وصف وزير الصحة العامة حمد حسن، وضع لبنان بالنسبة لأزمة فيروس كورونا المستجد "كوفيد 19"، بأنه جيد، فـ "الإصابات بالفيروس وصلت الى 1100 حالة، أي 0,2% من عدد السكان وهو العدد الادنى، ويقابله نسبة 2,5% نسبة الوفيات، أي أن معدل الوفيات من أدنى المعدلات في العالم، كما لدينا أدنى مستوى تسجيل حالات العدوى، في الأطقم الطبية".
وإذ وصف كورونا بأنه "ليس مزحة"، أكد في إطلالة للوزير حسن عبر "تلفزيون لبنان" ضمن برنامج "مشاكل وحلول" مع الزميل نقولا حنا "أننا تمكنا بالرغم من كل التحديات في وطن امكاناته ضعيفة، أن نسجل نقاطا ايجابية في المعركة ضده".
ونوه بكل الجهود في مجال المكافحة والوقاية، معتبر أن "الشعب اللبناني هو البطل، وشعب بيكبر القلب".
وذكر ردا على سؤال: "أن المجموع العام للاصابات في لبنان بالكورونا هو 0,2 بالمئة، وهذا يعني أن وضعنا جيد. ونحن مقبلون على العيد إن شاء الله، وكلنا ثقة بأن هذه الأرقام ستبقى متدنية، لأن ما كسبناه في هذه الاشهر الثلاث حين اثبتنا ان الحكومة والوزارة والمجتمع وهيئات المجتمع الاهلي، سارت بمسار الجهوزية مع الذات وبمسار الجهوزية النفسية والاستعداد لمواجهة الغامض من الأيام، فكما كنت اقول دائما بأن هذا الفيروس جديد وخصائصه جديدة وغامضة. إذا لقد رفعنا من جهوزيتنا جميعا من أجل السيطرة على هذا الوباء. وتمكنا بالرغم من كل التحديات في وطن امكاناته ضعيفة، أن نسجل نقاطا ايجابية في المعركة ضده".
وعما قصده بـ"التفكير اللبناني"، أوضح "ما أعنيه هو ما نعانيه الآن في خطة العودة، ولكن المهم أن يعرف الإنسان كيف يفكر مجتمعه، وكيف يتعاطى مع الامور، ففي بعض النقاط تبدو الاندفاعة جيدة، فحين نرى على شاشات التلفزة كل البلديات تعقم الشوارع فهذه مبادرات جيدة، وعندما تجهز بعض الجمعيات الأهلية والاندية أماكن للحجر فهذه أيضا مبادرات مشجعة. ونحن نعيش الأمر بواقعية التفكير اللبناني وقدرته على التحدي".
أضاف: "غدا هو آخر أيام المرحلة الثالثة من العودة، وممكن ان يكون هناك استثناء لحالات خاصة جدا، ولكن نعتبر أن يوم الغد هو آخر نهار".
وعن الرحلات غدا، شرح "الاولوية هي لبعض الحالات الصحية المرضية التي من واجبنا إعادتها إلى لبنان، فإذا كانت هناك حالة كورونا والإمكانات ليست متوفرة لها للاستشفاء خارج الوطن، فمن مسؤوليتنا ان نأتي بها، وأعتقد سيكون هناك استثناءات ودولة الرئيس حسان دياب موافق على هذا الموضوع، ولكن من الغد تبدأ مرحلة ل 14 يوما لتقييم متابعة المغتربين في أماكن حجرهم، وسنقوم بدراسة من أجل معرفة المعطيات وما هي الثغرات والملاحظات وتقدير الإمكانات اللوجستية. فالفرق والطواقم الطبية والاهلية استنزفت في مساندة الاغتراب بالعودة إلى وطنه".
وعن أرقام الإصابات لدى العائدين قال: "هناك بلدان يتطلب إجراء فحص PCR فيها أسبوعا او ثلاثة ايام كحد ادنى، وهي لا تجري فحوصات للذين لا تبدو عليهم العوارض، ولكن نحن نجري PCR ونتتبع الحالات، والفحوصات عندنا تستهدف اربع فئات من المجتمع لضمان سلامة المخالفين وعدم انتشار الوباء، ولمعرفة هل هناك تفش للوباء".
وعن قوله أنه قلق وليس متشائما اجاب: "صحيح، عندما ارتفع رقم الإصابات بالأمس تفاجأ من حولي بهدوئي". وعدد "ثلاثة نماذج مرت هذا الاسبوع: نموذج إصابة في مؤسسة انتشرت على كل المناطق اللبنانية في أكثر من 11 بلدة ناتجة عن إصابة واحدة في المحكمة العسكرية، ولكن الجيش اللبناني، ومشكورة قيادته، قام بإنجاز التعقيم واحال كل الفريق إلى الحجر وزودنا بالمعلومات فتابعنا اسر المصابين في البلدات وتمكنا من احتواء هذا الوباء.
أما بالنسبة للجالية البنغالية وهناك 47 إصابة، وهذا يعني أن الاكتظاظ غير مرغوب به، فغدا يوم عيد ويجب تجنب الاكتظاظ. ويجب الاستفادة من المشاهد الحاصلة من أجل الحذر والانتباه.
اما المشهد الثالث فهو المغترب، نحن كحكومة قمنا بواجبنا، ولو اتت نتيجة فحص المغترب سلبية فهذا لا يعني أنه سليم، يمكن أن يكون حاملا للفيروس، ويمكن أن ينقل العدوى لأهله ولعائلته وهذا ما حصل.
