي ما يصل إلى 5 في المائة من سكان العالم، ما دفع البعض إلى وصفها بأنها "أكبر جائحة في التاريخ".
الأمر المثير للدهشة في هذا الوباء، كان ميل الفيروس إلى حصد أرواح الشباب الأصحاء بخلاف الأطفال وكبار السن الذين يعانون أكثر من غيرهم في مثل هذه الحالات. ولا يعرف العلماء لماذا كان الشباب الأكثر تضررًا من وباء الإنفلونزا، لكنهم يعرفون أن كبار السن - المعرضين عادة بصورة أكثر للوفاة جراء الأنفلونزا - كانت وفياتهم أقل خلال الوباء.
سيناريو نهاية البشرية..
انتشر وباء إنفلونزا عام 1918 بسرعة، ما أسفر عن مقتل 25 مليون شخص في الأشهر الستة الأولى فقط، ودفع البعض إلى الخوف من سيناريو نهاية البشرية، ورفع من فرضية أن سلالة الإنفلونزا كانت مميتة بشكل خاص.
ومع ذلك، تشير دراسة حديثة إلى أن الفيروس نفسه، على الرغم من أنه أكثر فتكا من سلالات أخرى، لم يكن مختلفا بشكل أساسي عن تلك التي تسببت في أوبئة من قبل.
ويعتقد العلماءالآن، أن الزيادة الملحوظة في الوفيات في الموجة الثانية كانت بسبب الظروف التي فضَّلت انتشار سلالة أكثر فتكا من المرض. إذ بقي الأشخاص الذين يعانون من إصابات خفيفة في منازلهم، في حين تكدَّس أولئك الذين يعانون من الحالات الشديدة في المستشفيات والمخيمات، ما أدى إلى زيادة انتشار شكل أكثر فتكًا من الفيروس.
لكن لماذا كل هذه الوفيات؟، تتشابه جميع أوبئة الإنفلونزا -غالبا- في أصولها، إذ بدأت موجات الانفلونزا في الفترة ما بين 1918 إلى 2009، بطريقة ما بسبب فيروس إنفلونزا حيواني المنشأ تطور ليصبح قادرا على الانتشار ونقل العدوى من شخص لآخر.
في الواقع، نجت الغالبية العظمى من الأشخاص الذين أصيبوا بإنفلونزا 1918، إذ لم تتجاوز معدلات الوفيات بين المصابين 20 في المائة.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News