المحلية

الجمعة 15 أيار 2020 - 03:00

حزب الله يتسيّد المرحلة.. أين زمن "الأشاوس"؟

حزب الله يتسيّد المرحلة.. أين زمن "الأشاوس"؟

"ليبانون ديبايت" - علي الحسيني

"السلاح زينة الرجال". شعارٌ أطلقه الزعيم الشيعي رجل الدين الإمام موسى الصدر في مطلعِ السبعينيّات تحفيزاً للشباب لانخراطهم في العمل المقاوم ضد إسرائيل. اليوم، وبعد مرور كلّ هذه السنوات على إطلاق هذا الشعار، ما زال السلاح "الزينة" الذي يُحافظ البعض عليه لأسباب متعدّدة، وما زال الشعار صالحاً للإستخدام، ولو بتغيير طفيف على سبيل المثال "السلاح زينة المرحلة".

لا يختلف إثنان على أن المرحلة الحالية التي يمر بها لبنان وما سبقتها من مراحل خلال السنوات القليلة الماضية، تُعتبر "العصر الذهبي" بالنسبة لـ "حزب الله"، على الرغم من الإخفاقات التي لحقت به والخسائر المتعددة التي تعرّض لها، سواء داخل لبنان أو خارجه، لكن رغم كل ذلك، يُمكن وصف "الحزب" اليوم، أنّه الحاكم بأمره والمُتحكّم بزمام الأمور، لدرجة أنه من عاشر المستحيلات، إحداث أي تغيير داخلي، في أي موقع عام أو خاص، من دون علمه، أو حتّى إعلامه.

في الحديثِ عن العسكر والسلاح والتدريبات وتطوير القدرات الهجوميّة والدفاعيّة، يبرزُ إسم "حزب الله" كحزب مُسلّح يرى أن سلاحه هو الوسيلة الأجدى والأمضى لمواجهة أي عدوان إسرائيلي. في المقابل تغيب مؤسّسات الدولة المعنيّة أيضاً بمواجهة هذا الخطر من دون الإنتقاص من دور المؤسّسة العسكرية التي تقوم بأقصى ما يُمكن القيام به وبالحد المسموح به دوليّاً.

خصوم "الحزب" يعتبرونَه الجهة الأكثر تأثيراً في ترسيمِ العلاقات مع الخارج وغربلة الدول بين صديق وعدو وخصم، وفي لعبة الإقتصاد والمال أيضاً. وكذلك الأمر يَبرز إسم "الحزب" في أكثر من موقع وتوضع أكثر من علامة استفهام حول دور الدولة لجهة تقاعدها عن آداء دورها بالشكل المطلوب. أمّا في اللعبة السياسيّة الداخليّة، يبرز تأثير "حزب الله" في تغيير المجريات أو إبطال مفاعيل العديد من القرارات بالتحالف مع أصدقائه، سواء في مجلس الوزراء أو النوّاب.كل ذلك يؤكد مُجدّداً، أنّ المرحلة مرحلته، وأنّ البقيّة لفي خسر نتيجة دخول الريبة والشكّوك بينهم.

في ظلَّ كل هذه المجريات التي تختصر ولو بشكلٍ موجز، لعبة الأحجام السياسيّة في البلد والمعطوفة والمسنودة على جماهير على أهبّة الإستعداد لخوض البحار من أجل الإستمرار على النهج نفسه، يسأل الجمهور الآخر عن "الأشاوس" الذين وقفوا ذات يوم بوجه "الحزب" ومنعوه حتّى من تثبيت أقدام حليفه السوري ولو ضمن مساحة لا تتجاوز الشبر الواحد، وآدائهم السياسي السلبي الذي دفع جمهورهم إلى إخلاء الساحات، وهم الذين تمكّنوا ذات يوم أن يضعوا "الحزب" بين خيارين، إمّا الرحيل مع حليفه، أو البقاء ضمن شروط مدعومة بقرارات وتحذيرات دوليّة.

يسألُ هؤلاء، عن زمن رئيس "الحزب التقدمي الإشتراكي" وليد جنبلاط ومواقفه الصاخبة من السلاح والتفلّت وإلغاء الدولة، وعن الرئيس سعد الحريري ومواقفه وخطاباته التي لم تكن توفّر "مشروع" الحزب ودعمه الخارجي ودور المحكمة الدولية، ويسألون أيضاً عن انتقادات رئيس حزب "القوّات اللبنانية" سمير جعجع واتهام حزبه اليوم، بالتقارب السياسي مع "حزب الله" وتهدئة الجبهات معه.

كل هذه الأسئلة لم تجد برأي السائلين إجابات واضحة بعد، خصوصاً منذ أن تحوّلت برأيهم المصالح الفرديّة والحزبيّة والمذهبيّة، إلى أولويّة بالنسبة إلى كثيرين ما عادوا يرون أي فائدة أو نتيجة من الصراعات المُستمرة مع طواحين "حزب الله" الذي كبر حجمه وتعاظمت قوّته وتخطت مفاعيلها الحدود اللبنانيّة، وجعلته لاعباً إقليميّاً أساسيّاً، فيما "الأشاوس" الباقون، ما يزالون ينتظرون أن يمنّ عليهم بتأييد من هنا، أو بتمرير من هناك، بينما يستمر هو بتسيّد المرحلة متكئاً على تاريخ متعدّد ومتقلّب، لكنه ما زال مستمر حتّى اليوم.
واللافت أن مشروع "حزب الله" ما زال يحظى برضى جمهوره، بينما تشهد ساحات "الأشاوس"، تقلّبات حتّى داخل أحزابهم.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة