المحلية

الأحد 05 نيسان 2020 - 01:24

اسرائيل وحزب الله و"كورونا".. والاستعدادات

اسرائيل وحزب الله و"كورونا".. والاستعدادات

"ليبانون ديبايت" - علي الحسيني

أثارت خطّة حزب الله بشأن مكافحة وتطويق فيروس "كورونا" قلقًا لدى إسرائيل وجدلًا واسعًا داخل أروقتها السياسيّة والاجتماعية ـ الصحيّة، والعسكريّة أيضًا.

هذا الشعور ترافق مع تنفيذ الطيران الحربي الإسرائيلي غارات على مواقعٍ تابعة للحرس الثوري الإيراني وقوّات النظام السوري في حمص، حيث شكّلَت الأجواء اللبنانية معبرًا للعدو من أجل تنفيذ هجماته في رسالةٍ واضحة لمحور "المقاومة"، بأن ما من شيءٍ حتى الوباء يمكن أن يثنيَ اسرائيل عن استهداف الأطراف التي تتواجه معها ووفقًا للزمان الذي تراه مناسبًا وحتى المكان.

على ضفّةِ حزب الله لا شيء أيضًا يمنعه من الإستمرار وفق الوتيرة نفسها التي كان يعمل عليها قبل وصول "كورونا" إلى لبنان رغم إدراكه بأنّ الخطّة التي وضعها من أجل تطويق الوباء أو الحدّ من خطورته أقله داخل بيئتهِ، ستكون محلّ اهتمامِ ليس فقط إسرائيل، بل معظم الدول "المعادية" وفي طليعتها الولايات المتحدة الاميركية خصوصًا بعد الآلية التي كان طرحها رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله السيد هاشم صفي الدين الذي أكد تجنيد ما يُقارب 25000 من الكوادر بهدفِ احتواءِ تداعيات الفيروس.

يبقى السؤال الأبرز، "كيف سيتمكّن الحزب من تنظيم اهتماماته في حال قرَّرت إسرائيل القيام بعملٍ يستهدفه، في وقتٍ يوزّع فيه جهوده بين اليمن والعراق وسوريا، وفي لبنان سواء على الصعيد العسكري جنوبًا، أو السياسي في الداخل اللبناني وكذلك الإجتماعي والصحي في حربه على "كورونا"، خصوصًا أنّ صحيفة "معاريف" الاسرائيلية كانت نشرت منذ أيّامٍ خبر توجيه إسرائيل رسالة تحذيرٍ إلى لبنان عبر "يونيفيل" من مغبةِ تنفيذ الحزب عمليّة ضدها، مُستغلًا الإنشغال بالظرفِ الوبائي الحالي.

ليس في الأفق ما يدلّ على نشوبِ حربٍ قريبة بين إسرائيل وحزب الله وسط استمرار ارتفاع أعداد الإصابات بفيروس "كورونا" في إسرائيل ولبنان، لكن الأفق نفسه لا يحمل أيّة تباشير تؤكد الإبقاء على الوضع الهادئ على الحدود الجنوبية هذا إذا استبعدنا اختراق الطائرة المُسيّرة التي كانت أسقطتها القوّات الإسرائيلية بعدما اخترقت أجوائها والتي كان أرسلها الحزب بمهمة استطلاعيّة.

مصادرٌ مقرَّبةٌ من حزب الله ومطلعةٌ على طريقة عمله المتنوّع والمتعدد تشرح لـ"ليبانون ديبايت" الآلية التي يتبعها الحزب اليوم في ظلِّ ما يُحكى عن تعددِ الجبهات التي يتوزع عليها الممتدة من اليمن الى لبنان.

وتوضح أنّه منذ انخراطِ الحزب في الحرب السوريّة حيث كان يُشارك يومها آلاف المقاتلين كانوا يتوزعون في القلمون وحلب ودمشق، كانت القوّات المقاتلة والفعليّة متمركزة في جنوب لبنان، أمّا المجموعات أو الأفراد الذين توجهوا من الجنوب الى سوريا وقتها كان الهدف إمّا اجراء مناورات حيّة أو للمناوبة وليس بهدفِ الدخول في الحرب هناك.

