أشار الكاتب ماهر مقلد في صحيفة "الأهرام" المصريّة الى أن "رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع يضع توازنات الداخل والخارج قبل السير في طريق الحوار أو الصدام، يظهر دوماً مواقف تسبح عكس التيار لكنها في حقيقتها انعكاس لقراءة المشهد اللبناني واستعادة خبرة الماضي بقسوته واعوجاجه".
وأضاف:"يقود حزب "القوات اللبنانية" في ثوبه الجديد كحزب سياسي له برنامج وتحالفات وعلاقات ممتدة دولياً وعربياً ويتنافس على كسب الحظ الأوفر من تأييد الشارع الماروني لكنه بمعطيات التمثيل النيابي يبقى الرقم الثاني بعد "التيار الوطني الحر" الذي صعد رئيسه العماد عون إلى سدة الرئاسة".
وتابع:"يرفع جعجع الصوت عالياً ضد ما يسميه سطوة "حزب الله" ويرفض أن يبقى السلاح بيد الحزب لكنه يستدعي الحكمة ويتحفظ على نزول المظاهرات إلى الشوارع وهي تطالب بنزع سلاح "حزب الله" خشية تفاقم الوضع وحدوث الاصطدام بين اللبنانيين".
وحرص جعجع على أن يطمئن أصحاب الودائع في البنوك سواء المواطنين أو المستثمرين العرب والأجانب، وقال لا يوجد هناك قرار نهائي حول مصير الودائع والوضع الطبيعي ان تبقى المصارف اللبنانية أحد المميزات التي يعرف بها لبنان وما يجرى هو ظروف الأمر الواقع وحتماً سيكون هناك انفراجه.
في هذا الحوار مع "الأهرام" والذي جرى عبر الهاتف واستغرق 48 دقيقة كاملة وقبل نهايته يبدو أنه شعر بالإرهاق بعض الشيء فضلاً عن ارتباطه باجتماع محدد فطلب أن يكون السؤال الأخير الذي بدأ في الإجابة عليه فقلت له يبقى سؤالان واحد عن مصر والآخر عن الوريث السياسي لـ"القوات" هنا قال: "سؤال عن مصر بكل ترحاب وسرور فلها مكانة في نفسي على الرغم من أنني لم أزرها سوى مرتين لكنني اشعر بأنني زرتها 100 مرة".
هذا الحوار وصفته المستشارة الإعلامية لرئيس حزب "القوات" أنه الحوار الأطول عبر الهاتف الذي يجريه، وبدا جعجع أكثر شعوراً بعدم الثقة في مستقبل الحكومة الحالية ولا في ملف الفساد واستعادة الأموال المنهوبة.
وكشف عن أنه رفض دعم عودة سعد الحريري لرئاسة الحكومة خوفاً عليه وحتى لا تكون نهاية مسيرته السياسية كما كشف عن أنه حاول ومعه الزعيم الدرزي وليد جنبلاط اقناع الحريري بتسمية شخصية سنية يختارها لرئاسة الحكومة لكنه رفض.
وعن فرص انتخابه رئيساً للجمهورية قال: "حزب الله يقف في طريقي فنحن مختلفان في كل شيء بالاستراتيجية ووجه الاتهام إلى الحزب و"التيار الوطني الحر" بضلوعهما في تردي الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في البلاد".
وأشار إلى أنه يتابع الوضع في بمصر عن كثب "ومصر ثقل استراتيجي في المنطقة ككل، وإذا كانت المنطقة تمر بهذا الـ"لا توازن" في الوقت الحاضر فهذا لأن مصر لم تتمكن من لعب دورها كاملاً في السنوات الأخيرة انطلاقاً من الأحداث الداخلية التي شهدتها.
وقال:"للأسف حتى اللحظة يتحرك لبنان نحو المجهول"، مشيراً الى أن "الأزمة تستفحل أكثر فأكثر والأمور الاقتصادية والمعيشية تتجه إلى مزيد من التدهور ومن دون بصيص أمل حتى اللحظة".
وحول إن كانت مظاهرات التي جرت السبت الماضي خرجت عن السياق، قال :"بالفعل لم تجر مظاهرات لأن أجواء الترهيب التي قام بها جماعة "8 آذار" قبل يوم السبت 6 حزيران منعت قيامها، فاقتضى الأمر على أفراد قليلون من هنا وهناك ومن بينهم أفراداً لا علاقة لهم بالحراك الأساسي لكن لديهم أجندات سياسيّة مختلفة. هنا استفاد جماعة "8 آذار" من هذا الأمر ونزلوا بدورهم إلى الشارع بشعارات سياسيّة وللأسف طائفيّة وأمعنوا في بيروت خراباً وفساداً".
وحول إن تم تجاوز الأزمة بعد اعلان القيادات لكل القوى ادانة سب الرموز الدينية، قال:"نعم، أعتقد أن الأزمة بشقها الديني قد تم تجاوزها لأن ما حصل مرفوض من الجميع
".
وشدد جعجع على أن "المهم على هذا الصعيد أن يضبط "حزب الله" وحلفاؤه جمهورهم ولا يتركوه يلجأ تارةّ إلى العنف اللفظي وطوراً إلى العنف المادي حيناً في بيروت وحيناً آخر على مشارف منطقة عين الرمانة".
وفي شأن خروج مظاهرات لنزع سلاح "حزب الله" وإسقاط العهد، قال:"موقفنا من سلاح "حزب الله" معروف وهذا السلاح منذ عام 2000 كان لابد وأن يكون في يد الجيش اللبناني فقط لا غير، ولكنه استمر ويعتبر أحد الأسباب الرئيسية التي أدت إلى الوضع الاقتصادي المعيشي الرديء الذى نعيشه في الوقت الحاضر. ولكن خروج هذه المظاهرات في الوقت الحالي يضر بالمصلحة الوطنية إذا خرجت المظاهرات عن عنوانها الرئيسي وهو الحديث عن تردي الوضع الاقتصادي و المعيشي فهذا هو الهم الحقيقي الذي يضغط على الناس".
وشدد على أن "يجب أن تحصر المظاهرات الآن في الأوضاع الاقتصادية المعيشية المتردية".
وحول إن كانت هذه الدعوة تنسحب أيضاً على إسقاط العهد، قال:"نعم، أنا لا أدعو لهذا الحراك. ولكني لو كنت أنا في المكان الحالي أتقدم باستقالتي".
وفي شأن إن كانت هذه الثقافة موجودة في عالمنا العربي، قال جعجع:"للأسف غير موجوده في عالمنا العربي ولكنها موجودة في أماكن أخرى في العالم".
وفي شأن إن كانت المعاناة الحالية بسبب تقاعس من الحكومة أم لصعوبة الظروف، أشار رئيس القوات الى أن "لا شك ان الظروف صعبة في المنطقة وفي العالم ككل، ولكن هذا لا يبرر تدهور الوضع في لبنان. المشكلة أن القوى السياسية وتحديداً "حزب الله" من جهة، ومجموعة الوزير باسيل من جهة أخرى متحكمة بالقرار"، لافتاً الى أن "هذه القوى السياسية ليست مؤهلة بأي شكل من الأشكال".
وفي شأن انعكاس الوضع الاقتصادي الرديء للبنان على الوضع الأمني، قال جعجع:"من الناحية الاجتماعية، طبعاً الوضع الأمني في لبنان مفتوح على كل أنواع الاضطرابات الاجتماعية انطلاقاً من الوضع المعيشي المذري الذي نحن فيه. ولكن الوضع الأمني من الناحية الاستراتيجية، لا أرى أن هناك أحد يريد قتال أحد في لبنان".
