المحلية

الأحد 28 حزيران 2020 - 04:00

لبنان بلد مفتوح على كل الإحتمالات

لبنان بلد مفتوح على كل الإحتمالات

"ليبانون ديبايت" - علي الحسيني

لا شيء في لبنان يوحي بالإطمئنان ولا الإستقرار. بلد مفتوح على جميع الإحتمالات بما فيها الحروب والإنقلابات. كل ذلك يأتي وسط تلهيّ الدول بمشاكلها وإلهاء لبنان بأزماته المتعددة والتي لا يقل فيها الشأن السياسي عن الوضع الإقتصادي الصعب. وبين الجوع والفقر والتلويح بإنفلات زمام الأمور، يبقى الهاجس الإسرائيلي هو الأخطر في مرحلة تبدو أكثر من مرشحة لفتح جبهة مع لبنان، بناء على القاعدة التي تقول بأن الحروب تكون عادة الوسيلة الأفضل للخروج من الأزمات.

لم يسبق للبلاد أن مرّت بظروف مُشابهة لتلك التي تمر بها اليوم، إن من حيث الإنهياء الإقتصادي والمالي التام، أو لجهة الحذر والترقّب لما ستؤول اليه الأحداث السياسية المفتوحة أصلاً احتمال تغيرات كثيرة يُمكن أن يفرضها الشارع. كل هذا والدولة تقف عاجزة عن امتصاص غضب الناس وتأمين أبسط مقوّمات الصمود في وجه الغلاء الذي ضرب لبنان بطوله وعرضه، وحوّل ربطة الخبز إلى مادة جدل وآلة ضغط بين التاجر والدولة، وحوّل المواطن إلى ضحيّة.

هذا من جهة الوضع الإقتصادي الصعب، أمّا في الوضع العام في البلاد فيجري الحديث اليوم عن تطوّرات دراماتيكية تحصل بشكل يومي على الساحة الداخليّة وسط تخوّف من استدراجها لمواجهة مُحتملة مع اسرائيل المنشغلة الى حد كبير، بإعداد التقارير تلو الأخرى حول كل ما يتعلّق بـ"حزب الله" وتطوير قدراته العسكرية بالإضافة إلى الإستطلاعات اليومية لرصد حركة تنقلاته بين لبنان وسوريا.

أمّا بالنسبة إلى "الحزب" الذي تلتّف حوله حزمة من العقوبات الدوليّة وبالطبع لن يكون آخرها "قانون قيصر"، فيبدو أنه مُنشغل هو الأخر بالتحضير لكيفيّة مواجهة كل هذه الأخطار التي تُحيط به، سواء عسكريّاً أو سياسياً، وهذا ما يظهر بشكل جلي، إن من خلال تكثيف اللقاءات مع حلفائه في الداخل والخارج من ضمنها اللقاء الذي كان جمعه بالزعيم العراقي مُقتدى الصدر منذ أيّام في الضاحية الجنوبية، أو لجهة الحرب الإعلامية التي يخوضها تحت عنوان "المُفاجآت" والمعطوفة أيضاً على مناورات صامتة جنوباً، تُحاكي "ساعة الصفر".

خصوم "حزب الله" في لبنان يخشون من قرار "ممانع" غير مدروس يقضي بفتح جبهة الجنوب في إسرائيل في مُحالة لإراحة "الحلف" كلّه مما ينتظره على طول الطريق المُمتد من لبنان إلى اليمن، وبرأيهم طالما أن "الحزب" يُشكّل الذراع الأقوى لتنفيذ هذا القرار، والأهم لجهة قرب المسافة التي تفصله مع العدو الأبرز إسرائيل، فإن لبنان مُعرّض بنسبة عالية لخسائر مُكلفة تُضاف إلى خسائره الإقتصادية والسياسية نتيجة ممارسات "الحزب" وسياسة التفرّد التي ينتهجها بمؤازرة حلفائه.

بالنسبة إلى "حزب الله" يبدو أن قرار الحرب مع إسرائيل ليس مطروح بشكل أساسي داخل أروقته السياسية والعسكرية، لكن هذا لا يُلغي أن ثمّة استعدادات دائمة تُتخذ من اجل مواجهة الأحداث التي تطرأ بشكل مُفاجئ، ولا يعني إسقاط أي احتمال بشن إسرائيل حرباً مُفاجئة مُستغلّة حزمة العقوبات التي تلّوح بها الإدارة الأميركية ضد محور "المقاومة" وذلك باعتقاد منها بأن الحصار الإقتصادي لا بد أن يتزامن مع عمليات عسكرية حتّى ولو محدودة.

بين "جنون" الداخل والخوف من الخارج، ثمّ ثابتة وحيدة هي أن لبنان تحوّل إلى بقعة جغرافية مفتوحة على كل الإحتمالات وأن ما يُبقيه على خط التهدئة حتّى الساعة، هو الإستقرار الأمني الذي تفرضه كل المؤسّسات الأمنيّة المعنيّة.

وسط المخاوف هذه، هناك مجموعة أسئلة بدأت تتبادر إلى ذهن المواطن أبرزها، مثل لو استعادت المجموعات الإرهابيّة جزءاً من عافيتها وعادت لتنشط داخل المخيّمات أو عند نقاط مُحددة على الحدود؟ ماذا لو تطوّرت الأمور في ظل الغلاء الفاحش وتحوّل المجتمع اللبناني إلى مُجتمع متفلّت من كل الضوابط بهدف تأمين لقمة العيش؟. ماذا لو انهارت الدولة ومؤسساتها بشكل كامل وتحوّل المواطن اللبناني إلى شرطي لحماية نفسه وعائلته وأرزاقه؟

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة