جعجع: ربما أخطأنا بانتخاب عون رئيساً

أعلن رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، في حديث لصحيفة "القبس الكويتية"، أنه قد يكون أخطأ التقدير في ترشيح الجنرال ميشال عون إلى رئاسة الجمهورية.

وسأل في حديث مع الصحافية أنديرا مطر، حول اتفاق معراب مع الرئيس عون وإن كان ضرره أكبر من مردوده على القوات، الى أن "ما الخيارات التي كانت متاحة امامنا آنذاك؟ التسوية او استمرار الفراغ في موقع الرئاسة"، لافتاً الى أن "حينها، كان تقديرنا - وقد يكون خاطئا - ان انتخاب الجنرال عون أفضل من الفراغ واقول ربما قد يكون خاطئاً، ففي مثل هذه المسائل يصعب قياس الأمور بدقة. وأشدد على أننا كنا أمام خيارين لا غير".

واعتبر أن "بعض المسيحيين يعتبرون إقالة الرئيس من المحرمات، انطلاقا من مخاوف او حساسية تاريخية"، موضحاً أن "بالنسبة الينا، نحن لم نطالب بإسقاطه ولم نعارضه ولكن على غرارالتغيير الحكومي، نسأل: من سيكون البديل؟ واذا تغيّر الرئيس اليوم فهل سيتحسّن الوضع؟".

وشدد على أن "المشكلة هي في المجموعة الحاكمة، أي فريق الوزير جبران باسيل وفريق حزب الله"، معتبراً أن "استقالة او إقالة الرئيس وحده اليوم تعنيان الاتيان بآخر شبيه له".

وحول العلاقة مع الحلفاء، أكد جعجع أن "علاقة القوات اللبنانية مع كل الافرقاء جيدة على المستوى السياسي باستثناء حزب الله ومجموعة الوزير جبران باسيل، والأسباب معروفة"، لافتاً الى أن "هناك مداولات يومية مع سائر الاطراف في ملفات نتفق عليها أو نحتلف أما في ما يتعلق بالتحالف فهو يحتاج الى برنامج عمل كامل مع الفريق الآخر، وهو غير متوافر حاليا".

وفي شأن طرح نزع سلاح حزب الله، اعتبر رئيس القوات أن "طرح نزع سلاح حزب الله اليوم، يؤدي أكبر خدمة لهذا السلاح.لأنه يشتت الناس، شئنا أم أبينا وهذا ما حصل بالفعل"، موضحاً أن "طرح الأمور عشوائيا وفي أي وقت قد يرتد عكسيا علينا وبالتالي حزب القوات اللبنانية ليس ضد نزع السلاح، لأننا اكثر من طالب بنزع سلاحه منذ 15 سنة، وانما نحن مع طرحه في التوقيت وفي المكان المناسبين، ومن خلال الحركة السياسية، لانه جزء أساسي من مشكلة لبنان".

وأكد جعجع أن "الحكومة تخبص خارج الصحن، أي تتصرف بعشوائية"، مشيراً الى أن "سبب تدهور الليرة ليس المضاربة، بل عدم التوازن الهائل في مالية الدولة، والذي يستوجب خطوات اصلاحية كبيرة لتفاديها لكن الحكومة ذهبت الى معالجة الجزء الذي يتسبب بالكاد بـ10 في المئة من الأزمة، فيما جوهر الموضوع الاصلاحات على المستويات كافة، ولا شيء غيرها".

وقال:"أنا متشائم في ما يتعلّق بتطور الأوضاع في المرحلة الحالية، لكن لا شيء يغير النموذج اللبناني لأن موته يعني موت الكيان".

وأضاف:" صحيح ان قطاعات معروفة تضعف أو تقفل، ولكنها مرحلة مؤقتة وستعاود نهوضها".

وشدد على "أنني لست قلقاً على النموذج اللبناني، بل على الأوضاع التي ستترك تداعياتها على اللبنانيين في انتظار وصولنا الى بر الامان".

وفي شأن الحل للخروج من الأزمة، دعا جعجع الى "تحقيق الاصلاحات وادارة الدولة بشكل جيد وبما أن السلطة الحالية لن تقدم على هذه الاصلاحات، فلا أمل الا بإزاحتها مع ضرورة اجراء انتخابات نيابية مبكرة"، مشيراً الى أن "اي تغيير حكومي هو مضيعة للوقت طالما ان الفريق الذي يقف وراءها لا يزال هو نفسه فالتغيير يجب ان يطال من يقف وراء هذه الحكومة".

وبالنسبة الى قانون "قيصر"، اعتبر جعجع أن "على الحكومة أن تضع في أولوياتها مصلحة الشعب اللبناني، ولتتكفل سوريا بحل مشاكلها"، مشدداً على أن "لبنان اليوم لا يتحمّل مغامرات لمصلحة اطراف خارجيين".

وأكد أن "اهم ما يجب ان تقوم به الحكومة، طالما هي تحاول ضبط سعر صرف الليرة، هو توقيف حركة تهريب الدولارات الى سوريا، لأنها مرشحة للتنامي في ظل قانون قيصر وكذلك على الحكومة منع عمليات التهريب كلها عبر الحدود".