وحول إن كان هناك تعايش سلمى رغم حدة التراشق الموجود في لبنان، أشار الى أن "نعم، أعتقد أن كل الأفرقاء الرئيسين في لبنان ضمناً لديهم قرار سياسي واضح بعدم الخوض خارج السياسة والأُطر الديمقراطية ولكن من جهة أخرى سوء الوضع الاقتصادي والمعيشي طبعاً تتسبب في اضطرابات اجتماعية".
وحول إن كان لبنان حالياً استعاد علاقاته الودية الخارجية، قال:"للأسف لا، بل غاص أكثر فأكثر في عزلته".
وفي شأن من يتحمل المسؤولية في عدم وجود إطار عربي ودولي منسجم، قال:"يتحمل المسؤولية الأحزاب الممسكة في السلطة بالفعل، "حزب الله" من جهة وجماعة الوزير جبران باسيل من جهة أخرى، لأن معروف نظرة العالم لهم".
وفي شأن تضخيم دور الوزير جبران باسيل أم له بالفعل سلطة نافذة في صنع القرار في لبنان، أشار الى أن :"في الواقع إن "حزب الله" بحد ذاته أقلية في لبنان من حيث التمثيل النيابي ومن حيث الحجم السياسي. في مجلس النواب الحالي لـ"حزب الله" 13 نائباً من أصل 128. وبالتالي فإن "حزب الله" بحاجة دائمة لقائمة عريضة من الحلفاء ليستطيع البقاء كما هو وتنفيذ مشروعه في منطقة الشرق الأوسط. وأبرزهم الوزير جبران باسيل، وهو مستعد لمساندتهم في السراء والضراء".
وفي شأن إن كانت قوة جبران باسيل تأتي من حزب الله، شدد على "أنها تأتي من جهة من "حزب الله"، ومن جهة أخرى كون العماد عون رئيساً للجمهورية مع كل صلاحيات رئيس الجمهورية المتفق عليها في "اتفاق الطائف"، فمن هنا تأتي القوة".
وحول توقعاته لمستقبل الحكومة الحالية برئاسة الدكتور حسان دياب، قال:"للأسف لا أراه زاهري مع أننا عقدنا أمالاً بأن تنجح هذه الحكومة انطلاقاً من حاجة لبنان العميقة لنجاح ما، ولكن بعد ممارسة الثلاثة أشهر الأخيرة تبين أن من يمسك فعلاً بقرار الحكومة هم أحزاب السلطة، وبالتالي بقيت الأمور على حالها بل ذهبت من سيء إلى أسوء"، مشيراً الى ان "بالرغم من أن هذه الحكومة تضم بعض الشخصيات المحترمة ولكن طالما أن القرار عند أحزاب السلطة فالنتيجة ستبقى ذاتها الموجودة من ستة أشهر أو سنة أو اثنتين".
وحول الملفات التي نجحت فيها الحكومة، أشار الى أن "بصراحة ملف "كورونا" تجربة ناجحة ووزارة الصحة اللبنانية بذلت جهوداً كبيرة في التصدي لجائحة "كورونا" ولكن لا أدري بأي نسبة يعود الفضل في النجاح لطبيعة الشعب اللبناني؟".
وعن برنامج الحكومة التي نالت من خلاله الثقة في مجلس النواب وبالأخص ملف الفساد، لفت الى أن "بالنسبة لملف الفساد هناك كلام كثير، ولكن لا عمل جدي على الأرض على سبيل المثال: نحن كحزب "القوات اللبنانية" تقدمنا بلائحة من سبعة خطوات للبدء فعلياً بمكافحة الفساد والتخلص منه، ولم تنفذ الحكومة ولا أي خطوة منها. على سبيل ملفات: التوظيف غير القانوني، التعينات، المعابر غير الشرعية، الاتصالات، الكهرباء، وغيرها من الملفات، مثل التعينات القضائية الإدارية للأسف ولا واحد، لم تقدم الحكومة على أي خطوة عملية لمكافحة الفساد حتى الآن".
