المحلية

placeholder

ليبانون ديبايت
الاثنين 20 نيسان 2020 - 02:00 ليبانون ديبايت
placeholder

ليبانون ديبايت

نظرية المؤامرة والإنسانية من بعد كورونا!

نظرية المؤامرة والإنسانية من بعد كورونا!

"ليبانون ديبايت"- شادي هيلانة

وجدت أن الحضارة الإنسانية كلها لا تكاد تساوي شيئاً أمام حياة إنسان واحد، وإن موارد البلدان كلها لا تكفي لصد مخلوق مجهري، يفقد الفقراء خبزهم قبل أرواحهم ووضع العالم حداً فاصلاً أمام من يحيا ومن يموت، ووضع علامة x على بُناة هذه الحضارة، على مؤسسي النظريات ومؤلفي الموسوعات وعباقرة الأطباء وبُناة الجسور وناطحات السحاب ومؤلفي أجمل الأدب وأجمل الموسيقى، كل هؤلاء قد أصبحوا من المسنين وإنتظروا من هذا العالم عرفاناً لا جحوداً، وإذا بهم يوضعون في محاجر الموت وتُخلع من أفواههم أنابيب الأوكسجين ويُرحّلون من دور المسنين إلى مناطق نائية وتُطبق عليهم قوانين الحرب حين يحكم الجنرالات ويحددون من يحيا ومن يموت .

قرأت الكثير عن نظرية المؤامرة ولم أصدق بأنه سيكون هناك ذات يوم سياسي أو عالم يقوم بتطبيقها، وقرأت قبلها عن نظرية "البقاء للأصلح أو الأقوى" وما بينهما إطلعت على المشاريع الحضارية جداً! مثل صفقة القرن وتحويل عاصمة إسرائيل وإختصار عدد سكان العالم خاصة في المناطق التي يكثر فيها عدد المعمرين كالدول الإسكندنافية والصين واليابان لإرتفاع المستوى الصحي ومستوى المعيشة. كان الأمر بالنسبة لي حينها عبارة عن مزحة سخيفة، إذ كيف يمكن إختصار سكان العالم إلا بحرب عالمية ثالثة أو وباء فايروسي محضر تحضيراً جيداً ومبرمج لهذا الغرض. وتساءلت وما الضامن أن لا يحترق الأخضر واليابس، وهل ما عادت موارد الأرض تكفينا، أم هو جشع الرأسمالية العالمية، حين ترمي الحبوب الغذائية كالحنطة والشعير وحبوب القهوة والسكر في المحيطات لترفع من أسعارها، وتساءلت أيضاً هل يصبح في هذه الحالة الروبوت أكثر إنسانية وأكثر دقة من حساباتنا.

إن العالم لن يخرج من هذا الوباء وفياً لبعضه بل سيكون كالكائن الإنساني الذي عانى من طفولة وظروف قاسية، فيصبح في الغالب منحرفاً عدوانياً، ولن يهتم إلا بمساحته وربما بقوميته، فقد حفظ العالم الدرس وعلم أن لا أحد لأي أحد بل هو أنا وما بعدي الطوفان.

لقد إستنتج العالم إن ما ينفقه على القتل هو أكثر بكثير على ما ينفقه على الحياة، فالمنظومة الصحية في الدول الأوروبية ظهرت كقزم صغير أمام الآلة العسكرية العملاقة، وإستنتج أيضاً أن الجيش الأسود من ضباط وجنود لن يخدموا الوطن كالجيش الأبيض، وأن الأولوية والإحترام والتقدير يجب أن يكون لهؤلاء لأنهم في الواقع هم حماة البشر الذين هم أغلى ثمناً من الكيلومترات والأمتار والكراسي الرئاسية وبدون هؤلاء ستصبح الأرض كالمريخ، أرض حمراء جرداء، لكني أتمنى أن يتعلم العالم الدرس ويبيع بوارجه النووية ليشتري بها أرواح البشر.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة