"MT BRITISH CUMULUS" عالقةٌ في البحر...وأزمةُ كهرباء في الأفق

"هناك من يهوى التهويل على الناس بشكلٍّ مستمرٍ وتحديداً من باب تقنين الكهرباء"...

بهذه الكلمات علَّق مصدر مُطَّلع على ملف الكهرباء على التقارير المتتالية التي نُشرت في عدد من وسائل الإعلام المحلية من أجل الإضاءة على وجود نقطة اختلاف واحدة تتعلق بـ "Sediment" في حمولة باخرة فيول راسية عند الشاطئ اللبناني منذ نحو 11 يوماً. على الرغم من أن شركة "سوناطراك" تُحقِّق بهذا الخلل وأبدَت كل نيَّة وتعاون لمعالجته مع الدولة اللبنانية.

وشدّد المصدر على أهمية الإشارة الى "هذا العيب"، لكن في المقابل، لماذا لم يتوقف الإعلام نفسه عند وصول باخرة "MT BRITISH CUMULUS" في 30 آذار الفائت تحمل 35 ألف طن فيول تعود للشركة ذاتها، وتَبيّن بنتيجة الفحوص المخبرية للحكومة مطابقتها للمواصفات المنصوص عليها في العقد الموقّع مع الدولة اللبنانية.

وإظهاراً لحُسن النيَّة وبهدف التعاون قامت شركة "سوناطراك" بإبلاغ وزارة الطاقة إمكانية المباشرة بتفريغ الحمولة دون انتظار فتح الاعتمادات المالية - التي لم تُفتح لغاية الساعة، وذلك من أجل إمداد معامل الكهرباء بالفيول كي لا يتوقف الانتاج وبالتالي ينقطع التيار عن اللبنانيين.

وانطلاقاً من هذه الواقعة لا يجب التهويل بموضوع الانقطاع إلّا إذا كان مقصوداً من قِبل البعض.

ويُذكِّر المصدر أنَّه في تشرين الثاني من العام 2018، حين لم تفتح الدولة اللبنانية الاعتماد المالي اللازم، بادرت شركة "سوناطراك" بإيعاز من الدولة الجزائرية على بدء تفريغ الحمولة بما يُجنِّب لبنان أزمة انقطاع التيار، مشيراً الى أنَّ الشركة اليوم تقوم بإجراء مماثل.

وفي موازاة ذلك، استغرب المصدر الصَّمت المُطلق والمُطبق لوزير الطاقة ريمون غجر عن توضيح الأمر الى الرأي العام، وقال: "لكن الأشدَّ استغراباً هو كلام وزيرة الطاقة السابقة ندى البستاني التي سارعت للتعليق بالقول "مشكلة شحنات الفيول غير المطابق هي موضوع متابعة من قبلنا ولن نسكت عنها".

وأضاف المصدر على الرغم من أنَّ الأمر يعكس تخبطاً في الوزارة، إلّا إنه لا بدَّ من السؤال من قصدت الوزيرة السابقة بـ"من قبلنا ونحن؟".

وختم المصدر، بالقول "كفى تهويلاً على الناس التي لم تَعد تحتمل المزيد من أزمات تأتي من كل حَدبٍ وصوب... من المستفيد من كل تلك الهمروجة؟".