وتشير المصادر إلى أن جبهة الجنوب كانت ولا تزال تتمتّع بإمتياز، فالقوّات الموجودة هناك هي على حالها وربما تزايدت بفعل الإنتساب والتدريبات والدورات المستمرة، وهي مستقلّةٌ تمامًا عن الأمور الأخرى، وبالتالي لا علاقة لها بأي حربٍ أو معركةٍ خارج الجنوب، مؤكدة، أنه بعد مرور أعوامٍ طويلةٍ على الحرب السورية سُمح لبعض المجموعات بالتوجه الى هناك فقط من أجل اكتساب خبراتٍ قتالية مع بعض المهمات البسيطة.

وتكشف المصادر أن المعلوماتية التي تتابع الحركة الإسرائيلية بكل تنوعها، تقوم بعملها على أكمل وجهٍ وطبيعة عمل هذه الوحدة تتكامل مع عمل الرصد والمتابعة والتحليل والدراسات. حتّى أنّ وجود الحزب في العراق أو اليمن أو في أماكن أخرى، هو رمزيٌّ ويتخذ الطابع التنسيقي والاداري ولا يُكلّفه أي أعباء أو جهود إضافية.

وتشرح المصادر جهوزيّة حزب الله بالمطلق إذ تُشير الى أنّه بعد انتهاء حرب تموز انصرف الحزب الى مساعدة الناس سواء في عملية البناء وإعادة الإعمار والعودة وغير ذلك... وهذا تطلّب في حينه حشد الطاقات البشرية كلّها لمواكبة هذا العمل.

أيضًا، في معركة الجرود كان لحزب الله الدور الكبير وهذا كلّه لم يمنعه من القيام بواجبهِ في منطقة الجنوب أو في أي منطقةِ عملياتٍ أخرى. وكذلك الأمر بالنسبة إلى الكادر البشري المنخرط لمواجهة "كورونا"، فهو لا يؤثّر على الإطلاق على عمل الحزب ولا حتّى كادره ينتمي الى صفوف المقاومة.

وتتوجه المصادر الى "الإسرائيلي" وكل من يعنيه الأمر سواء "حليف أو خصم أو عدو"، بالقول، "إنّ عين حزب الله ساهرة وتراقب اسرائيل في كل الميادين، وهناك تقييمٌ سنويٌّ يُجرى داخل الحزب له علاقة باحتمالاتِ وقوع حربٍ ومتابعات شاملة لحركة الآليات الإسرائيلية على الجبهةِ الجنوبية وتصريحات المسؤولين الإسرائيليين والمناورات العسكرية بالإضافة إلى حركةِ الجو والبحر والبر.

وتلفت إلى أنّه بعدما خفّت حدّة الحرب في سوريا اعاد الحزب الجزء الأكبر من قواته الى لبنان، إذ أنّ الذين كانوا في القلمون أو دمشق أو دير الزور أو حلب، تمت إعادتهم إلى لبنان.

ومن باب التذكير، عندما لاحت في الأفق منذ أشهرٍ قليلة فرضية أو احتمال قيام اسرائيل بعملٍ عسكريٍّ ما في الجنوب، كانت قوات التدخل (كتيبة الرضوان) بالمرصاد في كل الجنوب بكافة قادتها وعناصرها.

وختمت المصادر، "هذا الشرح كلّه للقول أن لا تأثير على الإطلاق لانشغال كوادرنا الطبية أو السياسية أو الاجتماعية بأعمالها، فالجهوزية لمواجهة اسرائيل هي في حالةِ تصاعدٍ مستمرة وعلى الإسرائيلي أن يُفكّر ألف مرّة قبل أن يرتكب أي حماقةٍ من هذا النوع".

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة