هل يقتلنا "كورونا" من أجل إقامة صلاة هنا أو قداس هناك؟

عندما تقوم أكبر دول العالم بفرض إجراءات قاسية على شعبها للحدِّ من انتشار فيروس كورونا، وعندما تلتزم أكبر البرلمانات والمؤسسات ودور العبادة بالقوانين والاجراءات وتدعو الناس إلى البقاء في منازلها وتجنب الاختلاط والصلاة في بيوتها، ندرك حينها أن حماية بلداننا ومجتمعاتنا وأهلنا هي أسمى الواجبات الدينية التي يجب التمسّك بها من خلال الالتزام بما تقرُّه الجهات المعنيّة للحدِّ من الخسائر الناجمة عن هذا الوباء القاتل.

أمّا في لبنان، يصرُّ بعض رجال الدين على كسر جميع قواعد السلامة العامة، وذلك عبر إلحاحهم على جمع الناس في أثناء تأدية الصلاة والقداديس، وكأن لا كورونا يفتك بالارض ويعزل البلدان ويقتل الانسان.

وفي هذا السياق، انتشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي، فيديو لزياح أحد الشعانين حول الكنيسة يترأسه كاهن رعية كنيسة الروم في منطقة كفرحبو الضنية جورج الشاغوري مع عدد من المؤمنين، غير ملتزمين بأساليب الوقاية، حيث ظهروا بالفيديو المصوّر من دون كمامات ومن دون التقيّد بقواعد المسافة الآمنة بين بعضهم البعض، الأمر الذي أثار استياء أهالي المنطقة والجوار الذين تساءلوا عن كيفية السماح لمثل هذه المخالفات التي تهدِّد صحة المواطنين في هذه المرحلة الخطرة نتيجة انتشار فيروس كورونا في كل انحاء العالم.

والغريب في الامر كذلك، وبالإضافة إلى عدم التزام بعض الناس بالقوانين التي تقرُّها الدولة لمواجهة الفيروس، أنه حين قام الإعلامي جو معلوف بمشاركة "خبر الكاهن" على حسابه عبر "تويتر"، انهمرت عليه الشتائم من كل حدب وصوب، وكأن معلوف يدعو إلى الكفر بالرب والتخلي عن الاديان وهدم دور العبادة، إلا أن معلوف الذي عمل دائمًا في قضايا الانسان وللانسان، يدرك تمامًا خطورة ما فعله الكائن، لذلك أراد عبر نشره الخبر توعية الناس كي لا يقدموا على مثل هذه الخطوات التي حتمًا ستوصلنا إلى ما لا تُحمد عقباه.

وكي لا ننسى، أن الفيروس (كورونا) أدخلنا في مرحلةٍ حرجة دفعت الدول إلى اتخاذ إجراءات قاسية للحدِّ من إنتشاره، ورغم ذلك فإننا نرى كل يوم كيف يفتك الوباء بهذه الدول ويقضي على الآلاف من البشر، وكي لا ننسى ايضًا أن العديد من الدول الكبرى ومنظمة الصحة العالمية أشادت بإجراءات لبنان في مواجهة كورونا، فهل يُعقل أن يقتلنا "كورونا" من أجل إقامة صلاة هنا أو قداس هناك؟