وحول الحديث المكثف عن خروج أموال بالمليارات من الدولارات من مصارف لبنان، لفت رئيس القوات الى أن "الحديث كان عن خسائر المصرف المركزي والدولة اللبنانية ككل ليس فقط عن الأموال التي خرجت منذ بدء الأزمة".
وفي شأن إن كان هناك أصابع إتهام تشير إلى أشخاص بعينهم وفريق "8 أذار" يتهم رئيس الحكومة الأسبق فؤاد السنيورة وغيره بالضلوع في الفساد، شدد على أن "هذه كلها اتهامات و ما يجب فعله بالضبط أن يذهب الملف إلى التحقيقات من خلاله التحقيقات والأرقام ستظهر الحقيقة".
وحول إن كان لبنان يمتلك آلية لإجراء التحقيقات بشفافية وعدالة ومساواة بين الأطراف، اعتبر أن "كل الآليات المطلوبة موجودة في لبنان ولكن إذا كان المشرفون على هذه الآليات والمتحكمين بها فاسدون. فكيف سنصل إلى نتيجة؟ ولهذا لا أمل في هذا الملف وفي تأثير السياسيين على بعض القضاة. المشكلة ليست في القوانين ولكن المشكلة في الفريق الحاكم، وفي الأشخاص. أعطني أشخاصاً جيدين من دون قوانين لن يكون هناك فساد أو أعطني أشخاصاً فاسدين بكل قوانين العالم، يعيثون في الأرض فسادًا".
وحول مصير أموال المودعين والمستثمرين الأجانب والعرب الكل تضرر من القرارات التي أصدرها حاكم مصرف لبنان، شدد على أن "حتى اللحظة ليست هناك قرارات نهائية بهذا الخصوص. هناك تدابير أمر واقع تم تطبيقها. وأقصى تمنياتنا أن يخرج القطاع المصرفي سليماً متعاف من هذه الأزمة لأنه أحد أعمدة لبنان الاقتصادية المهمة".
وفي شأن إن كان هذا وضع طبيعي تطبيق قرارات تحد من حرية المودعين في التصرف بأموالهم، قال:"طبعاً كل هذا الوضع غير طبيعي ولم نقبل حتى اللحظة بأي تدابير فكر فيها البعض خوفاً من أن تكون نتيجتها تدمير القطاع المصرفي، خصوصاً وان البعض في لبنان ما تزال لديه ميول كما لو كان الاتحاد السوفيتي لا يزال قائماً وهي ميول يسارية وشعوبية من القرن الماضي".
وفي شأن إن كان هناك إمكانية في لبنان تتيح الكشف عن سرية الحسابات بالنسبة للأشخاص المشار إليهم بشكل أو بأخر، قال:"نعم، موجود. هناك لجنة تحقيق خاصة في مصرف لبنان اسمها لجنة التحقيق الخاصة تستطيع من خلال تقديم طلب قضائي إلى أي مصرف رفع سرية الحسابات المصرفية لمن تحدده. ولكن المشكلة في ان سالب أموال الدولة لا يضع الأموال المنهوبة في حساب باسمه؟ جميع هؤلاء يتحايلون بأسماء أخرى".
وفي شأن إن بادر بالكشف عن سرية حساباتك في المصارف، قال:"لا أملك حسابات في البنوك وليس لي رصيد".
وحول كيفية العيش، أجاب:"ربك بدبر".
وحول الذي يمنع وصول سمير جعجع إلى قصر بعبده، شدد على أن "بالمنطق لا شيء وعلى أرض الواقع هناك مانعين أساسيين، الأول: هو "حزب الله" لأنه على طرفي نقيض معنا في النظرة إلى الدولة، وفي وجودها وفاعلياتها، والثاني: هو أن كثير من الطبقة السياسية لا نشبههم ولا يشبهوننا من ناحية طريقة إدارة الدولة حيث تحتاج إدارة الدولة إلى رجال دولة، إلى تصرف دولة، إلى قماشة دولة. وبالتالي حتى اللحظة هذه أحد الأسباب التي أدت إلى الوصول بالوضع في لبنان إلى ما هو عليه الآن".
