المحلية

الأربعاء 01 نيسان 2020 - 04:00

إلى أجلٍ غير مُسمَّى.. "كورونا" يُنقذ الحكومة

إلى أجلٍ غير مُسمَّى.. "كورونا" يُنقذ الحكومة

"ليبانون ديبايت" - علي الحسيني

لم يُرخِ فيروس "كورونا" أوزاره الثقيلة على اللبنانيين وحركة البلاد فحسب، بل أدخل الوباء إلى داخل الحكومة التي أُربِكَت منذ اللحظةِ الأولى لدخول لبنان في متاهةِ المرضِ حيث ضاعت في دهاليز الحد من أخطاره وفي كيفية الحدّ من إنتشاره.

اليوم، بدأت عوارض "كورونا" تظهر على الجسم الحكومي نفسه مهدّدة بنسفهِ في ظلِّ غياب الأفق لإيجادِ العلاج المناسب علّه يوقف أو يحدّ من تداعيات الإنهيار المعطوف على التخبّط بالعديد من الملفات منها: الأزمات المالية والإقتصادية، وموضوع التعيينات وصولًا إلى عودة المغتربين اللبنانيين الذي لن يكون بكلّ تأكيد آخر العواصفِ الخلافية بين أركان الحكومة.

سقطت إدعاءات حكومة التكنوقراط بعدما تبيَّنَ بالعين المجرّدة أنها حكومة سياسية بامتياز تخضع لآراءِ ومزاجِ ومصالحِ الكبار، وأنّ الوزير فيها ليس أكثر من مجرّدِ لاعبٍ يتحرّك وفق مقتضياتِ زعيمه أو الجهة التي نصَّبته. والأبرز أنّ توليفة هذه الحكومة كشفت أنّ ما يجمع بينها هو أقلٌّ بكثيرٍ ممّا يفرّقها وأنّ الثقة التي مُنِحَت لها ناجمةٌ عن سياسيين فقدوا ثقة شعبٍ لم يعد يرضى بأنصافِ الحلول ولا السكوت عن أوجاعهِ، ولم يعد يصدّق روايات زعيمٍ "حكواتيٍّ" يمتهن التضليل واستغلال أوجاعِ جمهورهِ وحاجتهِ.

ما يجري اليوم في موضوع المغتربين هو نفسه ما حصلَ في أكثر من ملف وهو ليس سوى معزوفةٍ مستجِدَّة تُضاف إلى أرشيفٍ فنّي ضخم لأقطابٍ وجدوا في "كورونا" فرصة للعزفِ على أوتار الناس وخوفهم وبالتالي، لم يعد من المستغرب بعد كلّ ضجّةٍ سياسيّةٍ أو حفلةِ "زجلٍ" تُقام لإيهام الناسِ بنظافةِ كفِّ هذا الزعيم أو ذاك، أن يخرجَ أحد الأزلام بتصريحٍ يوضح فيه أنّ الأمور بين المراجع السياسية بخير وأن الودَّ والتفاهمَ بينها في أعلى المراتب، من دون أن ننسى العلاقة "الودية" التي تسود بينها.

مصادرٌ سياسيّة بارزة تؤكد عبر "ليبانون ديبايت"، أنّ هناك ناظمًا يتحَكَّم اليوم بمصير ومسار الحكومة، هذا الناظم هو حزب الله الذي يتبرَّع في كل مرّة يشتد فيها الخلاف بين أركانها، لضبطِ إيقاعِ الحركة وإعادة المياه إلى مجاريها، وذلك ليس من باب حرصه على تمتين أواصر العلاقات بين الأقطاب، بقدر ما أن مصلحته تتطلَّب بقاء الحكومة واستمرار عملها، لما في ذلك من مصلحةٍ وأولوية بالنسبة اليه. كما أنّ "الحزب" أوّل من يعلم أنّ هذه الحكومة هي بالنسبة اليه فرصة لن تتكرَّر، لذلك يُحاول مدّها بجرعاتِ تنفّسٍ إضافية علّه يُفلح باستمرار تأمين غطاءٍ سياسيٍّ له، أقلّه في المدى المنظور الى حين يتعافى العالم من وباء "كورونا"، لأنه بعد هذه المرحلة ستُعود الدول الكبيرة مجددًا إلى لعب دور الشرطي في المنطقة.

وتؤكد المصادر أنّ الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله دخلَ مباشرةً على خطِّ الأزمة بين الرئيسَيْن نبيه بري وحسان دياب وقامَ بإصلاحِ ذات البيّن إلى حدٍّ ما وتهدئة الأمور بينهما وسط دعوته الى وضع خطةٍ مُبَرمَجَة ووفق قواعدٍ صحيّة من أجل عودة المغتربين اللبنانيين الى بلدهم، وذلك على قاعدة "لا يموت الديب ولا يُفنَى الغنم". من هنا، جاءَت تخريجة الأمسِ خلال جلسة مجلس الوزراء بإقرار اعادة المغتربين ضمن آلياتٍ محددة سوف يبدأ العمل بها خلال الأيام القليلة المقبلة.

المؤكَّد، أنّ وباء "كورونا" وفظاعة ما نتج عنه من انتشارٍ للمرضِ مع تهديدٍ للحياة في لبنان بكلّ أنواعها، إلّا أنّه أنقذَ في مكانٍ ما حكومة دياب من مجموعةِ استحقاقاتٍ كان يُمكن لأي منها أن تضعَ حدًّا لها أو ربما وضعها على مفترق طرق. ويصحّ القول، أنّه بعد الاهتزازات الكثيرة التي تعرَّضَت لها الحكومة وما زالت رغم أنها لم تقع بعد، فإنّ "كورونا" هو بمثابةِ فرصةٍ أمامها من أجل تحقيق بعضِ الإنجازات أو القيام بما هو متوجبٌ عليها، وإلّا سيرتبط مصيرها بمدى قوّة هذا الفيروس وسرعة إنتشاره، أو مكافحتهِ وإنهاء صلاحيتهِ وجعله خارج الخدمة.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة