إعتبرت النائب ستريدا جعجع انه "يُصادف اليوم 21 نيسان ذكرى إعتقال الحكيم منذ 26 سنة، هذه ذكرى أليمة بالنسبة لي كزوجة له، وأليمة ايضا وأيضا لمجموعة كبيرة جدا من رفاقنا في حزب القوات اللبنانية في لبنان وبلاد الانتشار. أردت اليوم أن أحول هذه الذكرى الأليمة الى ذكرى جميلة لمحافظة الشمال بشكل خاص وتحديدا لقضاء بشري".
وأعلنت جعجع في مؤتمر صحفي عقدته اليوم الثلاثاء في مقر حزب القوات اللبنانية أنه "منذ الثمانينات، وأهلنا في قضاء بشري يحلمون بمستشفى، وكان البعض منهم يموتون على الطرقات قبل ان يصلوا الى أقرب مستشفى، على بعد ساعات من مركز القضاء. حينها، كان مستشفى مار يوحنا الحالي لا يزال مستوصفاً الى حين تمّ تجهيزه بشكلٍ موقّتٍ ومقبول بعد العام 2005، بانتظار المستشفى المنتظر الذي نحن بصدد استكمال العمل فيه اليوم".
ووجهت جعجع تحيّة "للمرحوم انطوان الخوري ملكة طوق الذي كانت البداية معه سنة 1979 اي منذ 41 سنة. تحيّة لروح هذا الشخص الذي وضع اساسات مبنى مستشفى مار ماما ومن ثمّ بنى طوابقه الواحد تلو الآخر".مشيرةً إلى انه "لهذه الغاية، اضطرّ للسفر ثلاث مرات الى استراليا وكان السفر في تلك الأيام طويلاً، وشاقاً ومرهقاً، كلّ ذلك ليجمع التبرّعات من الخيّرين من منطقتي بشري ودير الأحمر بالدرجة الأولى، كما من مغتربين لبنانيين من الطائفتين الإسلامية والدرزية الكريمتين".
وتابعت: "خلال تشييد البناء، تبلغت الشبيبة البشراوية برغبة الدولة في المساعدة لبناء مستشفى في بشري. مرت السنوات تلو الأخرى، من الثمانينات وصولا الى التسعينات، خصوصا بعد اتفاق الطائف، وتدفّق اموال إعادة الإعمار بعد الحرب في لبنان، ولكن من دون ان تصل ايّ مساعدة من الدولة الى مستشفى مار ماما. وهنا ، ومن باب التذكير فقط، كان حزب القوات اللبنانية في تلك المرحلة، منحلاًّ، وكان رئيسه معتقلاً، ورفاقنا مضطهدين".
ولفتت جعجع إلى أنه "وصلنا الى سدّة المسؤولية كنواب في العام 2005 بعد ثورة الأرز، وهنا بدأنا مساراً شاقاً مضنياً لإكمال ما كان قد بدأه المرحوم انطوان الخوري ملكة طوق.
العقبة الأولى التي واجهتنا كانت في تسوية أوضاع البناء مع وزارة المالية، حيث دفعنا 75 مليون ليرة لبنانية بعدها سعينا لتوقيع عقد بين وزارة الصحة ووقف مار ماما حينها، حيث استأجرت وزارة الصحة سنة 2013 بموجبه البناء وفق إيجار سنوي بقيمة 50 مليون ليرة لبنانية".
وأضافت: "البناء يعود في الوقت الحاضر لوقف السيدة بعد ان كان وقف مار ماما قد ضُمّ لوقف السيدة في ايلول 2019 اتخذنا كل هذه التدابير ليشكّل بناء مار ماما مستشفىً حكومياً مستقبلياً لمنطقة بشري. بعد تسوية الوضع القانوني المالي للمستشفى، بدأنا المراجعات لإكمال المستشفى وتجهيزه".
وشدّدت على أنه "بالرغم من كل جهودنا، لم يتمّ توفير الموازنة المقرّة ولم يبدأ العمل فعلياً إلاّ في العام 2016 لتنتهي المرحلة الأولى عملياً في ربيع العام 2018".مشيرةً إلى أن "حركة إدارات ومؤسسات الدولة ثقيلة، بطيئة، ومعقّدة. قمت في العام 2012 بالاتصال بدولة رئيس مجلس الوزراء حينها الرئيس نجيب ميقاتي وطلبت منه مبلغاً يقارب المليوني دولار لإكمال المستشفى والبدء بتجهيزه".
وتابعت جعجع: "اما لماذا نحن هنا اليوم؟ نحن موجودون هنا اليوم لسببين:
- السبب الأول: لأننا في حالة طوارىء قصوى بعد تفشّي فيروس كورونا بالشكل الذي تفشّى فيه، ولم يعد لدينا ترف إضاعة الوقت بانتظار دولةٍ تعمل أصلاً ببطء شديد في احسن احوالها.اتخذنا نحن، نائبا بشري، جوزيف إسحاق وأنا، قرارنا بالاتكال على انفسنا وعلى الخيرين وأصحاب الأيادي البيض لجمع التبرعات اللازمة لاكمال تجهيز المستشفى الحكومي في بشري في مرحلته الأخيرة مثلما كنا قد اخذنا على عاتقنا في السنوات الماضية سد فراغات الدولة في منطقتنا في مجالات عدّة".
وأضافت جعجع: "السبب الثاني: هو الشلل الحاصل في الدولة في الوقت الحاضر انطلاقاً من التشنّجات القائمة بين اهل السلطة، والتدهور الاقتصادي المالي المريع، بالإضافة الى تفشّي فيروس كورونا، ناهيك عن كلّ المؤشّرات التي تنبىء بثورة جياع في لبنان في وقتٍ ليس ببعيد. وكلّ ذلك من خلال مؤسسة جبل الأرز الإنمائية التي أسسناها منذ العام 2007 وقد بلغت قيمة هذه المساعدات لسنة 2020 نحو 700 الف دولار أميركي".
وأشارت إلى اننا "قدّمنا المساعدات المدرسية لنحو الف طالب سنوياً، وأمّنّا وسائل التدفئة للمدارس الخاصة والرسمية، ووفّرنا 3600 حصة غذائية سنوياً لعائلات من قضاء بشري، إضافة الى تأمين الأدوية وغيرها من الاحتياجات الاجتماعية.كان آخرها في الاجتماع الذي عقده معالي الوزير في وزارة الصحة في 30 آذار 2020 والذي ضمّ المستشفيات الحكومية العشر التي بدأت باستقبال مرضى الكورونا ومن ضمنها مستشفى بشري".
وأضافت: "إتمام المرحلة الأخيرة من مستشفى مار ماما الحكومي يستلزم نحو مليون وثلاثمائة الف دولار أميركي. حصلنا حتّى الآن على تبرّعات بقيمة نحو مليون دولار أميركي، وسنذكر الآن أسماء المتبرّعين بالتدرّج تبعاً لقيمة التبرّع".
وختمت جعجع : "إن أسمى ما في الدنيا، هو الإنسان وصحته، والأجمل من ذلك تضامن الإنسان مع أخيه الإنسان أثناء المحن والشدة. لذلك، أتوجه اليكم بالشكر والامتنان، بإسم أهالي محافظة الشمال، وبالتحديد بإسم أهلي في قضاء بشري، بإسم النائب جوزيف اسحق وبإسمي، على موقفكم المشرف، وتضامنكم مع مستشفى بشري".
وتمنّت جعجع على "وزير الصحة حمد حسن القبول بتسمية هذا المستشفى الحكومي بإسم "انطوان الخوري ملكه طوق"، لأنّه كان الإنسان الذي وضع حجر الأساس لهذا المستشفى، ولأنّ غالبية أهلنا في مدينة بشري ممتنّون لهذا الرجل المبادر والرؤيوي والمثابر".
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News