وفي شأن إن كان ينظر إلى الطموح السياسي لسليمان فرنجيه زعيم "تيار المردة"، قال:"طبعاً كل إنسان له حق الطموح لأي مركز".
وفي شأن إن كان من الممكن أن يحدث تغيير إيجابي في علاقتكم مع "حزب الله"، قال:"من الممكن إذا غيّر "حزب الله" في نظرته إلى الدولة اللبنانية. فمن دون دولة لا أمل لأي مجتمع".
وحول سبب ضعف سوريا داخلياً ولكنها تقوى أكثر في الملف اللبناني، أشار جعجع الى أن "لا أدري من أين لك بهذا الانطباع هي تضعف داخلياً وخارجياً. وفي لبنان لا يوجد أي تأثير لسوريا في الوقت الحاضر. كل التأثير الآن لـ"حزب الله"".
وحول من أين يستمد "حزب الله" نفوذه وقوته، شدد على أن "حزب الله يستمد قوته ونفوذه أولاً من القوة السياسية التي لديه وهي ليست كبيرة ولكن لا بأس بها، ثم تتضاعف قوته اضعاف أضعاف بسبب قوته العسكرية والأمنية الموجودة بلبنان".
وحول استبعاد أي تأثير لسوريا في القرار الداخلي اللبناني حالياً، قال:"أنا لا أرى أي تأثير لسوريا في الوقت الحاضر. إذا سوريا لها طلبات في لبنان تتحدث مع "حزب الله"، وقد يتحفظ أو يرفض "حزب الله" على قرارات تطلبها سوريا داخل لبنان".
وحول رفض "حزب الله" لقرارات سوريّة تتعلق بلبنان، أشار الى أن "طبعاً، لأن المعادلة المعروفة قد انقلبت قبل عام 2005 عندما كان هناك وجود لجيش النظام السوري في لبنان كان "حزب الله" يتكئ على النظام السوري. من بعد عام 2011 يعتبر لـ"حزب الله" الفضل في استمرار النظام السوري وعدم سقوط هذا النظام. لذلك، الكلمة الفصل الآن في لبنان وبشكل كلي تعود لـ"حزب الله". حتى في سوريا كثير من الأمور لـ"حزب الله" وإيران الكلمة الفصل فيها وليس النظام السوري. إن النظام السوري كما هو الآن عبارة عن واجهة فيما القرار الفعلي بين إيران وروسيا".
وفي شأن استفادة لبنان من علاقته مع إيران، قال:"نعم، من خلال فائدة واحده، وهي تصدير السلاح غير الشرعي إلى لبنان".
وحول إن كانت هذه هي الفائدة الوحيدة، قال:"أنا لا أرى فائدة أخرى".
وفي شأن انصار ايران في الداخل يتحدثون عن دعم إيراني للبنية التحية في لبنان، شدد على أن "معروف عن إيران أنها ليست قوة اقتصادية وتاريخياً كانت هناك علاقات جيدة وطبيعية بين الشعبين الإيراني واللبناني ومؤخراً بعد قيام الجمهورية الإسلامية وللأسف بدل من أن تدخل إيران من باب الشرعية إلى لبنان فضلت أن تدخل من الشباك بطريقة غير شرعية عن طريق وضع كل إمكانياتها في حزب لبناني وتكبيره بشكل غير شرعي وتزويده بالسلاح".