اذا هذه المشاهد الثلاث تدلل على التشديد على وسائل الحماية الشخصية وخاصة الكمامة، والمسافة الآمنة، النظافة الشخصية، تفادي السلام باليد، والاكتظاظ، فكورونا ليس بمزحة. والالتزام بالتدابير المرعية الإجراء خلاصنا واماننا".
أضاف: "اللبناني يتابع ومثقف، وخاصيتنا اننا من الناس الذين لديهم معطياتهم العلمية والمنهجية ونفهم مجتمعنا جيدا".
وعن تداعيات المرض أعلن أن "95 بالمئة من الحالات تشفى من دون أي آثار أو ندوب، ولكن عوارض المرض ستخف ولغاية اكتشاف لقاح في ايلول أو تشرين أو بعده، ما نقوم به هو لكي يصبح المرض واضحا لدينا أكثر علينا وبالتالي يصبح التعاطي معه اسهل. ومعدل الوفيات من ادنى المعدلات في العالم".
وأثنى على "جدارة وزارة الصحة العامة والطاقم الطبي على التشخيص المبكر، وقدرة المستشفيات الحكومية والخاصة التي أبدت مهنية كبيرة".
وعن عزل المناطق، قال: "هدفنا الأول الأمن الصحي اللبناني، ونحن إلى جانب اهلنا في اي منطقة لنشد على أيديهم في التدابير الوقائية، ومنها عزل مناطقهم عن المحيط".
وعن التدابير المتخذة في مطار رفيق الحريري الدولي، رأى حسن "أنها إنجاز للحكومة يعمم على الصعيد العالمي"، منوها بعمل المتطوعين وغير المتطوعين وكل اللجان والجمعيات الأهلية في القطاع الطبي في المطار وعلى الحدود البرية وفي وزارة الصحة على مستوى الامن الطبي "الذين لعبوا دور صمام الأمان الاستراتيجي، لقد عملوا في الظل ومن دون إعلام او إعلان، إنما بضمير حي إذ كانوا خط الدفاع الاول والأخير، قبل ان يذهب المغتربون الى منازلهم"، لافتا الى أن وزارة الصحة مع الحكومة، قدما "لفتة تجاه هؤلاء الاشخاص، كبادرة شكر لكل جهودهم".
وأشار حسن الى ان نسبة الإصابات بفيروس كورونا المستجد في لبنان، وصلت الى 1100 حالة، 0,2% من عدد السكان وهو العدد الادنى، ويقابله نسبة 2,5% نسبة الوفيات، كما لدينا أدنى مستوى تسجيل حالات العدوى، في الأطقم الطبية".
وعن تغيير موعد إعادة فتح المطار من بيروت في 8 حزيران المقبل، قال حسن: "علينا تتبع وتقييم الحالة بعد 15 يوما من وصول اخر رحلة، وسوف تتابع وزارة الصحة العامة الموضوع وترسل تقريرها الى اللجنة الوطنية لمكافحة كورونا، ومن بعدها مجلس الدفاع الأعلى وثم الحكومة مجتمعة، للتقدير والتوقيت لموعد فتح المطار"، وقال "عمدنا الى اخضاع كل الركاب لبعض الرحلات الاتية من دول محددة الى فحص PCR، على الرغم من انهم كانوا خاضعين لهذا الفحص مسبقا"، مشيرا الى ان "فريق الترصد الوبائي والطب الوقائى في وزارة الصحة العامة، يقوم بمتابعة بعض العائدين الذين أبرزوا فحص PCR من الدول التي أتوا منها فقط".
وتحدث حسن عن "المستشفيات الحكومية التي عانت وتعاني من واقع مرير تراكمي، قائلا: "المطلوب من رئيس مجلس الوزراء مساعدة بقيمة 75 مليون ليرة لكل المستشفيات الحكومية في لبنان، ثانيا فتحنا صندوق للتبرعات في مصرف لبنان من متبرعين عدة، قدمنا منه هدية رمزية لكل متطوع عبارة عن مليون ليرة لبنانية، وشراء فحوصات PRC ".
وعن التخوف من إعادة اقفال البلد من جديد، قال حسن: "التوجه الاخير الذي اتخذته الحكومة حول عزل بعض المناطق او الاحياء او البنايات، كما حصل في الحالات الايجابيةالتي ظهرت بين الجالية البنغالية، وذلك من منطلق الصدق مع الناس، نحن قبل اسبوع كنا بدأنا نسجل ارقاما متدنية الى ان وصلنا الى صفر اصابات، في سلوفينيا التي يبلغ عدد سكانها مليوني نسمة، سجلت خلال اسبوعين سبع حالات يوميا ولم تصل الى الصفر مع 1500اصابة، بينما نحن لا زلنا 1090 اصابة على خمسة ملايين نسمة، مع 26 حالة وفاة، بينما عدد الوفيات عندهم بلغ 105 وأعلنوا انتصارهم على هذا الوباء، نحن غرور العظمة غير موجود في قاموسنا".
وأردف: "لقد انتصرنا بالاجراءات، لكن علميا لا يجوز قول ذلك لان هذا الفيروس سيبقى الى ان يتم اكتشاف اللقاح، وقد يكون ذلك في شهر او سنة، وهو لن يختفي بل سيستمر ولكن حين يصبح اكثر من ستين في المئة من المجتمع، في العالم وكذلك في مجتمعنا اللبناني يصبح لديه مناعة ضد الفيروس، عندها يمكننا ان نعتبر اننا تجاوزنا الموجة الى ان يصبح لدينا لقاح وعلاج نهائي للفيروس، ويمكننا القول اننا انتهينا من المعركة وانتصرنا، ليس فقط كمجتمع لبناني بل كمجتمع عالمي ومؤسسات صحية عالمية".
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News