وحول التنوع الكبير في القوى السياسية المسيحية بلبنان، أشار الى أن "هناك تنوع بحد مقبول وعملياً يتقاسم حتى البارحة وقبل قيام الثورة في لبنان الساحة المسيحية حزبين كبيرين هما: "القوات اللبنانية" و"التيار الوطني الحر" حيث تمثل نسبتهم من 80 إلى 85% من الصوت المسيحي في لبنان وهناك بعض الأحزاب الأخرى، ولكنها أقل بكثير مع احترامي لكل الأحزاب فهي بعيدة جداً بما فيها حزب "الكتائب اللبنانيّة" و"تيار المردة" والشخصيات المستقلة".
وحول توقعه في الانتخابات المقبلة الحفاظ على هذه النسب، شدد على أن "من المؤكد أن "التيار الوطني الحر" أضعف وبالنسبة لـ"القوات" نحن أقوى وربما نحصل على مقاعد أكثر لكن المؤكد أن شعبية "التيار الوطني الحر" تراجعت وتتسم بالضعف".
وفي شأن إن كان ما قاله هو نتيجة استطلاع رأي في الشارع أم من قبيل الحرب النفسية، اشار الى أن "مشاهدات عينية وبعض الاستطلاعات مع الأخذ بعين الاعتبار ان الأحداث الجارية حتماً ستفرز شخصيات جديدة تحظى بثقة الشارع".
وحول حزب "الكتائب اللبنانيّة" في لبنان اسم شهير برأيك لماذا يضمر حزب "الكتائب"، قال:"لا أدري ولا أحب الخوض في هذا الموضوع لكن النتيجة على الأرض هو ما تقوله وتصفه، وإذا عدنا من جديد إلى نتائج الانتخابات النيابية الأخيرة والتي كانت معبرة جداً نرى ان هناك ضمور كبير".
وحول تولى سامى الجميل نجل الرئيس امين الجميل وحفيد مؤسس الحزب بيار الجميل رئاسة "الكتائب" وهو شاب وعم تحريك الحزب، اشار الى ان "الواقع على الأرض يقول ان "الكتائب" يضمر ولا أعرف الأسباب ولا أتمنى أن تواجه "القوات" مستقبلاً ذلك".
وحول السبب وراء توسيع الخلاف بين القوى المسيحية في لبنان، لفت الى أن "على أثر تأييد "القوات اللبنانية" لـ"العماد عون" لرئاسة الجمهورية كان من المفترض أن تتحسن العلاقة إلى حد كبير. ولكن ما حدث من ممارسات للسلطة كان عكس كل التوقعات. والممارسات التي تحدث في السلطة تختلف 180 درجة عن توقعات أي لبناني وحتى مؤيدو العماد عون، وهذا ما أدى إلى تباعد من جديد بيننا وبين جماعة الوزير جبران باسيل".
وحول إن كان لبنان سيشهد انتخابات نيابية في المدى المنظور، اشار جعجع الى أن "هذا ما نتوقعه وبأسوأ الأحوال يجب أن تجري الانتخابات في موعدها بعد سنتين".
وفي شأن إن كان الواقع على الأرض والوضع الأمني والتراشق يدفع في اتجاه التمديد لمجلس النواب، قال:"نحن سنحارب التمديد إلى آخر لحظة ولسنا مع أي تمديد ومن الأفضل أن تجري انتخابات مبكرة ومن الأسوأ أن تجري الانتخابات في موعدها بعد عامين ونتمنى أن تحصل قبل".
وحول إن كان متأثراً بقرارك في ابتعاد سعد الحريري عن رئاسة الحكومة، قال:"نعم".
وحول عودة العلاقات مع سعد الحريري طبيعية بعد تخليك عن دعمه لرئاسة الحكومة، قال:"أنا لم أتخلَ عن دعم سعد الحريري، ولكن الظروف كانت غير مناسبة على الإطلاق لتولي سعد الحريري رئاسة الحكومة. وكان من الممكن أن تكون نهاية له. هذا اعتقادنا وحساباتنا".
وفي شأن إن فعل هذا بدافع الحرص عليه، أشار الى أن "من جهة، ولكن ليس الأمر بهذه الصورة وإنما كنّا وما زلنا بحاجه إلى تغيير كبير في لبنان. حيث لا يمكننا ان نستكمل المسيرة بنفس الطريقة ونفس الأشخاص في السنوات العشر الأخيرة، مجموعة عوامل أدت إلى ذلك".
وحول تجاوز الحريري يعتبر ظلماً للطائفة السنية بشكل أو بأخر، قال:"صراحة، كان متيسراً أن يقوم "تيار المستقبل" باختيار شخصية على غرار الرئيس حسان دياب لترأس الحكومة. وكان الوزير وليد جنبلاط مع هذا الرأي أيضاً، لكنه لم يرشح اسماً لرئاسة الحكومة ولم ير الأمر مناسباً".
وفي شأن التنسيق مع الزعيم الدرزي وليد جنبلاط، اشار الى ان "هناك تنسيق دائم مع الوزير وليد جنبلاط".
وفي شأن الذي تغير في المعادلة وأوجد هذا التنسيق بينكما، قال :"المواقف التي يعلنها بوضوح".
وحول الذى يميز "القوات" عن "تيار المستقبل" و"الحزب التقدمي الاشتراكي" رفقاء قوى "14 أذار"، أشار الى أن "تيار المستقبل والحزب التقدمي الاشتراكي يفضلان أن تبقى الأمور في منزلة بين منزلتين. ولا يريدان استكمال المعارضة للنهاية. نحن نريد أن نكون فريق معارض واضح".
وإن كان "تيار المستقبل" يحرص على أن يكون مع الطرفين، قال:"لا أقول ذلك ولكن في منزلة بين منزلتين".
وحول موقف الرئيس نبيه بري من "التيار الوطني الحر"، شدد على أن "الرئيس نبيه بري يفضل لعب دور المصلح ممسكاً العصا في المنتصف و"بياخذ وبيعطي". ولا يرتبط بأيديولوجيا جامدة وهذا يدفعنا للتواصل مع".
• هل تلتقيوحول اللقاء مع الرئيس نبيه بري، قال:"لم يحدث ولكن يحدث اتصالات متباعدة والعلاقات مع النواب مستمرة".
وفي شأن عودة سعد الحريري إلى الرئاسة مرة أخرى، قال:"حسب المعطيات. سعد الحريري شخصية وطنية معروفة. ولكن لا احد يدري ماذا سيحدث في الانتخابات النيابية القادمة".
وحول متابعته الوضع في مصر ودور مصر في لبنان والمنطقة ككل، قال:"أتابع الوضع في مصر عن كثب. حيث لدي كل أثر طيب من وراء زياراتي القليلة لمصر. وتعتبر مصر ثقل استراتيجي في المنطقة ككل. وإذا كانت المنطقة تمر بهذا الـ"لا توازن" في الوقت الحاضر فهذا لأن مصر لم تتمكن من لعب دورها كاملًا في السنوات الأخيرة انطلاقاً من الأحداث الداخلية التي شهدتها على مدى سنوات، وانطلاقا من الحاجه في الوقت الحاضر إلى أن تستعيد عافيتها الداخلية لتتمكن من لعب دورها الاستراتيجي. ولكن مع كل هذه الأوزان الاستراتيجية الموجودة في المنطقة لن يستقيم الوضع العربي قبل أن تعود مصر إلى لعب دورها الاستراتيجي كما يجب".
وحول الوريث السياسي للدكتور سمير جعجع، شدد جعجع علب أن "العمل السياسي يفرزه وعندها يكون الاختيار وفق الآليات، نحن ليس لدينا نظام الوريث السياسي في "القوات اللبنانية".
وحول الذي الذى لم يحقق سمير جعجع بعد كل هذا العمر، قال:"حققت كل ما اريد تحقيقه برأيي التحقيق الفعلي هو ان تعيش قناعاتك وهذا ما افعله".
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب
Follow: Lebanon Debate News